ظهرت في صورتها الأخيرة وقد فقدت وزناً بصورة ملحوظة. إنها كيم كارداشيان، المرأة الأرمنية الأمريكية المولد التي عرفت كيف تبني من الفضائح مصنعاً لطباعة ملايين الدولارات. وبمناسبة انفصالها عن زوجها المغني كانييه ويست، اختارتها مجلة «مدام فيجارو» الباريسية لتحتل موقعاً متقدماً في سلسلة من التحقيقات بعنوان «أشهر الطلاقات الفضائحية».
هل اكتفت كيم من الفرقعات وملايين الدولارات؟
أقل ما يقال عن قصة غرام النجمة كيم كارداشيان بالمغني كانييه ويست أنهما كانا خلال سنوات زواجهما الثنائي الأكثر ظهوراً في وسائل الإعلام واهتماماً في مواقع التواصل. لكن الشهرة لا تكفي لصنع السعادة، ولا إنجاب أربعة أطفال، ولا جمع ملايين الدولارات. لقد كانت قصة الحب الأكثر مردودية مالية في كل الكرة الأرضية.
في الربيع الماضي، وضع قاض من كاليفورنيا كلمة الختام لزواج دام سبع سنوات من الغرام والانتقام والمعارك والخصومات التي شغلت وسائل الإعلام. إن الزوج هو المغني كانييه ويست، ملك موسيقى «الهيب هوب»، والزوجة هي كيم كارداشيان، نجمة مواقع التواصل وبرامج تلفزيون الواقع.
لقد حصلت أخيراً على حريتها واستعادت اسمها العائلي الخاص بها. اسم صنعته من لا شيء، إلا إذا اعتبرنا عمليات الشد والنفخ والرفع والتدوير مضخات تشفط الفلوس لتضخها أضعافاً مضاعفة.
كيم كارداشيان
كانت العلامة التجارية «كارداشيان ويست» قد أكدت أن الشراكة العاطفية تصبح أشد قوة حين تدعمها شراكة مالية. ثم تنحّت تلك العلامة لتفسح في المجال لولادة علامة «كيم كارداشيان» الخاصة بالزوجة. ولم يمض وقت قصير حتى أطلقت كيم، التي باتت واحدة من أقوى «الأنفلونسرز»، أي النساء المؤثرات في العالم، علامة تجارية ثانية لمستحضرات التجميل. لكن تلك الانطلاقة لم تمر بدون انتقادات ومحاولات للتدخل في الحياة الشخصية لصاحبتها.
كيم كارداشيان و كانييه وست
وبهذا انتهى الأمر بطلاق الزوجين طلاقاً احتل مرتبة متقدمة في قائمة الأحداث التي تلاحقها الصحافة ومحطات الأخبار ويتابعها جمهور عريض جداً في العالم كله.
أي حياة خاصة لامرأة بنت شهرتها وثروتها على كشف كل دقائق حياتها ويومياتها وسمحت للكاميرات بتصويرها في كل حالاتها، في بيتها ومطبخها وسيارتها وناديها ولدى حلاقها ومع كل أفراد عائلتها؟ شهرة انسحبت على شقيقتها وعلى والدتها وراحت كل واحدة تستثمرها في تفريخ الدولارات بالملايين. يكفي أن تضع اسم كارداشيان على سلعة حتى تتهافت عليها النساء في الشرق والغرب.
كيف صنعت الجنية أسطورتها؟
ولدت كيمبرلي نويل كارداشيان في خريف 1980 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. لم يكن هناك ما يميزها سوى أنها ارتبطت بصداقة مع باريس هيلتون، الوريثة الثرية الشقراء التي تجتذب «الباباراتزي». كما ارتبطت بعلاقة مع المغني راي جي وتم تسريب تسجيل حميم يجمعهما معاً.
والتقطت البنت بداية الخيط وقررت أن تستثمر ذلك الاهتمام بها وتفتح باب بيتها العائلي للفضوليين من خلال برنامج من نوع تلفزيون الواقع بعنوان «كيبينج آب ويذ ذا كارداشيان».
ونجح البرنامج الذي كان مثيراً، ولم تفلت كيم الخيط بل تبعته بتفريعات موازية إضافية. ومع حلول عام 2010 أصبحت كيم نجمة تلفزيون الواقع الأعلى أجراً. ربحت 6 ملايين دولار في العام، وبعد خمس سنوات جمعت ثروة تقدر بأكثر من 53 مليون دولار.
تزوجت نجمة الفضائح عدة مرات. الأول هو المنتج الموسيقي دامون توماس. والثاني لاعب كرة السلة كريس همفريز. لكن حفل العرس الأسطوري تمخض وولد فأراً، فالزواج لم يستمر سوى 72 يوماً. والثالث هو المغني كانييه ويست الذي عاشت معه قصة حب خرافية وتزوجته في حفل باذخ في إيطاليا وأنجبت منه 4 أطفال. وكما يحدث في زيجات النجوم، نشأت خلافات ومشاحنات سببها الغيرة بين الطرفين وبات الجميع يتحدث عن انفصال وشيك. وهو ما حصل في مطلع العام الماضي حين قدمت الزوجة طلباً رسمياً للطلاق وحصلت عليه هذا العام بعد أن وافق الطرفان على حضانة مشتركة للأطفال وبدون نفقة للطليقة.
ليس معنى هذا أن الطلاق كان ميسوراً. فقد تعددت اتهامات الزوجين لبعضهما علناً وانشغلت وسائل التواصل بخلافاتهما. والحقيقة أن أياً منهما لم يقصّر في توجيه ضربات تحت الحزام للثاني. خصوصاً وأن التفاوض يشمل ثروة هائلة للطرفين وشراكة مالية تدور فيها مليارات الدولارات.
عدا عن شهرتهما التي تجعل منهما نسخة الألفية الثالثة من الثنائي المحبوب لاعب كرة القدم ديفيد بيكهام وزوجته فكتوريا مغنية فريق «سبايس جيرلز». ففي نهاية العام الماضي انضمت كيم إلى قائمة مجلة «فوربز» للأثرياء الذين يملكون أكثر من مليار دولار. أما طليقها فيفوقها ثراء وتصل ممتلكاته إلى 7 مليارات دولار. كان الزوجان يجمعان 400 مليون متابع على وسائل التواصل المختلفة، وهو أمر يساوي قناة إعلامية كبرى.
كيم كارداشيان وزوجها وعائلتها
أدركت كيم عند ارتباطها بكانييه أنها ستبني معه «قصة نجاح» على الطريقة الأمريكية التي تستهوي الناس وتحوز أفئدتهم. فهو ابن أسرة متوسطة سوداء من شيكاجو، أصبح أغنى مغني «راب» في التاريخ.
وهي دمية التضاريس البيضاء التي فرضت نفسها كإيقونة للموضة وكشفت عن حس تجاري عالي المستوى. لكن مع نهاية عام 2020، بدا الزوجان القويان منفصلين تماماً، حيث أمضى كانييه معظم وقته في الاستوديو في مزرعته في كولورادو، بعيداً عن كل شيء، بينما كانت كيم تدير الحياة اليومية لأطفالهما الأربعة في قصرهم الشاسع المطل على تلال «هيدين هيلز» في لوس أنجلوس.
حفل زفاف كيم كارداشيان و كانييه وست
حاولت كيم الحفاظ على ماء وجهها وقدمت للعالم صورة الأم المثالية لعائلة كبيرة. أرادت تسوية الأمور ودياً ولم تتوفق في ذلك واضطرت للتقدم بطلب رسمي أمام المحكمة. وهذا يعني مفاوضات ضارية بين محامي الطرفين. وهي قد استعانت بخدمات المحامية الشهيرة في هوليوود لورا واسر التي أدارت الانفصال العاصف بين براد بيت وأنجلينا جولي. وكانت النتيجة أن ينفذ الزوجان اتفاقاً أبرماه قبل الزواج يقضي بتقاسم الملكية المشتركة وحضانة الأطفال.
تدهورت العلاقة بين النجمين بسرعة، وتبادل الطرفان خطابات الحب والكراهية أمام الناس. ومضى الطليق في استفزازاته عبر مواقع التواصل بحيث جرى تعليق حسابه لفترة محددة في «أنستغرام»، ثم عاد ونشر تسجيلاً تمثيلياً يصور مقتل صديق كيم في ذاك الوقت، الممثل الشاب بيت دافيدسون البالغ من العمر 28 عاماً.
كيم كارداشيان مع بيت دافيدسون
كما شتم والدتها كريس جينير واتهم زوجته المنفصلة باستعراض ابنتهما «نورث» والسماح لها بفتح حساب في مواقع التواصل رغم أنها ما زالت في التاسعة من العمر. وفي الوقت نفسه، وفي حفل موسيقي له، سالت دموعه وهو يتوسل طليقته أن تعود له.
وفي الموسم الأخير لعروض الأزياء في باريس شوهد يحضر متأبطاً ذراع جوليا فوكس، وهي ممثلة مغمورة أعادت صياغة مظهرها لتبدو نسخة من كيم كارداشيان. وهو أمر يدفع إلى التساؤل حول السلامة العقلية للمغني.
كانييه وست مع جوليا فوكس
بأسلوبه المبتكر في التأليف وحسه في إطلاق أغنيات تحقق خبطات تجارية، تمكن كانييه ويست وهو في الخامسة والأربعين من أن يصبح واحداً من أشهر المغنين في جيله، عدا عن أنه منتج لا يشق له غبار. لكنه أيضاً كائن شقي تعرض لصدمات ويعاني من تضخم شعوره بذاته.
وهناك فيلم تسجيلي يعرض على «نيتفليكس» يبدو فيه المغني يراوح ما بين الحساسية والهياج، في لقطات تعود لعشرين سنة مضت. لقد كان شديد القرب من والدته المعلمة التي ربته بمفردها، لكنها توفيت في حادث عام 2007 وتركته يعاني سلسلة من نوبات الكآبة.
هل وجد في كيم كارداشيان المرأة القوية التي تستطيع حمايته من شكوكه وهواجسه مثل أم حنون؟ لقد تعلق بها، لكن الأموال قادرة، في الغالب، على إفساد أجمل العلاقات.