23 أغسطس 2023

مغنية الراب الصاعدة "مابين": لا تتاح للنساء فرصة الوصول إلى المنصات للتعبير عن قصصهن

محررة في مجلة كل الأسرة

مغنية الراب الصاعدة

لماذا لا تحظى مغنيات «الراب» بالتمثيل المناسب في مشهد موسيقى «الراب» و«الهيب هوب» في العالم العربي؟.. سؤال طرحناه على مغنية الراب الصاعدة «مابين»، التي لفتت إلى انخفاض نسبتهن مقارنة بالمغنين الذكور، لدرجة أنه لا توجد سوى مغنيتي راب فقط مشهورتين في مصر مقابل مئات مغني الراب الشباب، والحال نفسها في بقية العالم العربي، وأكدت أن الأمر لا يتعلق بنقص الموهبة، وإنما لا تتاح للنساء فرصة الوصول إلى المنصات للتعبير عن قصصهن، والتي لا تتوافق مع المواضيع والقصص التي يهيمن عليها الرجال، وبالتالي تعجز النساء عن دفع مواهبهن قدماً.

مغنية الراب الصاعدة

تتحدث مغنية الراب الصاعدة مريم عن سبب اختيار لقب «مابين» الذي يعرفها الجمهور به، وتقول «أنا مصریة - فلسطینیة ولدت في أيرلندا، ھویتي متنوعة مما دفعني للتساؤل عن نفسي وشخصیتي، وتزاید الأمر عندما أحببت الفن بتنوعه، أما دراستي فكانت للفن البصري، ومارست الكثیر من الفن الحركي ولكني حالیاً في المرحلة الصوتیة، ومن ثم بدأت التناقضات بالتزاید من خلال تصنیفي الصوتي، حیث إني «رابر» أغني أیضاً فاكتشفت أني دائماً ما بین، فأصبحت بالفعل «مابین» ومن ھنا جاءت التسمية».

أكتب كلمات أغاني الخاصة

أما عن التحديات التي تواجه مغنيات «الراب» في العالم العربي، فهي ترى أنهن لا يحظين بالدعم اللازم، «ليس من الواضح ما إذا كان الناس يطلبون مني الأداء أو التعاون بغرض أن يظهروا تفكيرهم المعاصر، ويقولون بأنهم يدعمون «فنانات إناث»، أم أنهم يحبون بالفعل الموسيقى التي أقدمها، فيقال لها بأنها «فنانة رائعة» (والمعنى المتضمن هنا أنها فنانة رائعة بالنسبة كونها أنثى)، يجب أن أكون حذرة جداً بخصوص الكلمات التي أقدمها والطريقة التي أقدم بها نفسي حتى لا يحكم علي المجتمع، وهو أمر خانق للإبداع، خصوصاً أن الناس تتعجب من حقيقة أني أكتب كلمات أغاني الخاصة، وجميع التحديات الأخرى التي تواجهني لكوني امرأة في العالم العربي والتي تؤثر في مغنيات الراب، وكذلك تعليقات الرجال السلبيين عبر الانستغرام».

مغنية الراب الصاعدة

أما عن تجربتها مع حملة «بكلماتها» الصحفية التي أطلقتها «أبل ميوزيك» المخصصة للإناث فقط في 16 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فتبين «تسلط» بكلماتها «الضوء على القصص وراء مغنيات الراب، وفي إيجاد طرق جديدة لتوفير منصات عالمية للفنانين ومؤلفي الأغاني على اختلاف مستويات حياتهم المهنية، فهي فرصة للوصول إلى منصات تعبر من خلالها الفتيات عن قصص ومواضيع تمس جيلهن من النساء، اللاتي يعجزن أحياناً عن دفع مواهبهن للأمام».

مغنية الراب الصاعدة

وعن أغنيتها الأخيرة فقد استخدمت بها ميزة الصوت المكاني، وبذلك تكون أول مغنية راب في مصر والعالم العربي تستخدمها، «تعرفت إلى هذه التكنولوجيا في استوديوهات MNK في دبي حيث كنت أتعاون معهم في المرحلة الأخيرة من المزج الموسيقي، وهي بلا شك مستقبل الصوت وأنا متشوقة لمشاركتها مع الجمهور».

كما تحدثت عن الإلهام أو الرسالة الكامنة وراء عملها الأخير، قائلة «حصل كريم سري، والذي يعمل عادة «دي جي»، على فرصته الأولى لإقامة حفل مباشر ليؤدي أغنيات أصلية، وكانت هذه هي فرصتنا للتعاون أخيراً، فقد عشت في المملكة المتحدة وتعرفت إلى نمط موسيقى Garage «كراج». وفي ذلك الأسبوع بالتحديد كنت أعيد الاستماع لهذا النوع من الموسيقى ولحسن حظي علمت أنه ألف موسيقى بإيقاع Garage-esque تناقشنا في رؤية هذا النوع الموسيقي من زاوية جديدة عبر هويتنا ضمن سياق القاهرة، وهي المدينة الملأى بالكراجات المكدسة، والسيارات المسرعة في إطار من الفوضى الجميلة التي تتوافق مع الطاقة العالية للأغنية.، فالكراج المجازي هو المخبأ الذي تختفي فيه ذاتك الحقيقية قبل أن تخرج للمنصات بشكل منقح لذاتك».

الإعجابات على «انستغرام» هي العملة البشرية الحالية

وختمت «مابين» الحوار بالحديث عن كتابتها لكلمات الأغاني «كنت أفكر فيما يفعله الفنانون هذه الأيام ليحظوا بنسب الاستماع، والضغط المتواصل الذي يتعرضون له للأداء على مدار الساعة. لذا دخلت في حالة من الوعي بهذه المسألة وبدأت في انتقاد الكيفية التي أصبحنا بها جميعنا كمؤديين، حيث أتساءل عن مدى أصالة وصدق التواصل الإنساني، وتتبعت الأفكار موضوع النقاش التي تلقي الضوء على السذاجة التي بلغناها كمستهلكين والسؤال عن الكيفية التي نقدر بها الأمور حولنا، وكذلك بالنسبة للإعجابات على «انستغرام» التي أصبحت هي العملة البشرية، مثل الرصيد الائتماني، أما الجزء الأخير من الكلمات فتركز عن هذه الشخصية المدفوعة باحتياجاتها الطفولية وأطماعها، وبالتالي فهي بحاجة لأن تنضج وتتوقف عن التصرف كطفل مدلل».