مريم فريد وخديجة حجازي: تحدينا نقد البعض لممارستنا رياضة الجري بالحجاب
مريم فريد
تحدي الصور النمطية، ومحاربة الافتراضات المسبقة حول النساء العربيات المحجبات في المجال الرياضي، باتت من أبرز القضايا التي تشغل الفتيات الرياضيات المحجبات، اللاتي يواجهن نقص الفرص في البطولات المحلية والدولية من جهة، ونقد بعض أفراد المجتمع لممارستهن الرياضة بملابس رياضية غير مناسبة لمفهوم الحجاب.
هذا ما تحدثتا عنه العداءتان مريم فريد، من دولة قطر، وخديجة حجازي من مصر، خلال حوارهن مع «كل الأسرة»:
بدأنا الحوار مع مريم فريد التي أكدت أن الجري أصبح جزءاً لا يتجزأ من هويتها، وتطمح أن يدرك المجتمع العالمي أنه يجب أن تحظى كل امرأة تعمل في مجال في الرياضة، لا سيما المحجبة العربية، بفرص متساوية وأن تكون قادرة على تحقيق أحلامها، بغض النظر عن الاختلافات في المظهر أو الخلفية.
كيف كانت ردود الأفعال عندما شاهد الناس امرأة عربية محجبة تشارك في سباقات الجري؟ كيف تتعاملين مع ذلك؟
لأكون صادقة، لقد مررت بتجارب متنوعة مع أشخاص كان لهم ردود فعل متباينة تجاهي، اختلفت حسب البلد الذي كنت فيه. من المتوقع أن يكون للناس ردود أفعالهم الخاصة، والتي يمكن أن تشمل افتراضات مسبقة أو صوراً نمطية. على الرغم من أنه أمر مؤسف، إلا أننا اليوم محظوظون كوننا نعيش في زمن يحظى فيه الكثير من الناس بإمكانية الوصول إلى كم هائل من المعلومات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والموارد الأخرى التي تبرز التقدم الذي نشهده في الشرق الأوسط.
العداءة مريم فريد
هل لك أن تخبرينا عن تجربتك في بطولة ألعاب القوى؟
في سن السادسة عشر، أتيحت لي الفرصة لتمثيل قطر كسفيرة لبطولة العالم لألعاب القوى في المنافسة على استضافة الحدث. بصفتي متحدثة باسم المرأة في مجال الرياضة في المنطقة، خاطبت اللجنة الأولمبية الدولية، حيث كنا نتنافس مع دول كبرى أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسبانيا. على الرغم من كونها أصغر عضو ضمن فريق المتقدمين، إلا أن قطر فازت بالملف واستضافت البطولة في عام 2019، مما يمثل إنجازاً كبيراً بالنسبة لي وللبلد على حد سواء.
وفتحت لي هذه التجربة العديد من الأبواب لإلهام النساء في الشرق الأوسط وترك أثر إيجابي فيهن لتحقيق أحلامهن الرياضية. في خطابي الافتتاحي أثناء التنافس على ملف الاستضافة، وعدت الفتيات من سني وأصغر بأن أتنافس في بطولة العالم لألعاب القوى يوماً ما. وفي عام 2019، أوفيت بهذا الوعد وأصبحت أول رياضية قطرية محجبة تشارك في بطولتين عالميتين.
هل ساعد تنظيم كأس العالم في قطر على تسليط الضوء على رسالتك حول مشاركة المرأة في مجال الرياضة؟
كان كأس العالم حدثاً مهماً بالنسبة للجميع في قطر، وأنا ممتنة للاهتمام الإقليمي والعالمي الذي حظيت به نتيجة لذلك. بصفتي رياضية من رياضيي «أديداس»في البلاد، كانت وسائل الإعلام حريصة على التحدث معي، مما وفر لي منصة مهمة لمناقشة مواضيع مختلفة، بما في ذلك ثقافتنا وهويتي الشخصية والمرأة في مجال الرياضة.
لقد سلط ذلك الضوء على حسابي على إنستغرام، ما أدى إلى زيادة نسبة المتابعين لي ودفعني إلى المشاركة في المزيد من الحوارات وحلقات النقاش. أعتقد بأن وسائل التواصل الاجتماعي قد وفرت لي القدرة على إحداث التغيير، لا سيما بصفتي عداءة قطرية محجبة، أشارك محتوى يثير نقاشات هادفة ويعزز أصوات النساء العربيات.
إضافة إلى ذلك، منحتني أديداس بصفتها الراعي الرئيسي للحدث، امتياز وضع كرة الحلم على القاعدة قبل مباراة نصف النهائي بين فرنسا والمغرب. أبرزت هذه الفرصة بالنسبة لي مدى الدعم الذي تقدمه العلامة التجارية وأظهرت روحها المتمثلة في «جعل المستحيل ممكناً».
كيف تم اختيارك لتمثيل adidas في قطر؟
منذ عام 2019، أتاحت لي adidas فرصاً عديدة لاستعراض مواهبي وهويتي أمام العالم، وتمكيني ودفعي لتحقيق النجاح. تتخطى adidas دائماً مبدأ «لا شيء مستحيل»، الحدود وتمكن الرياضيات العرب والقطريات والمحجبات من النساء من المشاركة في الحوارات الهادفة.
ينعكس كل ما أؤيده وأؤمن به في مبدأ هذه العلامة العالمية، وهو تمكين المرأة في مجال الرياضة، من خلال حملات مختلفة مثل حملة "الجري لا يتطلب شيئاً سواك".
لقد كان لي شرف الظهور إلى جانب شخصيات بارزة مثل محمد صلاح والعداءة خديجة حجازي، لنتحدى معاً الصور النمطية ونثبت أن العداءات النساء قادرات على تحقيق ما لا يمكن تصوره.
هل واجهت أي تمييز أو رفض من قبل الناس ضمن مجتمعك بوصفك عداءة محجبة؟
على الرغم من أنني لم أتعرض للرفض المباشر، فإنني أعتقد بأن الكثير من الناس قد رفضوني بسبب التوقعات المجتمعية التقليدية من النساء. بصفتي امرأة محجبة عربية، أزعج نجاحي بعض الأفراد، حيث أشعر أن البعض وضعني في قوالب نمطية سلبية في محيطي.
على الرغم من ذلك، أنا ممتنة للدعم المستمر الذي أتلقاه من عائلتي ومجتمعي. غالباً ما يجهل أولئك الذين يضعونني في صورة نمطية المنطقة، ونتيجة لذلك، غالباً ما يتم تصوير النساء المحجبات العربيات بطريقة معينة.
العداءة خديجة حجازي
وبالحديث مع رياضية الترايثلون ومدربة عدائي «أديداس» خديجة حجازي، فقد وصفت الجري بأنه وسيلتها لتحقيق النصر، وهو الوقت الخاص، حيث تبتعد عن الجميع، وعن كل شيء لتشعر بالحرية، كما أن كونها جزءاً من فريق للجري يساعدها هذا على العثور على أشخاص يخوضون نفس الرحلة التي تخوضها، حيث تكون صداقات تدوم مدى الحياة.
كيف بدأت باحتراف ممارسة رياضة الجري؟
الموضوع بدأ بالتدريج، وكنت أمارسه كهواية فقط ومجرد رغبة في أن أشعر بحالة الجري صباحاً مثل العديد من الناس الذين ألهموني الفكرة، وكنت أشعر بحالة من النشاط والرغبة في زيادة المسافات التي أجري بها في اليوم، وبعد فترة من تطوير الذات في رياضة الجري، شاركت في ماراثون للجري، ولم أكن الأفضل حينها، فقررت تحدي نفسي للمشاركة في ماراثونات أكثر، واستشعرت حينها بأنني أسير في الطريق الصحيح، خصوصاً عندما بدأت العمل في مجال تنظيم الفعاليات الرياضية.
كيف كانت ردود الأفعال عندما شاهد الناس امرأة عربية محجبة تشارك في سباقات الجري؟
عادة الناس تحكم بالمظهر، وترفض التعامل مع الحجاب خارج الصورة النمطية التي اعتادوا عليها، ولا أنكر أن هناك العديد من التعليقات السلبية خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني واجهت الموضوع بمحاولة تغيير هذه النظرة والآراء المحبطة، من خلال محتوى يبرز جانب القدرات والإنجازات والقوة الكامنة لدى العديد من الرياضيات التي ترفض التعامل مع الحجاب كحاجز أمام أحلامهن وطموحاتهن في مجال الرياضة، لذلك أرى أن الدعم يجب أن يبدأ منا كفتيات، بعدها سيأتي الدعم من باقي أفراد المجتمع.
حدثينا عن تجربتك مع العلامة الرياضية «أديداس»؟
لدي طاقة كبيرة من خلال ممارسة رياضة الجري، وهي تعطيني القوة لمواصلة حياتي اليومية، لذلك أوظف هذه الطاقة في التدريب، وكنت من أشد المؤيدين لمجتمع أديداس للجري، وفوجئت باختياري للتعاون معهم كمدربة، وكانت لدي رحلة ليست قصيرة في مبادرات وفعاليات رياضية عالمية، وتمثيلي لهم في مصر شيء مشرف، ويعزز من رسالتي في إلهام المزيد من الفتيات المحجبات للتمسك بأحلامهن وتحقيق أهدافهن في مجالات الحياة المختلفة.
كيف تشجعين جيل اليوم على ممارسة الرياضة؟
في الحقيقة أنا ممتنة لوالداي اللذان كانا يصران على الاستمرار في التدريب، مهما تعبت أو شعرت بالملل، فللأسرة الدور الأبرز في تشجيع الأبناء لممارسة الرياضة المناسبة لأبنائهم، بعد ذلك يأتي دور المدرب الذي يحبب الأطفال في الرياضة أثناء التدريب، فلدينا في الأكاديمية نعلم الأطفال الرياضة باللعب والتسلية، وهم بدورهم يحققون أعلى أداء أثناء المسابقات الخارجية.