05 فبراير 2023

ميشال حوراني: "ستيلتو" فتح لي باباً جديداً وزاد من انتشاري

متعاونة من مكتب بيروت

ميشال حوراني:

بلغت آخر أعماله الدرامية نحو الثلاثين، بدأ ميشال حوراني، الممثل والأستاذ الجامعي والمخرج المسرحي، حياته الفنية كمعد للبرامج الفنية، ثم انتقل إلى التمثيل الذي غاص في عالمه، فقدم شخصيات مختلفة، كان آخرها النقيب رامي في مسلسل «ستيلتو»، ومنه بدأنا الحوار معه:


ميشال حوراني مع سارة ذوق في مسلسل "ستيليتو

هذه هي المرة الأولى التي يسأل فيها الجمهور من القتيل في جريمة تلعب فيها أنت دور المحقق؟

صحيح، وهذا السؤال يُطرح عليّ يومياً، فيأتي جوابي بأن التحقيقات سرّية.

مشاهد من مسلسل "ستيلتو"


كنت تتوقع أن يُحدث المسلسل هذه الضجة؟

توقعتها لعدّة أسباب، أولها النص الذي يتضمن حبكة ذكية ومشوقة،علماً بأني كمشاهد لا تعني لي الكثير، ولكني أتحدّث عن الجمهور الذي يهوى هذا النوع، بالإضافة لشعوري بأن خلطة «الكاست» المميزة وطريقة تنفيذ العمل ستعطيه القدرة على شدّ الانتباه، ولكني أعترف بأن الواقع تخطى توقعاتي الإيجابية هذه.


ميشال ونوال بري في مسلسل "والتقينا"

كنت صرّحت من قبل بأن مسلسل «والتقينا» كان نقلة نوعية في حياتك الفنية، هل لا زلت عند هذا الرأي بعد عرض مسلسل «ستيلتو»؟

بالتأكيد، وللعلم، أنا بدأت تصوير مسلسل «ستيلتو» قبل «والتقينا»، وانتهيت منه بعده، ولكن تصريحي السابق كان متعلقاً بالحديث عن الأعمال المحلية، بينما الحديث عن الأعمال العربية المشتركة مختلف، لذلك أعود لأؤكد بأن مسلسل«والتقينا» شكّل مرحلة مفصلية مهمة في حياتي، وقدّمني كبطل أول، وهو الشيء الذي أستحقّه بشهادة الجمهور والنقّاد والصحفيين، ولكن لظروف كثيرة لم تأت هذه اللحظة.

ما زلت تؤمن بالبطل الأول؟

بالتأكيد، ومن يقول عكس ذلك لا يكون واقعياً، البطل الأول أمر حتمي وعلى اسمه يتم تسويق العمل، البطولات الجماعية والأدوار الرئيسية مهمة جداً ولكنها لا تلغيه. نحن نعمل اليوم على إثبات قدراتنا وطاقاتنا كممثلين، وإبراز كامل جهوزيتنا للبطولة الأولى، تماماً مثل البطلات اللبنانيات، وقد تتغير المعادلة الموجودة اليوم ويصبح الحلم حقيقة.

سمعت أصداء تقول بأن النسخة العربية كانت أجمل من التركية

ماذا أضاف لك العمل في مسلسل «ستيلتو»؟

لا بُدّ من الاعتراف بأنه فتح أمامي باباً جديداً أسس لي التعامل المستقبلي مع أهم محطة عربية هي «أم بي سي»، كما زاد من انتشاري العربي، بالإضافة إلى دخولي عالم تنفيذ الإنتاج التركي مع فريق محترف كامل، مما أضاف لي خبرة إضافية إلى خبرتي، وبدون غرور أثبتت أن الممثل اللبناني كان على قدر المسؤولية، وكنت سعيداً جداً بردة فعل الأتراك حول أدائنا وتقنياتنا العالية، فقد سمعت أصداء تقول بأن النسخة العربية كانت أجمل من التركية.

ولكن كُتب بأن هناك استغباء للمشاهد من خلال كثير من الأخطاء التي مرّت فيه؟

لكي لا أكون شاهد زور، أقول إني لم أشاهد العمل لأني كما ذكرت في البداية لست من هواة هذا النوع، ويبقى السؤال الأساسي، لماذا يأخذ المسلسل كل هذه الضجة إذا كان كذلك بالفعل، في ظل الخيارات الكثيرة المُتاحة أمام المُشاهد عبر المحطات التلفزيونية والمنصّات؟ إن فيلم «تايتانيك» من أهم أفلام السينما التي حققت أعلى الإيرادات، ومع ذلك تضمن أخطاء.

ميشال حوراني:

من خلال دراستك الإخراج، هل تكتفي بدورك كممثل في العمل الدرامي، أم تُبدي وجهة نظرك الإخراجية؟

أنا ممثل، أستاذ جامعي ومخرج مسرحي، ولكني أحترم المخرج الذي أتعامل معه، ولا أحاول التعدي على عمله، ولكني أستعد للدور المطلوب مني من كل الجوانب، فالممثل ليس «روبوت»، بل هو كاتب ثان للنص، والمخرج هو كاتب ثالث له، لذلك أعتبر نفسي أحد كتّاب العمل، أناقش رؤيتي ووجهة نظري التي قد تُقنع الآخرين أو العكس، ليس من باب أي منّا «الأفهم» بل من باب خدمة الدور.

متى تنوي الوقوف خلف الكاميرا لتعكس طاقاتك الإخراجية؟

لا يزال الموضوع مؤجلاً، لأني أحاول التركيز على نفسي كممثل، في الوقت الذي أعيش الحالة الإخراجية مسرحياً، لأنه لا يزال أمامي بعض الوقت للعمل على مهاراتي التقنية أكثر.

اعتدت الموضوعية من خلال عملك الأكاديمي؟

بالتأكيد، وغالباً ما أحتفظ بمشاعري الشخصية لنفسي أو لجلساتي الخاصة، أنا مع الدبلوماسية في التعامل،وفي التصريحات العامة.

انتشار المنصات كان أمراً جيداً لنا كممثلين، فقد وسّع إطار عملنا

هل يمكن للدراما اليوم أن تطغى على المسرح والسينما مع انتشار الفضائيات والمنصات؟

كل العالم ذاهب إلى التحول السريع الذي يجعل من الهاتف الذي نحمله عالماً خاصاً، وهذا لا يعني حتماً موت السينما والمسرح، وإنما انتشار المنصات كان أمراً جيداً لنا كممثلين، فقد وسّع إطار عملنا، وأطلق العنان لنوعية فنية أكثر جودة من الأعمال التي كانت تُعرض عبر الشاشة الكلاسيكية قياساً على طريقة تنفيذ الأعمال ولاختيار النص والإخراج والإنتاج.

الموسم الرمضاني سيحافظ على أهميته في ظل انتشار المنصّات؟

لهذا الموسم خصوصيته التي لا يُمكن أن تُلغى على التلفزيون، ويبقى الفرق في الوسيلة.

ميشال حوراني:

ماذا في جعبتك اليوم؟

أعمل على أفكار برامج خاصة بي في أحد التلفزيونات العربية،أما على صعيد الدراما فقد عُرض علي عملان لم أجد نفسي فيهما، وهناك حديث مع أم بي سي حول عمل عربي مشترك جديد يتوّج تجربتي في «ستيلتو»، ورهاني على العمل فيه، ولكن لم يتم توقيع العقد بعد.

ميشال حوراني:

من الواضح حماس أم بي سي لهذا النوع بعد «عروس بيروت» و«ستيلتو»؟

من الواضح أنه لديها رؤية خاصة لهذا الموضوع في المدى القريب أقلّه، وهذا يعود بالنفع علينا وعليها في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها.

أنت مع فكرة التركيز على الاقتباس، أم مع تشجيع العمل اللبناني؟

لست ضد الاقتباس بالمطلق، ولكن إذا خُيّرت بين الاثنين، سأختار الثاني.