النجمة نورزي، مطربة «البوب» المقيمة في دولة الإمارات، أطلقت أغنيتها الجديدة «ذاكر» باللهجة اللبنانية، وهي أغنية عن التفاؤل والأمل على الرغم من مشاعر الحسرة.. كان لنا معها هذا الحوار حول أغنيتها الجديدة، وسبب اختيارها مدينة جونيه اللبنانية لتصوير الفيديو كليب الخاص بها، وتجربتها مع فرقة كاريزما، وموقفها من التمثيل.
بدأ شغفكِ بالموسيقى وعمرك 11 عاماً فقط.. حدّثينا عن بداية التجربة؟
منذ صغري وأنا أتابع برامج الغناء بمنتهى الشغف، وكنت أغنّي لألعابي كأني في حفل غنائي، وأشارك في مسابقات الرسم والرقص والموسيقى في المدرسة، ومنذ ذلك الوقت تولّد لدي إحساس بأنني لا يمكن أن أكن إلا مطربة، فبدأ اهتمامي بمدارس الغناء وأعلامه وأساطين الموسيقى، ثم شغفت بالموسيقى الأجنبية أيضاً وأغانيها، وساعد على ذلك إتقاني لأكثر من لغة.
أكثر الشعوب الأوروبية اهتماماً بالموسيقى العربية هو الشعب الفرنسي
أي نوع من الموسيقى تفضلين.. القديمة أم الحديثة؟
أهتم بالموسيقى القديمة والحديثة على السواء، فأنا من عشاق سيدة الغناء العربي أم كلثوم، على الرغم من أنني أقدّم لوناً مختلفاً حديثاً تماماً، ولاحظت أن أكثر الشعوب الأوروبية اهتماماً بالموسيقى العربية هو الشعب الفرنسي وهذا ما أذهلني، وكنت أتصور أن الإسبان هم الأكثر اهتماماً بالفن العربي، على اعتبار الموروث المشترك، ووجود أربعة آلاف كلمة عربية في اللغة الإسبانية؛ لذلك اندهشت لهذا الاهتمام الفرنسي الأقرب إلى العشق للموسيقى العربية، لا أتحدث عن عموم الشعب الفرنسي، ولكن عن المهتمين بالموسيقى طبعاً.
أنت مطربة ومؤلفة أغانٍ وعازفة.. ألم يكن التخصص أفضل؟
ربما يجوز هذا، أو بالمعنى الأدقّ ينطبق على أنواع الفنون الأخرى، لكن في مجال الغناء تحديداً، كلما كنت على دراية بالكلمات والألحان، وكلما كان ذلك عن علم كلما زادت جودة الأغنية. المستمع العادي يتذوق الكلمات والألحان ويتفاعل معها، فما بالك بالمطرب صاحب الأغنية؟
لماذا اخترت مدينة «جونيه» اللبنانية لتصوير أغنيتك الجديدة «ذاكر؟»
جونيه تناسب الأغنية أكثر من أي مكان آخر، بسبب شوارعها وتراثها، وجوّها العام الذي يفرحني. جونيه مدينة جميلة، وكثير من العرب لا يعرفونها، خصوصاً العرب الأفارقة، ومن لم يزرها فاته الكثير.
لماذا صوّرتِ الأغنية بطريقة الفيديو كليب؟
الفيديو كليب فيه ميزة الفيديو الليركس أيضاً، وهو أنه يعبر عن القصة ما وراء الأغنية. وأعتقد أن الفيديو الليركس يصلح أكثر لمن يقدّمون ألبومات كاملة، وعددهم قليل جداً الآن. ليس صحيحاً أن الفيديو كليب انتهى زمنه، ما زال له جمهور.
الموسيقى العربية تتغير عما اعتاد عليه الجميع
لماذا قدمتها باللغتين العربية والإنجليزية؟ هل لهذا النوع جمهور كبير في الوطن العربي؟
بالتأكيد. يوجد الآن لهذا النوع جمهور كافٍ في كل ربوع الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج. الموسيقى العربية تشهد حالياً «ثورة»، وتتغير عما اعتاد عليه الجميع، ولهذا السبب قدّمت الأغنية الإنجليزية إلى جانب العربية، فلنا حرية التعبير باللغتين، وجمهور من هذا النوع موجود وحيّ ومتفاعل.
ماذا عن تجربتك مع فرقة «كاريزما؟»
تجربتي مع فرقة «كاريزما» جسدت مشواري الفني، ووضعتني على أول الطريق، وأعطتني الخبرة الكافية التي صقلت موهبتي كمطربة ومؤلفة وعازفة، وبفضلها اطلعت على حرف المهنة وصعوباتها، وتعرّفت إلى الفنانين والناشطين في مجال الغناء والموسيقى في العالم العربي.
لماذا تحرصين على أن يسبق اسمك دائماً لقب «مطربة البوب؟»
بالطبع لا أحرص دائماً على وجود لقب «مطربة البوب» قبل اسمي؛ لأني مطربة ولا أحصر نفسي في نوع معيّـن من الغناء، وإن كان الأمر كذلك، فأنا أفضّل أن أترك المجال للآخرين لاختيار اللقب أو نوع الأغاني، وإذا كان هناك لقب سيسبق اسمي فيجب أن يكون من اختيار الجمهور وليس من اختياري. عموماً مسألة الألقاب لا تشغلني، واهتمامي الأساسي ينصب على التركيز في عملي، و«البوب» أصلاً يرمز إلى الموسيقى التي تبرز حالياً، ولها شعبية عالية، بغض النظر عن نوع الموسيقى التي تصاحب أغنياته.
هل تفكرين في التمثيل؟
بكل تأكيد. أحب كل ما يقع تحت طائلة الفن، وربما أجرّب التمثيل، عدد كبير من نجوم الغناء اقتحموا هذا المجال ونجحوا، ولو تلقيت عرضاً للمشاركة في الدراما المصرية مثلاً في الموسم الرمضاني المقبل، وكان الدور يناسبني، لن أتردد في الموافقة عليه. جربت التمثيل من خلال الكليب واستمتعت بالتجربة جداً.. أنْ أصل إلى الجمهور بشكل أوسع من خلال فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني فهذا يسعدني ويشرفني بالتأكيد، وأرحب به.
ما مشروعاتك الغنائية المقبلة؟
لدي أغنيتان جديدتان أعمل عليهما حالياً، واستعد لإطلاقهما قريباً، عمر الأغنية الآن عدة أشهر فقط، بلغت درجة نجاحها، وعلى المطرب أن يكون مستعداً للعمل الجديد باستمرار.
تقيمين الآن في دولة الإمارات.. كيف ترين الجمهور الإماراتي؟
جمهور مثقف جداً ومتذوق للموسيقى والغناء بشكل رائع فوق الوصف، كما أنه غني بالجنسيات والثقافات المختلفة، والأماكن الداعمة للغناء والفن بشكل كبير، وهذا في حد ذاته، مكسب كبير لأي فنان.