مجلة كل الأسرة
31 يناير 2023

سارة ذوق: عشت أجواء جميلة جداً في مسلسل "ستيلتو" والاقتباس ليس خطأ

فريق كل الأسرة

سارة ذوق على غلاف مجلة كل الأسرة
سارة ذوق على غلاف مجلة كل الأسرة

الشابة اللبنانية سارة ذوق التي توقّع لها النقاد مستقبلاً فنياً ناجحاً إذا امتدت لها يد العون، أطلّت للمرة الأولى في مسلسل "ستيلتو"، فلفتت الأنظار بجمالها وأدائها السلس الذي طبعت فيه شخصية "سهى"، مساعدة المحقق التي تعمل على فكّ لغز جريمة في الوقت الذي تعيش فيه قصة حب مخفية..

التقتها "هدى الأسير" في بيروت وأجرت معها هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن المسلسل ونجاحه وتفاصيل عن حياتها ومستقبلها:

سارة ذوق: عشت أجواء جميلة جداً في مسلسل

كثر الحديث عن مسلسل "ستيلتو" فكان لا بد في البداية أن نسألها فيما إذا كانت تتوقع لهذا العمل النجاح، فأجابت "توقعت نجاح مسلسل "ستيلتو"، ولكن ليس إلى الدرجة التي وصل إليها، فقد شغلت الجريمة فيه الجمهور أكثر مما كنّا نتصور، وكان السؤال الذي يُلاحقنا دائماً: من هي الضحية؟، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها السؤال عن المجني عليه قبل الجاني".

المثير أن هذا المسلسل كان عملاً ضخماً ، فكيف نجحت سارة ذوق في المشاركة به وهي لا تزال في بداية مسيرتها الفنية؟ تقول عن ذلك "هذه أول تجربة لي في العمل التمثيلي.. عندما قرأت النص شعرت بأن شخصية سهى التي أُسندت لي، لا تُشبهني على الإطلاق في "الكاراكتير" الخاص بها ولغة جسدها، وهذا ما شدّني إليها، وشجعني على قبول عمل أتحدّى به ذاتي، واختبر فيه قدراتي التمثيلية، على الرغم من المسؤولية الصعبة التي شعرت بها".

وعادة ما يكون الممثل متردد في مثل هكذا أعمال، ولكنها لم تشعر بذلك "لم يكن تردداً بالمعنى الحقيقي للكلمة، بقدر ما كان خوفاً من أول تجربة".

أثناء تصوير مشاهد من مسلسل "ستيلتو"


كما تشرح لنا سارة عن كيفية وصول الدور في مسلسل "ستيلتو" إليها ، قائلة "من خلال خضوعي لكاستينغ، كان مطلوباً من خلاله شَبَه قريب من الممثلين الأتراك، ويبدو أن شكلي كان جواز عبوري الأول قبل اختبار أدائي الذي نجحت فيه".

باعتبارها التجربة الأولى لها في عالم التمثيل ، تشعر سارة أنها اختصرت لها الطريق من خلال نجاح المسلسل وانتشاره، وتبين لنا الفارق بين التجربة على أرض الواقع والدراسة الأكاديمية "التمثيل في الواقع مختلف تماماً عن النظريات الأكاديمية التي ندرسها في الجامعة من خلال مشاريع صغرى، ومسلسل من 90 حلقة تمّ تصويره بأحدث التقنيات، مع فريق عمل محترف ونجوم كبار، لا بد أن يكون ساعدني في الانطلاق والانتشار، مع الأخذ بعين الاعتبار التعب والجهد الذي بذلته، وكسر حاجز الرهبة من الكاميرا، وهنا لا بد من التنويه بوقوف فريق العمل والشركة المنتجة إلى جانبي، ومساعدتي في أمور كنت أجهلها، إضافة إلى الشعور بالراحة وأجواء العائلة التي كانت سائدة والتي ساعدتني كثيراً لإخراج طاقاتي في العمل".

مع أن السعادة تغمرها بعد نجاح أول عمل لها، إلا أن المسألة ليست هينة بل تحملها مسؤولية الاختيارات اللاحقة لأعمالها، وبينت لنا السبب "لأن النجاح قد يكون سهلاً، ولكن المحافظة عليه هي الأصعب".

سارة ذوق: عشت أجواء جميلة جداً في مسلسل
مشهد من مسلسل «ستيليتو»

تأخذنا سارة في جولة سريعة معها لتستعيد أجواء العمل التي عاشتها أثناء تصوير مسلسل "ستيلتو"، وتؤكد "عشت أجواء جميلة جداً وسط عائلة فنية لذيذة، وبحكم المشاهد التي جمعتني بالفنانة القديرة نوال كامل، وأمل طالب وجاد بو كرم، وميشال حوراني، في بلد غريب، فقد جمعتنا علاقة صداقة حميمة، وكنت سعيدة أيضاً أنني كنت جزءاً من شركة «أم بي سي» الرائدة في مجال الإعلام والتلفزيون، وشركة «آية بيم» التركية للإنتاج".

لا أجد الاقتباس خطأ بل تكريس لنجاح عمل ولا تؤذي

كما تدلي برأيها حول الجدل الدائر بشأن فكرة اقتباس الأعمال الفنية التي تعتمدها "أم بي سي"، "لا أجدها خطأ، بالعكس أجد أنها تكريس لنجاح عمل، ولا تؤذي، وحقيقة فإن «ستيلتو» كان عملاً لبنانياً، وكُثر شاهدوه ولم يشاهدوا العمل التركي".

أما بشأن النماذج التي عرضت في المسلسل وفيما إذا كان مبالغاً فيها، تنفي سارة ذلك "لم أجد مبالغة فيها، بالعكس شعرت بأن كل ممثل اجتهد ليُضفي نكهة خاصة على الدور، وهذه هي الدراما".

سارة ذوق: عشت أجواء جميلة جداً في مسلسل

من جهة أخرى، توضح سارة رأيها في المنصات الإلكترونية التي يقال أنها بدأت تأخذ مكان التلفزيون في الوقت الراهن خاصة مع تزايد الأعمال التي شاع بثها في هذه المنصات، وتقول أن لكل وسيلة عرض جمهورها "لا تزال للتلفزيون مكانة مهمة خصوصاً بين كبار السن، لا سيما وأن كثيراً منهم لا يملك حتى شاشة "سمارت"، وهو يجمع مختلف الأعمار حوله، لذلك قد يكون انتشاره أكبر، أما المنصّات فهي موجهة لجيل الشباب أكثر، حتى في نوعية المسلسلات التي تعرضها".

ولكن بما أن سارة بدأت باكورة مسيرتها الفنية في عمل عربي مشترك، فهل ستواصل المشاركة بها وتحصر نفسها في إطارها أم لديها خطط أوسع؟ تساؤل في محله خاصة أن الانتشار العربي يفتح لها أبواباً أوسع للعمل، تجيب عنه بقولها "أبداً. ولي الشرف بخوض تجربة الدراما اللبنانية التي تستأهل منّا كل دعم. ما يعنيني في الأساس هو العمل بحد ذاته مهما كانت نوعيته، المهم أن يضيف لتجربتي العملية نقطة بيضاء أفتخر بها ولا أخجل منها". كما لا تفكر سارة في تجاوز أي خطوط حمراء من أجل الوصول إلى أهدافها ، وترد بحزم "بالتأكيد. فأنا في النهاية أعيش في مجتمع له ضوابط ولا يقبل التفلّت بحجة الفن".

سارة ذوق: عشت أجواء جميلة جداً في مسلسل

نخرج مع سارة من دائرة التلفزيون، لنستطلع موقفها من السينما والمسرح وفيما إذا كانت تضعهما ضمن خططها المستقبلية "بالتأكيد. أتطلّع إلى كل ما يُغني تجربتي في النوع والأداء، فالمسرح له صعوبته ولذّته في العمل التي تختلف عن التلفزيون، وكذلك السينما التي تختلف بتقنياتها وأدائها". وتكشف لنا الدور الذي تتمنى أن تلعبه لا سيما وهي في قمة حماسها اليوم "أتمنى أن أكون شريرة أو مُعقّدة أو مجنونة!".

استغلال الجمال وسيلة للحصول على الأدوار في الأعمال الفنية، ولكن سارة ترفض أن تعتمد على جمالها فقط لأنه سيضعها في قالب من الصعب الخروج منها، وتقول "التركيز على الشكل يقولب صاحبه في إطار محدود، بينما التنوع في الأدوار الصعبة والمركّبة هو التحدي الحقيقي الذي يُظهر قُدرات الممثل". ورغم أن هذا الخيار يكون عادة بيد شركات الإنتاج، لكن يظل للممثل وطريقته في الأداء تأثير على القرار، كما تبين سارة "«شطارة» الممثل تكمن في لعب الدور، ولو كان في إطار واحد، بشكل جديد كل مرّة".

ربما لا يعرف الكثيرون أن سارة ذوق درست الإخراج، ولكنها لا تتطلع للعمل في مجاله، على الأقل في الوقت الراهن "أُفضِّل أن أُركز اليوم على العمل أمام الكاميرا لأكتسب الخبرة المطلوبة، ولإشباع رغبتي في تقديم أدوار مختلفة، وبعدها أُفكّر في العمل خلف الكاميرا".

كنت أحب أن أكون طبيبة أسنان ولكن شعرت بأن هناك ألفة بيني وبين الكاميرا

أما المفاجأة الأخرى فهي أن سارة كانت في البداية تحب أن تتخصص في مجال بعيد كلياً عن الفن، ولم تضع العمل الفني هدفاً في حياتها ، حتى حانت اللحظة التي اكتشفت فيها ما ترغب حقاً "كنت أحب أن أكون طبيبة أسنان، ولكن قبل دخولي إلى الجامعة، ولدى خضوعي لجلسات تصوير، شعرت بأن هناك ألفة بيني وبين الكاميرا، فقررت أن أتوجّه إلى كلية الفنون، وهناك شعرت بأنني في مكاني الصحيح".

من مسلسل «ستيليتو»

ورغم أنها درست الفن أكاديمياً، لكنها لا ترى هذا الأمر أساسياً في النجاح في عالم الفن "لا شك في أن الدراسة الأكاديمية تساعد صاحبها على معرفة خفايا الفنون، ولكنها ـ في نظري ـ ليست أساساً؛ لأنه كما سبق وذكرتُ، فإن الدراسة الأكاديمية يمكنها أن تساعد صاحبها وتختصر طريقه، وأما العمل التطبيقي فإنه شيء آخر، ولولا ذلك لما نجح كبار النجوم ممن رسّخوا أسماءهم في عالم الفن بدون دراسة أكاديمية".

* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1529)  بتاريخ 31 يناير 2023