لا يمكنك التحكم في الشيخوخة أو منعها أو في محاولة عدم وصولكِ إلى سن اليأس، ولكن بإمكانك تقييم صحتك بشكل أفضل لتقليل مخاطر الإصابة بالحالات الصحية الشائعة التي تعقب انقطاع الطمث.
1- هشاشة العظام
عندما يتوقف نزول الحيض يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور؛ لأن هرمون الإستروجين المرتبط بنزولها يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على كثافة العظام، ونحو 20 إلى 30% من فقدان العظام لدى النساء، يحدث في السنوات الخمس الأولى بعد انقطاع الطمث والذي يزيد من حدوث كسور الفخذ والرسغ والمشاكل المتعلقة بتراجع كثافة العظام.
الأسوأ من ذلك، أن العديد من النساء بعد انقطاع الطمث يهملن هذه المخاطر الصحية، وهذا يعني أنهن لا يتخذن خطوات لحماية تلك العظام، بما في ذلك اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم، وأداء تمارين تحمّل الوزن وتمارين القوة، والحد من تناول الكثير من الصوديوم وكذلك المشروبات التي تجعل الكالسيوم يتسرب من العظام كالقهوة والصودا.
2- أمراض اللثة
ربما لا يخطر ببالك أن تراجع هرمون الإستروجين قد يؤثر حتى في الأسنان، فالعملية التي تؤدي إلى فقدان العظام في العمود الفقري والفخذين يمكن أن تؤدي أيضاً إلى تراجع كثافة العظم السنخي للفكين، والنتيجة هي تساقط الأسنان وأمراض اللثة، والتي تكون النساء أكثر عرضة لها بعد انقطاع الطمث، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة كليفلاند كلينك الطبية.
إضافة إلى ذلك، يلاحظ العديد من النساء بعد انقطاع الطمث جفاف الفم أو الألم أو الحرقة في أنسجة اللثة، وكذلك تغير مذاق الأطعمة المالحة أو الحامضة أو الفلفل. في هذا الوقت يُعد الاهتمام بصحة الفم والأسنان أكثر أهمية مما مضى.
3- داء السكري
يصيب مرض السكري النساء بشدة، وإذا بدأ سن اليأس لديها قبل سن 46 أو بعد 55، فمن المرجح أن تصاب بمرض السكري «النوع 2»، وفقاً لتجربة كبيرة تهدف إلى الوقاية من المرض لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
تقول جمعية سن اليأس في أمريكا الشمالية، إنه من الصعب فصل آثار انقطاع الطمث عن تأثيرات العمر والوزن، لكن انخفاض هرمون الإستروجين، المعروف بزيادة مقاومة الإنسولين، يلعب دوراً. علاوة على ذلك، فإن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو التعرض لسكري الحمل، أو تكيس المبيض، حالات تزيد من احتمالات الإصابة بهذا المرض.
وتوصي جمعية السكري الأمريكية بإجراء الفحص كل ثلاث سنوات بدءاً من سن 45، خاصة إذا كانت المرأة تعاني زيادة الوزن.
4- أمراض القلبيوفر
هرمون الإستروجين الذي ينتجه المبيض قبل انقطاع الطمث حماية قوية للقلب، حيث يزيد الكوليسترول الجيد ويخفض الكوليسترول الضار، ويوسع الأوعية الدموية بحيث يزيد تدفق الدم، ويمنع ارتفاع ضغط الدم (سبب رئيسي للسكتة الدماغية) واللويحات المحملة بالكوليسترول التي تسبب أمراض القلب التاجية.
من المنطقي، إذن، أن الانخفاض الملحوظ في هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. لحسن الحظ هناك بعض الطرق التي تحد من احتمالية الإصابة بها، كالإقلاع عن التدخين إن كنتِ من المدخنات، وتناول نظام غذائي نباتي، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً.
5- اضطرابات المناعة
تمثل النساء معظم مرضى اضطرابات المناعة الذاتية، وإذا كنت في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث فأنت معرضة بشكل أكبر لهذه الحالة.
على الرغم من أن الأسباب غير واضحة، فقد وجد الباحثون، من خلال دراسة منشورة في مجلة «مراجعة الخبراء لأمراض النساء والتوليد»، أن خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد، والتهاب الغدة الدرقية، يرتفع بعد انقطاع الطمث.
السبب في هذا أن لدى النساء اثنان من الصبغي X، وقد تجعل العيوب في هذا الصبغي بعض النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المناعة الذاتية، وتشير الدلائل إلى أن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين يلعب دوراً أيضاً.
6- سلس البولسلس البول
(تسرب البول اللاإرادي عند الضحك أو العطس) شائع بشكل خاص بعد انقطاع الطمث، وهذا على الأرجح بسبب ترقق الإحليل (الناجم عن انخفاض هرمون الإستروجين)، وكذلك ضعف عضلات قاع الحوض (نتيجة الولادة الطبيعية). أيضاً في هذه المرحلة تكون المرأة أكثر عرضة لتكرار التهابات المسالك البولية وذلك لأن الإستروجين يساعد أيضاً في إبعاد البكتيريا.
تتضمن بعض الخطوات الوقائية ممارسة تمارين كيجل، وشرب الكثير من السوائل.
7- توقف التنفس أثناء النوم
إن انقطاع التنفس أثناء النوم شائع بدرجة كبيرة وسط النساء في هذه المرحلة العمرية، ولكن معظمه لا يتم تشخيصه. على عكس الرجال، قد لا تظهر لدى النساء العلامات التي تدل على اضطراب النوم، كالشخير وتوقف التنفس والنعاس المفرط أثناء النهار على سبيل المثال؛ بل ربما يعانين أعراضاً غير نمطية مثل الأرق، والصداع الصباحي، والتعب، والإجهاد، والاكتئاب، والقلق.
8- سرطان الثدي
من المرجح أن يصيب سرطان الثدي النساء بعد سن اليأس أكثر من النساء الأصغر سناً، لكن في هذه الحالة يمكنك إلقاء اللوم على عدد سنوات عمرك بدلاً من مستويات هرمون الإستروجين. بالنسبة لامرأة تبلغ 30 عاماً، فإن فرصة الإصابة بسرطان الثدي على مدى السنوات العشر القادمة، هي فرصة واحدة من بين 227، وبحلول سن 60 يقفز الخطر إلى واحدة من كل 28، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان، والعامل الأكبر لسرطان الثدي الذي يمكنك الحد منه، هو اكتساب الوزن الذي يحدث عند انقطاع الطمث.
لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، توصي جمعية السرطان الأمريكية بممارسة التمارين الرياضية معتدلة الشدة لمدة 150 دقيقة كل أسبوع.