جوي حلاق: أحببت نفسي بالحجاب في "ع أمل" والمسلسل غاص في واقع مجتمعنا
لا تملك الممثلة اللبنانية الشابة جوي حلاق، في أرشيفها الفتي الكثير من الأعمال، ولكنها تملك رؤية، وهدفاً واضحاً من عملها الفني الذي دخلته بدعم من أهلها.. بدايتها كانت في مسلسل (حادث قلب) عام 2021، ثم كانت لها مشاركة في مسلسل (عروس بيروت) عام 2021، ومسلسل (العين بالعين) عام 2022، وأخيراً، كانت لها مشاركة في دور «ملاك» في مسلسل «ع أمل»، إذ استطاعت أن تلفت من خلاله النظر في أداء هادئ يشبه هدوءها، حيث كنا نسمع صمتها المدوّي في العمل.. عن هذه المشاركة سألناها:
مسلسل «ع أمل» لم يكن أولى تجاربك التمثيلية، ولكنه شكل مفترقاً هاماً في مسيرتك العملية..
هذا صحيح، لقد كان تحدياً كبيراً بالنسبة إلي، لإثبات قدراتي وسط زحام كبار النجوم في المسلسل أولاً، وفي الموسم الرمضاني ثانياً.
كيف تم اختيارك لدور «ملاك»؟
هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع شركة «إيغل فيلمز»، فقد عملت معها سابقاً في مسلسل «دكة العبيد»، وقبل البدء بتصوير «ع أمل» قمت بعمل كاستينغ أمام المخرج رامي حنا، وتقرر إسناد دور ملاك إلي، ولا أنكر أني في البداية كنت خائفة من الدور، خصوصاً أن ملامحه لم تكن واضحة بعد، وإن كان واضحاً أنه دور محوري ويثير التساؤلات، إذ كيف ستتعرف ملاك إلى والدتها؟ وماذا ستكون ردّة فعلها عندما تكتشف أن يسار والدتها؟ وبقدر ما كنت خائفة، كنت متحمسة للعمل الرمضاني، فقد كان الأمر عظيماً بالنسبة إلي، وما زاد حماسي وسعادتي وجود صبايا من جيلي، مثل ريان حركة، مابيل طوق، ومارلين نعمان.
احتدمت المنافسة بينكن؟
لم أفكر في لمنافسة وقت التصوير، خصوصاً أننا استمتعنا كثيراً بهذه الأوقات التي كانت تسودها الأجواء العائلية الحميمة.
أحببت دورك في العمل بحدّ ذاته، أم فكرة خوض السباق الرمضاني بعمل ضخم؟
أحببت العمل بحد ذاته القائم على فكرة رائعة للكاتبة ندين جابر، وهذا حافز أساسي.
غاصت فيه بعمق في الواقع، في الوقت الذي يؤخذ فيه على الدراما اللبنانية بعدها عنه؟
هذا صحيح، غاص المسلسل في واقع مجتمعنا والعالم العربي، ولذلك أعتبر أننا وجّهنا رسالة قوية من خلاله.
كنت فتاة محجّبة في المسلسل، في الوقت الذي أخذ على المسلسل أنه يشوّه صورة المسلمين، فهل أخافك هذا الأمر؟
المسلسل لم يقصد تشويه صورة أحد ما، بل عكس صورة البيئة المتخلفة أينما وجدت، ومما لا شك فيه أن ظهوري بالحجاب كان فيه جرأة معيّنة، ولكنه كان بالنسبة إلينا «زياً موحداً» يجب أن نضعه أثناء التصوير من دون أن نؤذي مشاعر أحد، وبصراحة، أنا أحببت نفسي بالحجاب، ولا أعتقد أن مهمة الممثلة الظهور بأجمل صورة دائماً، لأنها تؤدي شخصية معيّنة، ولا تكون هي.
ماذا أثرت فيك «ملاك»؟
أدخلتني في حال صعب أحتاج لبعض الوقت للخروج منه، فأنا إنسانة حرّة بتفكيري، لا أسكت عن الظلم، بينما هي إنسانة كتومة، خاضعة، ورغم الظلم الذي لحق بها لا تزال قادرة على أن تحب من حولها، وهذا بحد ذاته قوّة، في نظري.
في أي شخصية من شخصيات المسلسل ترين نفسك؟
في فرح ويونس، اللذين يجاهران بقناعاتهما، ولو كان المجتمع لا يتقبلها.
ماذا تعلّمت من نجوم العمل؟
أهم ما تعلمته منهم الصبر، لأن ظروف التصوير ليست سهلة على الإطلاق، سواء في الظروف المناخية، أو في التوقيت المختلف الذي لا يعرف الليل من النهار، ومع ذلك فهم لا يبدون تذمراً، إضافة إلى تلوينهم الشخصيات بطرقهم الخاصة، وهذا ما كنت أراه لأول مرة، وقد كان لي الشرف بالتعامل معهم جميعاً.
الدراما اللبنانية بدأت تشهد ازدهاراً ملحوظاً عن السابق، فهل كان هذا حافزاً لك لخوض تجربتها؟
هذا ما جعلني أتردّد، وأحار في اختيار اختصاصي الجامعي (بين علم النفس والسينما)، ولكن تشجيع أهلي لي لاختيار الاختصاص الذي أحبه، وليس الذي يعود علي بمردود مادي أكبر، حسم الموضوع عندي.
نادراً ما نجد الأهل يدفعون أولادهم نحو اختصاص فني أكاديمي..
هذا صحيح، ولكن حرمانهم من تنمية النواحي الفنية، التي وهبهم إيّاها الخالق، ولّد لديهم ردّة فعل عكسية، فشجعوني، وشقيقتي، على تنمية مواهبنا، فقررت دراسة الإخراج السينمائي، أقلّه في محاولة مني لتصحيح الأخطاء التي كنت أنتقدها.
أفضّل الأعمال المحلية التي تشبهنا أكثر، خصوصاً أن لبنان بلد غني بقصصه
هل تحبذين الدراما المقتبسة، وهل يمكن أن نراك في أحد أعمالها مجدداً؟
صحيح أني أفضّل الأعمال المحلية التي تشبهنا أكثر، خصوصاً أن لبنان بلد غني بقصصه، ولكني لن أكذب وأقول إنه يمكن أن أتكبّر على النعمة إذا وردني عرض من هذا النوع، لأنه يؤمّن انتشاراً عربياً واسعاً، إضافة إلى كونه يعزّز تجربة درامية مختلفة يمكن أن نتعلم منها، وهذا ما لمسته من خلال مشاركتي في مسلسل «عروس بيروت».
هل يمكن أن نراك خلف الكاميرا، أم أن للشهرة جاذبية أكبر؟
أنا أحب التمثيل، وليس الشهرة، فهي تخيفني، وأتمنى أن أجد فرصة للعمل في هذا المجال.
كنت تجرؤين على إبداء وجهة نظرك في العمل؟
أنا من الأشخاص الذين يحترمون التراتبية في العمل، خصوصاً إذا كنت واثقة بالأشخاص الذين أعمل معهم، وهذا لا يمنع من إبداء وجهة نظري، ومناقشته إذا لزم الأمر.
ماذا بعد الاستراحة؟
بدء عرض فيلم سينمائي يحكي قصة شقيقتين سوريتين تأتيان إلى لبنان بسبب الأزمة السورية، وفي مخيم للاجئين أتعرف إليهما، والباقي تعرفونه عند مشاهدة الفيلم.
تؤمنين بالسينما اللبنانية؟
أنا مع استمرار المحاولات للوصول بالسينما اللبنانية إلى العالمية، كما حصل مع نادين لبكي التي وصلت إلى الأوسكار العالمي، الأمر ليس سهلاً، ولكنه أيضاً ليس صعباً.