11 يوليو 2024

مغادرتها أحدثت زلزالاً في عالم الموضة.. من يخلف مدام فيار لدى دار "شانيل"؟

كاتبة صحافية

كاتبة صحافية

مغادرتها أحدثت زلزالاً في عالم الموضة.. من يخلف مدام فيار لدى دار "شانيل"؟

بعد 30 عاماً من عملها في دار «شانيل» للأزياء، و5 سنوات من تربّعها على كرسي المديرة الفنية، صدر بيان يؤكد انتهاء عقد المصمّمة، فيرجيني فيار، مع الدار الباريسية العريقة.

وجاء البيان عبر تأكيد رسمي للشائعات نشر في العدد الأخير من صحيفة «فوج بيزنس». وحسب أوساط الموضة فإن «شانيل قررت تغيير رأسها». وفي ما يخص المهتمين بصناعة الموضة فقد كان لهذا الخبر وقع يشبه الزلزال العالي على مقياس ريختر الأزياء.

«باي باي» فيرجيني فيار
«باي باي» فيرجيني فيار

امتداد لرموز «كوكو شانيل»

من خلال العديد من المجموعات الموسمية والعروض الباذخة، نجحت مدام فيار في تجديد المعايير والرموز التي سارت عليها الدار عبر عقود طويلة. إن التجديد عملية بالغة الخطورة لدى شركة نشأت معتمدة على ذوق سيدة استثنائية، هي جابرييل شانيل الشهيرة بمدموازيل كوكو.

كانت تصاميمها تقدم المرأة في إطار من الأناقة الأنثوية الراقية، بتايورات من قماش معيّن، وسترات بأزرار لؤلؤية، وقلائد كثيرة، وإكسسوارات في المعصمين، والأذنية، وحقائب بسلاسل ذهبية مميزة.

كان على فيار، ومن سبقوها، أن يحترموا تلك الرموز، وأن يطوروها وفق أذواق النساء العصريات. وبفضل نجاحها في عملها فقد أشادت بها الدار في بيانها باعتبارها قدمت «إضافة ملحوظة» للموضة الفرنسية.

مغادرتها أحدثت زلزالاً في عالم الموضة.. من يخلف مدام فيار لدى دار "شانيل"؟

من سيخلف المديرة الفرنسية فيرجيني فيار، في هذا الموقع الذي ترنو إليه أنظار عشرات المصممين الشباب في العالم؟ الدار تتمهل في الإعلان عن المدير، أو المديرة، الفني الجديد.

ويبدو أنها ستأخذ وقتها في الاختيار، أو تعلن سريعاً عن اسم تمّ التفاوض معه، وينتظر التتويج الرسمي ليشغل المنصب، نظراً لحساسيته، وللمهمات المطلوبة من صاحبه في السنوات المقبلة التي تشهد فيها الموضة ثورات متتابعة.

وقد يقول قائل: وما هي خطورة مصمم الأزياء في هذا الوقت العصيب الذي يعاني فيه العالم النزاعات، والمجاعات، والتغيرات المناخية، وتهديد الذكاء الاصطناعي؟ الجواب هو في المليارات من الأرباح التي تحققها صناعة الموضة الراقية، والبضائع الفخمة في العالم، رغم كل ما ذكرناه من حقائق على الأرض. إنها واحدة من القطاعات النادرة التي لم تتأثر بالجوائح، والحروب.

مع المصمم الراحل «كارل لاجرفيلد»
مع المصمم الراحل «كارل لاجرفيلد»

ماذا سيذكر التاريخ لمدام فيار؟

في عام 2019، برز اسمها فجأة كوريثة للمقعد الذي بات شاغراً بعد وفاة كارل لاجرفيلد، المدير الفني لدار «شانيل».

كان لاجرفيلد أشهر من نار على علم، وقد أدار دفة الدار بنجاح طوال 36 عاماً، وكانت هي سيدة تبلغ من العمر 57 عاماً، وافقت على الحلول محله، رغم معرفتها بثقل التركة التي تسلّمتها.

لذلك، فإنها تعمدت في أول عرض للأزياء قدمته باسمها، أن يكون مخصصاً لتكريم كارل لاجرفيلد، وأيضاً كوكو شانيل، من خلال استعادة أشهر الفساتين والبدلات التي تركا بصماتهما عليها.

وبهذا فإنها اعتمدت على قماش «التويد»، واللونين الأبيض والكحلي، والياقة المستديرة المسماة «بيرت»، والأحذية ثنائية الألوان. كانت العارضات يتهادين على المنصة في بدلات مؤلفة من سترات تلفّ الخصر بنعومة، وقمصان بربطات بيضاء مترهلة على الصدر، وسراويل فضفاضة. تلك هي امرأة «شانيل» كما حفظتها ذاكرة كل أنيقات العالم، شرقاً وغرباً.

لم تكن مدام فيار غريبة على الدار، فهي عملت في الدار منذ 1987 وتعاونت مع لاجرفيلد الملقب بالقيصر، وكانت مسؤولة عن التطريزات والذراع اليمنى له، بل كان يقول عنها إنها ذراعه اليمنى واليسرى أيضاً.

كانت تحفظ كل ما في أدراج المطرّز الشهير لوساج عن ظهر قلب، وتعرف أرقام كل علبة من علب الترتر، والخرز، والصفائح البراقة. وقد جاءت إلى الدار مسلحة بخبرة تجمعت لديها من عملها لخمس سنوات في دار «كلوي»، حين كان القيصر يتولى التصميم هناك.

ثم انفصلا ليعاودا اللقاء تحت قبة «شانيل»، وبقيا يداً بيد لحين رحيل المصمم الألماني الأصل. وفي حين كان لاجرفيلد محباً للشهرة، وصاحب لسان لاذع مع الصحفيين، فإن مدام فيار كانت متكتمة إلى أقصى حد. لم يتمكن أحد من الحصول على مقابلة معها سوى مرتين، أو ثلاث مرات، خلال عملها مديرة فنية.

لكنها كانت شديدة الوضوح مع فريق عملها، لا تبخل بالتوجيهات والأفكار لكي يعطي كل مصمم صغير أفضل ما لديه. وحتى في التصوير كانت تهرب من الكاميرات، وهناك صورة وحيدة لها مع ابنها حين شارك كعارض في أحد عروض «شانيل».

بييرباولو بيكيولي
بييرباولو بيكيولي

عصفور مضمون لدى شانيل

والسؤال الآن: هناك عرض لمجموعة خريف وشتاء 2024 ـ 2025 مقرر في 25 من الشهر الجاري، في صالة أوبرا «جارنييه» في باريس، وهو ما أكدته الدار ذات حرفي C المتعاكسين في بيان لها، فمن هو مصمم المجموعة؟

من سيكون صاحب الكتفين القويتين القادرتين على حمل مهمة رفع الدار الأكثر شهرة في دنيا الموضة، والتي حققت مبيعات تجاوزت 20 مليار يورو في العام الماضي؟ العارفون بالأسرار يؤكدون أن «شانيل» ما كانت لتتخلى عن مدام فيار لو لم يكن تحت اليد عصفور مضمون.

هادي سليمان
هادي سليمان

الأسماء المرشحة لخلافة فيار عدة، أبرزها جون جاليانو. وغالباً ما تتجه أنظار المترقبين نحو المصممين الذين غادروا خلال الأشهر الماضية الشركات التي كانوا يشتغلون لديها، وباتوا أحراراً من العقود السابقة.

من بين هؤلاء بييرباولو بيكيولو الذي ترك «فالنتينو» في الربيع الماضي. لقد عمل 25 عاماً لدى هذه الدار الإيطالية، ونال خبرة أسهمت في تعزيز بصمته الخاصة، وبهذا فإنه أحد المرشحين الأقوياء.

وهناك التونسي الأصل هادي سليمان، المدير الفني لدار «سيلين»، والشهير بأسلوبه «الروك» الذي لفت النظر حين عمل مصمماً للأناقة الرجالية لدى «ديور»، و«سان لوران».

إنه مرشح بارز منذ انتشار شائعة عن انفصاله الوشيك عن «سيلين». لكن يبقى من الصعب أن نتصور سليمان يصمم مجموعات كاملة مخصصة للنساء. إلا إذا كانت «شانيل» تنوي تقديم موضة موازية مخصصة للرجال.

مغادرتها أحدثت زلزالاً في عالم الموضة.. من يخلف مدام فيار لدى دار "شانيل"؟

بين الأسماء المتداولة أيضاً، مارك جاكوبز، وتوم فورد وجيريمي سكوت. لقد عمل الأمريكي سكوت 10 سنوات كمصمم لدى موسكينو لكنه غادرهم في العام الماضي، وغاب عن المنصات منذ ذلك الحين.

وكان القيصر لاجرفيلد يرى فيه الوحيد القادر على خلافته. لكن كُثر يأملون عودة جاليانو إلى الصدارة الباريسية بعد المشاكل التي تعرض لها هذا المصمم البريطاني النابغة، بسبب تصريحات له جرى تفسيرها بأنها عنصرية، وضد اليهود.

إنه حالياً مدير فني لدى دار «مارجييلا»، وقد حاز الإعجاب في العرض الأخير للموضة الراقية الذي جرى في باريس مطلع العام الجاري.

كما وضع توقيعه على فساتين عدد من نجمات حفل «ميت جالا»، في نيويورك، مثل زندايا، وكيم كارداشيان.

هل معنى هذا أن الرجال هم الأكثر جدارة بالفوز بالمهمة التي تركتها فيرجيني فيار؟ هناك بعض الأسماء النسائية مثيلات سارة برتون، المصممة الإنجليزية التي اشتهرت بفستان عرس كيت ميدلتون.

وقد تركت وظيفتها لدى دار ألكسندر ماكوين، أواخر الصيف الماضي، ولم ترتبط بعقد جديد.

وهناك من يرى أن النساء قادرات على تقديم قفزة لدى «شانيل»، ولسنّ قاصرات في الميدان، خصوصاً أن المرأة تفهم ما تحتاج إليه المرأة.

ثم لماذا لا نفكر في فيبي فيلو؟ لقد قدمت عملاً جميلاً تحت توقيع «بيربري»، منذ 2017، ولعلها تستعد للانتقال إلى باريس.

في انتظار إعلان اسم الفائز ستبقى التوقعات مستمرة، والأعين تنتظر عرض «شانيل» المقبل، بعد أسبوعين.

عروس مجموعة 2024
عروس مجموعة 2024

عروس «محتشمة» في ربيع 2020
عروس «محتشمة» في ربيع 2020

أجمل فساتين الأعراس التي قدمتها فيرجيني فيار

وهي تغادر دار «شانيل» بعد 30 عاماً من الخدمة المتفانية، بينها 5 سنوات كمصممة رئيسية ومديرة فنية، تبقى في الذاكرة مجموعة من فساتين الأعراس التي قدمتها فيرجيني فيار، وكانت رائعة حيناً، ومثيرة للعجب والدهشة، في أحيان أخرى.إن العروس هي آخر ما يختتم به كل عرض موسمي للأزياء..

هكذا جرت العادة. لذلك فإن المصمم يضع أقصى موهبته في تصميم الفستان الأخير الذي سيظهر مع صاحبته على المسرح، يداً بيد، لكي يحيي الجمهور.

بدلة رائعة في صيف 2021
بدلة رائعة في صيف 2021

خريف وشتاء 2023
خريف وشتاء 2023

خريف وشتاء 2023
خريف وشتاء 2023

كانت المديرة الفنية مخلصة لبصمات مؤسسة الدار، ولمن سبقها في الإدارة الفنية. وعادة ما تترك فستان العرس لعارضات مفضلات لديها، مثيلات فيتوريا سيريتي، وآنا أورز. كما كانت تستعين أحياناً بصديقة الدار مرجريت كوالي.

وقد تعمدت في أحد العروض أن تضع بين يدي العروس باقة من أزهار الكاميليا الزرقاء، في تحية خفية لجاسبار أولييل، الممثل الذي رحل عن عالمنا قبل أيام من العرض، عام 2022، وكان الوجه الدعائي للعطر شانيل الرجالي «بلو».

اقرئي أيضاً: كيف حررت «الآنسة كوكو» خصور النساء؟

 

مقالات ذات صلة