ريما يوسف على غلاف مجلة كل الأسرة
في عمر صغير جداً التحقت ريما يوسف بالمعهد الفني بعد أن برزت إمكاناتها الصوتية، وبدأت بعصامية مسيرتها الفنية.
التقتها هدى الأسير في بيروت لتحدثنا عن أهم أعمالها الفنية وتكشف لنا عن جوانب في حياتها لا يعرفها الكثيرون:
في عام 2020 وقعّت ريما يوسف عقداً مع شركة UNIVERSAL MUSIC MENA التي أنتجت لها عدة أعمال غنائية كان آخرها أغنية «أحبك رغماً»، والتي بدأنا لقاءنا معها بالسؤال عنها، لأنها كانت دائماً ما تكتب وتلحن بنفسها، فأردنا معرفة سبب اختيارها لهذه الأغنية خاصة أن كلماتها باللغة الفصحى، أجابت "الأمور حصلت بشكل عفوي وبدون سابق تصور، وكان اختياري لهذه الأغنية من بين أكثر من واحدة عرضت عليّ، لأني شعرت أنها دخلت قلبي، وربما لأنها متعلقة بأوضاعنا التي نعاني فيها أزمات كثيرة، ليس فقط في لبنان وإنما في العالم كله".
وأضافت "الناس عندما يسمعون اللغة الفصحى يستهجنون، ويظنون أن الأغنية قديمة، ولكن الجميل في أغنية «أحبك رغماً» أننا دمجنا فيها الموسيقى الحديثة مع الفصحى، وهذا أمر نادر وقد تفتح هذه الأغنية أمامي باب غناء القصائد لكبار الشعراء خصوصاً وأني أهوى الاتجاه إلى مناطق جديدة لم يسبقني إليها أحد".
أنا «مجنونة» جداً ولا يعنيني ما يُطلب في السوق
توضح (مازحةً) "أنا «مجنونة» جداً ولا يعنيني ما يُطلب في السوق، بل ما أحب وأشعر، خصوصاً وأني أميل إلى سماع الموسيقى الغربية وأحاول العمل على «الدمج المجنون» في موسيقاي بين الشرقي والغربي، وربما كان هذا ما يميزني. وعائلتي هي جمهوري الأول الذي أفاجئه بشعطات جنوني، أما جمهوري العريض، فهو في معظمه من جيل الشباب والمراهقين الذين يهوون نوع الموسيقى الذي أقدمه".
تؤمن أن الأغنيات يجب أن تعالج قصصاً وتضيف الجديد ، لهذا تختار كلمات الأغاني بعناية شديدة، تقول "الأغنيات يجب ألا تكون فقط عن الحب والفراق والخيانة، لأن هناك أموراً نصادفها كل يوم، يُمكن أن نضيء عليها من خلال الأغنيات، مثل أغنيتي التي حملت عنوان «حكيوا»، التي لم يكن لها علاقة بالحب، وكذلك أغنية «مرات»، وفي الحب والفراق أيضاً لم أكن تقليدية بالمعنى الحرفي، ويظهر ذلك جلياً في أغنية «ما تعيدا» التي ظهر فيها جنوني جلياً... وغيرها من الأغنيات التي كتبتها بنفسي لأني لم أشأ أن تكون كليشيه عن الموجود بالأسواق".
أغنية أحبك رغمًا - ريما يوسف
أغنياتها تشبه أغنيات تترات المسلسلات التي تعالج قضايا معينة، لكنها حتى الآن لم تفكر بخوض التجربة، تشرح "لم تسمح الظروف لتعاملي مع صنّاع الدراما، رغم وجود أغنيات صالحة لهذا النوع بجعبتي، وأتمنى أن يحصل ذلك مستقبلاً"
أما عن طقوسها الخاصة للتأليف ، فتكشف "الخواطر لا يمكن أن نحصرها في زمان أو مكان.. فأحياناً أكون في المنزل فتراودني خاطرة إما في اللحن أو الكلام، إذ لا قاعدة أيضاً أيهما يسبق، ومن هذه الخاطرة أنطلق للعمل على أغنية تأخذ الكثير من الوقت للتعديل، لنصل إلى الصيغة النهائية، لم أُفكر يوماً بتفصيل الأغاني، لأنه إحساس ينبع من الداخل، يُترجم عملاً فنياً، حتى أغنياتي كنت أكتبها ومن ثم أرى إذا كانت تناسبني أم لا. و قد كنت أشعر بأن أعمالي هم أبنائي، ولا يجوز لي تركهم لأحد، ولكن بعد ذلك لم تعد الأمور كذلك".
سألناها أيضاً عن الفنان الذي يشاركها حسها الجنوني، فأخبرتنا "بحسب مراقبتي لنمطه الموسيقي، أعتقد أن الفنان سعد المجرد الذي أجد أنه خرج بموسيقاه عن المألوف. أحببت الديو الذي جمعه باليسا جداً، هي أغنية قريبة للقلب وتعلق في الأذهان من المرة الأولى. كما كنت أتمنى لو حظيت بفرصة التعاون مع الفنان المعتزل أدهم نابلسي قبل اعتزاله، وقد سمعت آراء حول بعض أغنياتي بأنها تليق له، مثل أغنية «هو الحب»".
وتكمل "بشكل عام، لم يحصل بعد أي تعاون بيني وبين أحد الفنانين، ولكني بصدد العمل على الفكرة، بالرغم من أن معظم المؤلفين والملحنين من الذكور، وقد يستغرب البعض أن تخوض المجال فتاة، ولكني سأحاول كسر القاعدة".
بات من الصعب أن يبرز أي عمل ما لم يكن ضارباً لتتحقق النجومية، حتى وإن كان عملاً ناجحاً
ترى ريما يوسف أنه مع انتشار تطبيقات الـ«سوشيال ميديا» صار صعبًا أن تبرز أغنية ما، توضح لنا السبب "المشكلة في هذه الأيام سهولة الوصول إلى الجمهور بحيث نسمع يومياً عشرات الأغنيات التي كان يصعب وصولها من قبل إلا عبر الإذاعات أو التلفزيونات، اليوم تطبيق «تيك توك» وحده كفيل بإيصال الأغنية لأكبر شريحة ممكنة، لذلك بات من الصعب أن يبرز أي عمل ما لم يكن ضارباً لتتحقق النجومية، حتى وإن كان عملاً ناجحاً".
الموسيقى شكّلت لها حياتها على النحو الذي تحبه، بل وعرفتها إلى زوجها، تقول "أغنية جدّدتها كانت السبب في معرفتي بزوجي الذي يعشق الفن، ومن يومها هو الداعم الأكبر لي، وأول من ينتقدني إذا شعر بأن هناك خللاً في مسيرتي أو عملي، وكثيراً ما يدور النقاش حول التفاصيل الصغيرة، وحتى الـ«لوك» الذي سأظهر به، وهذا النقاش غالباً ما يؤدي إلى صيغة أفضل لأي عمل".
مع زوجها
وتضيف "هو صاحب موهبة غنائية وتمثيلية. وقد كانت لنا أغنية مشتركة خاصة بعنوان «نسيني حالي» بمناسبة زفافنا، ولكننا لم نطلقها رسمياً، وربما نكرر التجربة في وقت لاحق".
*نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1498) بتاريخ 28 يونيو 2022