مجلة كل الأسرة
21 فبراير 2023

بياريت قطريب: مستعدة لتكرار نفس الشخصية بدور جديد ولدي جاهزية للعب أدوار مغايرة

فريق كل الأسرة

بياريت قطريب على غلاف مجلة كل الأسرة
بياريت قطريب على غلاف مجلة كل الأسرة

تعيش الفنانة بياريت قطريب، مرحلة قطف النجاحات المتلاحقة التي حققتها من خلال زحمة المشاريع الفنية الدرامية التي قدمتها، وتعرض عبر الشاشات الأرضية والمنصات الرقمية، إلى جانب نجاحها السينمائي الجديد الذي سجلته في فيلم «فرح»، وتجربتها الإعلامية الإلكترونية في تقديم أخبار الرياضة.. بياريت، التي شاركت في مسلسلات «بكير» و«من.. إلى» و«رقصة مطر» و«ظل» و«التحدي» وهو الجزء الثاني من «سر» و «ضوي يا نجوم»، وغيرها من الأعمال الدرامية، انتهت مؤخراً من تصوير مشاهدها في مسلسل يحمل عنوان «روز نوار» وسيعرض قريباً على منصة «تود».

التقت هناء توبي، محررة "كل الأسرة"، الفنانة بياريت قطريب في بيروت وتعرفت منها على مسيرتها ورأيها في ما يحدث على الساحة الفنية ومشاريعها المستقبلية:

بياريت قطريب:  مستعدة لتكرار نفس الشخصية بدور جديد ولدي جاهزية للعب أدوار مغايرة للمألوف

من اللافت أن الفنانة بياريت قطريب تحرص على تنوع شخصياتها أثناء مشاركتها في مجموعة من الأعمال الدرامية الناجحة، وتقول أن هذا التنوع يجذبها لأنه يؤمن لها ما تبحث عنه "إنه التحدي الذي أعيشه من خلال التنويع، رولا وساميا وتوليب وأمل وغيرها من الشخصيات التي أديتها وأغنت تجربتي وجذبتني كثيراً، لأنها لا تشبهني وتستفزني للتماهي معها وتأديتها باحتراف وواقعية، ويسعدني أنني أقطف نجاحها تباعاً، وتصلني أصداء إيجابية كثيرة حولها".

الأعمال المشتركة أصبحت واقعاً غالباً، إيجابياً ومثمراً يعود بالخير على كل العاملين في القطاع الفني

أما الملاحظة الثانية التي تشد الانتباه فيما يتعلق بمسيرتها الفنية، فهي كثرة مشاركتها في أعمال عربية مختلطة، فهل ترى فيها انتشاراً أوسع من مشاركاتها في أعمال محلية؟ تجيب "الحقيقة أن الأعمال المشتركة أصبحت واقعاً غالباً، إيجابياً ومثمراً يعود بالخير على كل العاملين في القطاع الفني، وقد كانت لي مشاركات سابقة فيها من أيام «روبي» و «الشحرورة» وصولاً إلى ما صورته خلال عام 2022 من أعمال عرضت عبر الشاشات العربية وتعرض حالياً عبر المنصات الإلكترونية، كما أنني شاركت في «بكير» و «ضوي يا نجوم» المحليين، وقد سجلا نجاحاً كبيراً وحظيا بنسبة مشاهدة عالية، وأسعدني التوجه للجمهور المحلي في بلدي، دون أن ينفي ذلك سعادتي بالمشاركة في الأعمال المختلطة التي توسع نطاق تجاربي ومعرفة الناس بي، وتعالج مواضيع تعنى بالشأن العام وتطال قضايا جوهرية في مجتمعاتنا".

أردنا كذلك في الحوار مع بياريت قطريب أن نعرف منها رأيها بشأن ما يشاع عن ظاهرة "الشللية" في الوسط الفني ، "أعتبر كلمة «الشللية» مبالغ بها، الحقيقة أنه توجد أسماء كبيرة في الفن توقع عقوداً مع شركات إنتاجية محددة لعدة سنوات ونراها في جملة أعمال هذه الشركة أو تلك، هذه قرارات مهنية وشخصية لا تقاس بالمقياس الصحي وغير الصحي؛ بل بمدى إنتاجيتها للأطراف المتعاقدة دون أن تضر بمصلحة العمل وقيمته، بالنسبة لي أنا اتفق مع أكثر من جهة ومنفتحة للتعامل مع كل من يقدم لي دوراً يليق بمسيرتي الفنية".

مشهد من مسلسل "من.. إلى"


ولكن رغم المنافسة القوية اليوم، ترى بياريت أنه يجب على الممثل أن يبذل جهوداً مضاعفة ولكن فقط أمام الكاميرا كي يحقق له حضور دائم "لا أعترف إلا بالجهود التي يبذلها الممثل أمام الكاميرا، فكل عمل ناجح وأداء جيد يلفت نظر صناع الأعمال إلى الممثل، ومع ذلك تبقى هناك عدة عوامل تلعب دورها في غياب الفنان منها سفره إلى الخارج مثلاً أو ظروفه العائلية الخاصة أو رفضه لأدوار لا تناسبه".

بياريت قطريب:  مستعدة لتكرار نفس الشخصية بدور جديد ولدي جاهزية للعب أدوار مغايرة للمألوف

ثم نعرج في حوارنا مع بياريت قطريب إلى فيلمها الأخير "فرح"، ونسألها فيما إذا كان هذا الفيلم قد أعادها إلى السينما بعد حضورها التلفزيوني القوي، فترد قائلة "ربما، إضافة إلى أن تجاربي السينمائية كانت ناجحة منذ أول فيلم لعبته في عام 2007، وكان اسمه «ميلودراما حبيبي» وكان من بطولتي مع ممثل فرنسي وبمشاركة غابريال يمين وجوليا قصار مع المخرج هاني طنبة، ثم شاركت في الفيلم السوري «مرة أخرى» أيضاً من بطولتي مع قيس الشيخ نجيب في عام 2009 وعملت مع المخرج جود سعيد، ولاحقاً لعبت دوراً في «شارع هوفلين» ثم «غود مورنينغ» للمخرج بهيج حجيج، وصولاً إلى «فرح» الذي عرض في صالات لبنان والإمارات العربية المتحدة وحصد نسب مشاهدة عالية وسيجول العالم". وتؤكد أنها شعرت بثقل قضية «فرح» كونه يخوض موضوع الصحة النفسية ويتميز بجديته "لقد أحسست أنه متعب للمتلقي وهذا الأمر مقصود، فهو يحمل رسالة توعية للاهتمام بالصحة النفسية، وقد وصلت رسالته إلى المتلقي وأنا شخصياً تماهيت كثيراً مع شخصية الدكتورة سلام التي لعبتها وأحببتها وشعرت بأنها شعاع الشمس في عتمة ما نتحمله جراء الأزمات المتلاحقة".

أما عن مشاريعها القادمة، فتشير بياريت أنها تتمنى أن تكون حاضرة في الموسم الرمضاني 2023 ، وتضيف "لغاية الآن لم أوقع على عمل رمضاني، لكن خلال العام الماضي وقعت على «ظل» في اللحظات الأخيرة وعرض ونجح بامتياز، ومن اللافت أن هناك أعمالاً رمضانية قصيرة تتم متابعة تصويرها بالتزامن مع بداية عرض الحلقات الأولى منها".

أحب الأعمال الطويلة والقصيرة ولا أفاضل بينها بحسب عدد الحلقات؛ بل بنوعيتها ودسامتها وتشابك الأحداث فيها

نثير مع بياريت قضية التغيرات الحاصلة في عالم الدراما مؤخراً وسطوة الأعمال ذات الحلقات القصيرة، والعروض عبر المنصات، وعرفنا منها أنها مع هذا التغيير الذي ترى أنه ذو فائدة للعاملين في القطاع الفني والجمهور معاً "أتطلع إلى هذه التغيرات بإيجابية كونها تفتح المجال واسعاً أمام العاملين في القطاع الفني من كتاب ومخرجين وممثلين وتقنيين، وهي كثيرة ومتعددة ومتنوعة وتناسب جميع الأذواق، والأعمال ذات الحلقات القصيرة تجذب الجمهور وتتماشى مع رغبته في تسارع الأحداث وعدم المط والتطويل.

أما فيما خص فوائد العرض عبر المنصات فهي كثيرة وقد سمحت لنا بمشاهدة أنماط متنوعة وجديدة وواقعية لم نكن نشاهدها في الدراما العربية من قبل، ومنها الكوميديا الجديدة والرائعة التي نشاهدها مثلاً في «براندو الشرق» لجورج خباز، إلى جانب أعمال الواقع والخيال والرعب والفانتازيا المشوقة". لذلك فهي لا تفرق بين المشاركة في المسلسلات القصيرة أم الطويلة "الأمر سيان بالنسبة لي، والفيصل في الموضوع هو القصة ودسامة الأحداث المتلاحقة، أحب الأعمال الطويلة والقصيرة ولا أفاضل بينها بحسب عدد الحلقات؛ بل بنوعيتها ودسامتها وتشابك الأحداث فيها، وأتطلع إلى القصة والإخراج والتنفيذ والأزياء والديكور وكل تفاصيل العمل الجيد".

بياريت قطريب:  مستعدة لتكرار نفس الشخصية بدور جديد ولدي جاهزية للعب أدوار مغايرة للمألوف

كما توضح بياريت أن للأزياء دور مهم في انجذابها للعمل لأن له علاقة وثيقة مع اقتراب الشخصية التي تؤديها من الواقع "الأزياء جزء أساسي من صدقية العمل، وأدائي المقنع للمتلقي يرتبط بالأزياء المناسبة للشخصية التي ألعبها، من هنا تأتي أهمية المخرج الفني والستايلست اللذين يختاران نمط وستايل اللباس والمكياج المناسب للشخصية لتكون واقعية وحقيقية".

لكننا أكدنا لها أن المتلقي لا يميز هذه التفاصيل، وقدمنا لها مثلاً مسلسل «ستيليتو» الذي ظهرت فيه بطلاته بأفخم الملابس في المطابخ، ونهضن من نومهن بمكياج كامل ومع ذلك أصبح «ترند»، فعلقت بياريت على هذا بالقول "صحيح، الناس تتابعه وقد سمعت التعليقات حوله، لكن لم تتسن لي متابعته لأني كنت منشغلة في التصوير، لكن أقول أن لكل شخص حساباته الخاصة، وأنا أحتسب الواقعية والمصداقية في أدواري، ومن الضروري أن تكون الشخصية مقنعة لي".

من واقع حديثها وتفاصيل أفكارها ورؤاها ، فهمنا أن بياريت تبدو ميالة ووفية أكثر للمسرح من التلفزيون ، ورغبنا أن نعرف حقيقة هذا التصور منها ، فأكدت "هذا صحيح، أنا خريجة مسرح، لكني شغوفة بالتلفزيون أيضاً، وتجذبني الأعمال التي تكون مرآة للواقع على الرغم من معرفتي بأن المتلقي يجنح نحو الشاشة بصفتها منفذاً ومتنفساً له".

أما عن نشاطها المسرحي فتربطه بواقع المسرح حالياً "رهن بنشاط المسرح عموماً، آخر عمل مسرحي قدمته كان في عام 2018، وقد تلقيت العام الماضي عرضاً للمشاركة في عمل جيد، لكنني لم أستطع الالتزام به، واعتذرت". ربما تكون فرصة قد ضاعت عليها ، ولكنها لا تعتبر الأمر كذلك "بل أؤمن أن ما يكون من نصيبي سآخذه، وما لم آخذه فهو لم يكن لي، أنا متصالحة مع نفسي في هذا الشأن".

بياريت قطريب:  مستعدة لتكرار نفس الشخصية بدور جديد ولدي جاهزية للعب أدوار مغايرة للمألوف

يبدو أن بياريت قطريب لم تكتفي بالأدوار التي أدتها حتى الآن، بل لا يزال يراودها أداء شخصيات جديدة ومغايرة "لعبت دور محامية، وطبيبة، ومقعدة، ومغنية، ولبست وجوه نساء كثيرات، ومستعدة لتكرار نفس الشخصية بدور جديد لمزيد من تحدي الذات، كما لدي جاهزية للعب أدوار مغايرة للمألوف". وتشير إلى أنها تترك وراءها الشخصية التي تنتهي منها، وتشعر بسعادة عندما تنظر إليها بعين المشاهد "أتأثر بالشخصية خلال التصوير، لكن يزداد حبي لها عند مشاهدتها بعد الانتهاء منها، عندما أتحول من ممثلة مشاركة في العمل إلى مشاهدة أفرح على الرغم من أنني أراقب نفسي وأتطلع بعين الناقد".

هل حدث وندمت على عمل ما؟ تجيب بياريت قطريب "مرة واحدة فقط، وقديماً، ندمت وتجاوزت الوقوع في الخطأ مرة ثانية بالاعتماد على حدسي، يوم ندمت كنت مترددة في قبول الشخصية واليوم صرت أعرف أن التردد يعني الرفض، تعلمت أن أقول لا للدور الذي لا أرتاح إليه".

نصل إلى محطتنا الأخيرة في حوارنا مع بياريت قطريب، فسألناها عن مشاريعها لهذا العام "أنتظر عرض مسلسل «روز نوار» الذي انتهيت من تصويره مؤخراً، والذي لا يمكنني كشف تفاصيله حالياً على أن تقوم الجهة المنتجة له بالحديث عنه أولاً، وسأكون في حالة جاهزية لتلقف الأدوار المناسبة، كما سأولي اهتمامي الدائم والذي لا ينقطع لعائلتي وبيتي وأولادي، كما أنني مستمرة في العمل مع الشركة البريطانية «بيتواي» في تقديم أخبار الرياضة لمواقع التواصل الاجتماعي وسعيدة جداً بهذه التجربة الإعلامية الرقمية".

تصوير: Fares Sokhon
مكياج: Elie Stephan
ملابس: Azzi & Osta
مجوهرات: Paty Jewelry

* نشر الحوار كاملاً في مجلة "كل الأسرة" العدد 1532 بتاريخ 21 فبراير 2023