تخرجت فاطمة الحوسني في جامعة الإمارات العربية المتحدة بدرجة البكالوريوس في الفنون والصناعات الإبداعية، وباتت أناملها تبعث بالحياة في كل أعمالها الفنية من تصاميم عصرية وكلاسيكية تعكس الماضي وتلون الحاضر، فبدأت مسيرتها في بناء علامتها التجارية بتصميم الملابس وبيعها بين العائلة وأهل الحي. وبعد أن شهد على إبداعها القريب والبعيد، وسّعت فاطمة من أعمالها لتنال شرائح أكبر في ظل هيمنة العلامات التجارية العالمية، فاتخذت من التجارة الإلكترونية وسيلة لبناء علامتها، وعززت ذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي حديثة الظهور في ذلك الوقت.
حاورت «كل الأسرة» رائدة الأعمال فاطمة الحوسني كواحدة من أوائل المتبنين لاستراتيجية البيع على منصات التواصل الاجتماعي، والتسويق الرقمي الحديث، ولما كان وجود متجر حيوي يرتقي بتجربة العميل عنصراً أساسياً لتفوق العلامة التجارية، انتقلت فاطمة إلى جزيرة المارية – مركز المال والأعمال في أبوظبي، ووجهة الحياة العصرية التي تعد موطن ولادة الأفكار والطموحات – وراحت تزاحم أعتى العلامات التجارية في مركز «الغاليريا» بالجزيرة.
حدثينا عن تجربتك كإماراتية أثبتت جودة الصناعة المحلية؟
ما كان هذا ليكون ممكناً لولا إيمان القيادة الرشيدة بضرورة تمكين جميع رواد الأعمال، وذلك بخلق بيئة أعمال مناسبة وتنافسية في العاصمة أبوظبي، تتمثل في مركز مالي دولي مرموق يتوافق مع القانون الإنجليزي العام، ويهدف لدعم أعمال الأفراد والشركات وتمكينهم من النمو والازدهار، فاتخذت من المبادرات الوطنية منهجاً في تنويع سلسلة القيمة التابعة لعلامتي لضمان استدامتها وللحفاظ على مستوى الجودة النوعية، فحرصت على أن تكون علامتي محلية الصنع من الألف إلى الياء، بالتزامن مع مواصلة مد فرص التعاون مع شركائها خارج دولة الإمارات. فتمكنت من التميز عن بقية منافسي من العلامات التجارية العالمية بطرح أسعار تنافسية تحافظ فيها على جودة قياسية.
ما التحديات التي واجهتك في صناعة الأزياء؟
بشكل عام، تتميز صناعة الأزياء بكثير من التحديات البشرية والتكنولوجية التي تتطلب العزم والإصرار ومواكبة جميع التطورات محلياً ودولياً. ولم يكن هذا ليعيقني عن مواصلة حلمي في ريادة صناعة الأزياء، إذ أستثمر طاقاتها وجهودي في تدريب الكادر البشري الذي يعد أثمن الأصول لدى أي مجال من مجالات الأعمال. وأحرص على سلاسة العمليات في خضم التغييرات المفاجئة لرأس المال البشري. كما مكنني قربي وإشرافي المباشر على عمليات خدمة العملاء بما يتوافق مع السنع الإماراتي من ترك بصمة خاصة تعزز الروابط بين رواد الصناعة والعملاء.
كيف تمكنت من منافسة الماركات العالمية؟
إن أهم ما يميز الماركات العالمية هو الجودة العالية، وهذا هو العنصر ذاته الذي يميز علامتي التجارية، فأنا أحرص على مراعاة أعلى مقاييس الجودة منذ المراحل الأولى، ابتداء من المواد الخام انتهاء إلى تجربة العميل وخدمة ما بعد البيع، ويمكن للزائر رؤية العلامة التجارية بجانب عديد من الماركات العالمية.
كيف دعمت المرأة الإماراتية في تخصيص أزياء عصرية مناسبة للطابع الإماراتي؟
ببلوغ علامتي التجارية مصاف الماركات العالمية، وبعرضها لأزياء عصرية تحافظ على الموروث الثقافي للمرأة الإماراتية، مثل المخور مثلاً، فهي تثبت جدارة المرأة الإماراتية في حجز مقعد متميز في صناعة الأزياء. بل وتدعو جميع رائدات الأعمال الإماراتيات في نفس القطاع لحذو النهج عينه وترك بصمة إماراتية عربية.
وبهذا، نرى سواعد المرأة الإماراتية تطال كل جزء من مسيرة البناء تحقيقاً لشعار ورؤية «نتشارك للغد»، فنحن نعمل ونرسم المستقبل بخطوط لا تعرف المستحيل، كي نرتقي بالعلامات المحلية إلى مستويات العالمية، بل وتعكس رؤية القيادة الرشيدة في ريادة دولة الإمارات لكافة المجالات، ولربما يبعث هذا العزم والإصرار برسالة مفادها: «ببنات زايد، نلحق أعلى المراتب».
حدثينا أكثر عن تجربة التدريب
يشكل تدريب الموارد البشرية والحفاظ على الكفاءات تحدياً يواجه أغلب الماركات العالمية. في هذا الصدد، أحرص على خلق بيئة جذابة لجميع الزملاء، وبناء ثقافة أساسها التعاون البناء والنمو. فأحرص على التدريب المتواصل لجميع الموظفين، والاستماع إلى اقتراحاتهم في جعل العلامة التجارية أكثر تميزاً. فإشراك جميع الأطراف في مسيرة النمو هو واحد من أسرار تميزنا.
* تصوير: محمد السماني