تعيش الفنانة الكبيرة شيرين رضا مرحلة من النجاحات المتتالية، بعد تألقها في العديد من الأعمال التي قدمتها مؤخراً في السينما والتلفزيون، وتعاود التألّق لتطل على جمهورها مجدداً، حيث بدأ عرض الجزء الثاني من مسلسل «وبينا معاد»، وسينمائياً تنتظر عرض فيلمي «المقسوم»، و«الملكة».. حول جديدها وما ينتظرها من نجاحات خلال العام الجديد، كان معها هذا الحوار.
مشهد من مسلسل «وبينا معاد»
بداية، كيف وجدت ردود الفعل على الجزء الثاني من مسلسل «وبينا معاد»؟
بالتأكيد سعيدة جداً بردود الأفعال، حيث شعرت بأن الجمهور كان ينتظر الجزء الثاني بشوق كبير، وهذا بالتأكيد نتيجة النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول، لكن أعتقد أن الجزء الثاني نال إعجاب الجمهور بشكل أكبر، بسيناريو مختلف أكثر تشويقاً، الجميع بذل فيه جهودا كبيرة، بقيادة المخرج الجميل المميز جداً هاني كمال.
لماذا هذا الحماس الشديد للعمل، من بين ما قدمت مؤخراً؟
لأن المسلسل نموذج مهم يُسلّط الضوء على مشاكل المرأة بصورة مختلفة، طريقة طرحه واقعية جداً، وموجه للأسرة بشكل مباشر، شخصية الأم واقعية بشكل كبير، فهي أم لأربع بنات، تخلّى عنها زوجها، وتقوم هي على تربيتهم، بغض النظر عن وجهة نظر الشخصية وأسلوب تربيتها لبناتها، لكنها تبذل جهداً كبيراً لتكون الأم والأب في الوقت نفسه.
لم يسبق لي أن جسّدت شخصية مثل «نادية» في «وبينا معاد»، بهذه الملامح والتركيبة
هل تتفقين مع، أم ترفضين أسلوب شخصية «نادية»، وما الذي حمّسك لها؟
أرفضه طبعاً، فليس معنى أنني أقدم الشخصية أني أوافق على أسلوبها، ومفاهيمها الخاطئة، أنا فقط معجبة بالنموذج، لأنها شخصية ثرية درامية، وفيها مناطق للتمثيل عالية جداً، لذلك أنا أحببتها كشخصية درامية، ورفضتها كإنسانية، فهي نموذج للمرأة القوية القادرة على التحدي، وإعالة أربع بنات في مراحل عمرية مختلفة، وتربيتهن وسط مخاوف ومحاولات لحمايتهن من الأضرار التي تحيط بهن، فنشأن على الكبت والديكتاتورية، وأنا لم يسبق لي أن جسّدت مثل هذه الشخصية من قبل، بهذه الملامح، وتلك التركيبة.
كيف قبلت شيرين رضا التحدي بالظهور بشكل مختلف تماماً عن شخصيتها الحقيقية؟
أنا ممثلة، وأي شخصية تستدعي مواصفات خاصة في الشكل الخارجي والتركيبة الداخلية لابد أن أقدمها برؤية الشخصية، وأعتبر التحدي الأكبر يتمثل في أن يُصدقني الجمهور في ما أقدمه.
ما هي مناطق الصعوبة في الشخصية؟
الشخصية صعبة بشكل عام، ومرهقة، ومتعبة جداً، بخاصة لأنها تختلف تماماً عن شخصيتي الحقيقية، وطوال الوقت كان لابد أن استدعي انفعالات وأحاسيس «نادية»، وأنسى «شيرين» تماماً، ومن أصعب المشاهد التي تأثرت بها ضرب الأم لبناتها، ما جعلني أشعر بضغوط رهيبة عانيت منها كثيراً، لذا قررت الحصول على إجازة بعد هذا الجهد النفسي والعصبي الكبير.
هل تتحمّسين لمثل هذه النوعية من الأعمال على الرغم من أنها ضد قناعاتك؟
بالتأكيد أتحمّس لها جداً، لأن من الضروري مناقشة مثل هذه النوعية من الموضوعات في الوقت الحالي، وعدم تجاهلها، ولابد من تسليط الضوء على قضاياها ومشاكلها، خاصة إذا ما كانت هي العائل الوحيد للأسرة.
بعد النجاحات الكبيرة في السينما والتلفزيون، لماذا شاركت مؤخراً بدور قصير جداً في فيلم «أبو نسب»؟
هذا أمر طبيعي يفعله كبار النجوم والنجمات، وأنا شخصياً استمتعت جداً بتجربتي مع الفنان محمد إمام، من خلال فيلم «أبو نسب»، فأدوار ضيف الشرف صعبة جداً، وأنا اعتبرها تحدياً من نوع آخر.
شيرين مع بطلات فيلم «مقسوم»
تُعرض لك ثلاثة أفلام جديدة خلال هذه الفترة، ماذا عنها؟
بالفعل، الفيلم الأول «مقسوم»، وهو أول تعاون لي مع الفنانة ليلى علوي، وسعيدة جداً بهذا اللقاء، والكواليس كانت رائعة وممتعة، وتدور أحداثه حول ثلاث مطربات اعتزلن الغناء، بعدما كانت لهن فرقة موسيقية في تسعينيات القرن الماضي، وهو للمؤلف هيثم دبور، والمخرجة كوثر يونس. والثاني «الملكة»، مع الفنانة هالة صدقي، تأليف هشام هلال وأحمد رمزي، وإخراج سامح عبد العزيز، ويتناول بعض القضايا الشائكة، وتأثيرها في المجتمع، وأقدّم خلاله شخصية مدير فني لفريق «دايموند»، المنافس لفريق «دولفين» الذي تمتلكه سيدة أعمال، وتحدث بينهما العديد من الصراعات، وهو كوميدي لايت، وأيضاً يحقق نجاحاً كبيراً.
أما الفيلم الثالث وهو «الرحلة 404»، مع الفنانة منى زكي، فهو مختلف تماماً عن الفيلمين السابقين، بشخصية مفاجئة، مختلفة، وبقضايا مختلفة، لأن العمل له فلسفة خاصة، ومكتوب بشكل رائع للمؤلف محمد رجاء، وهو للمخرج المتميز هاني خليفة، وأتمنى أن يحقق النجاح الذي يستحقه.
ماذا عن مشاركتك في موسم رمضان 2024 من خلال مسلسل «صدفة» أمام ريهام حجاج؟
للأسف لن أستطيع المشاركة خلال موسم رمضان 2024، واعتذرت عن عدم المشاركة في المسلسل.
هل أسباب اعتذارك متعلقة بالمسلسل ودورك فيه؟
إطلاقاً، لا علاقة له بالمسلسل، أو الدور، سوى أنني أرفض العمل بالاستعجال الذي غالباً ما تتم به أعمال رمضان، فهناك العديد من الأعمال تتم كتابتها أثناء التصوير، واضطر لأن أقدم الدور من دون تركيز، لدرجة أننا في أحد الأعمال انتهينا من تصوير الحلقة الأخيرة يوم 30 رمضان قبل الإفطار، وعرضت في اليوم نفسه، فهذا أمر مرهق جداً، والنتائج لا تكون جيدة.
* القاهرة: منة صالح
* تصوير: أحمد حماد
