19 مايو 2024

رينيه غوش: سعيدة بعرض مسلسل "لعينيكِ" وأكتب حالياً قصة فيلمين

محررة متعاونة في مكتب بيروت

رينيه غوش: سعيدة بعرض مسلسل

رينيه غوش ممثلة، ومخرجة، وكاتبة، أحبّت التلفزيون والسينما والمسرح، وتألّقت في كل ما تقدمه، حيث صقلت موهبتها بالدراسة والتجارب، شاركت في أعمال ناجحة من أبرزها تلفزيونياً مسلسلات «الثمن»، و«حكايتي» و«أولاد آدم»، و«الكاتب»، وغيرها الكثير، وصولاً إلى مسلسل «لعينيك» الذي انتهت من تصويره، مؤخراً، مضافاً إلى نجاحها وتألقها في فيلم «مورين» الذي حصد جوائز متعددة، وما زال يشارك في مهرجانات السينما، كما أنها تنشغل حالياً في مجال الكتابة لتقديم قصص من الواقع المعيش.

رينيه غوش: سعيدة بعرض مسلسل

ماذا تقولين عن مسلسل «لعينيك» وهو آخر أعمالك؟

هذا المسلسل من روائع المنتج والمؤلف الراحل، مروان حداد، وهو آخر كتاباته قبل وفاته، وهو من إنتاج «سات 7» وتنفيذ الإنتاج لـ«رؤى بروداكشن»، اي طانيوس أبي حاتم، وليليان بستاني التي تولت مهام الإخراج، ونتشارك أدواره أنا، ومايكل كبابة، ومايا داغر، وعمر ميقاتي، ونزيه يوسف، وغيرهم من فريق العمل المتجانس الذي جعل أجواء التصوير غاية في الروعة والإتقان.

لقد عرضت «سات 7» مسلسل «لعينيك» عربياً فهل من نية لعرضه لبنانياً؟

بالتأكيد.. العمل سيرى النور قريباً على الشاشات الأرضية، ومن المرجح أن يكون نصيب العرض على شاشة لبنانية قد تكون «إم تي في»، أو «إل بي سي»، وأنا سعيدة جداً بعرض العمل عربياً، وعبر «سات 7» مصر، وأترقب عرضه لبنانياً.

رينيه غوش: سعيدة بعرض مسلسل

حول ماذا يدور العمل؟

من عنوانه نستشف أنه رومانسي، وفيه قصّة حب، لكنه أيضاً اجتماعي، فيه شخصيات مركّبة، ويحاكي العلاقات الإنسانية، وفيه معارك بين الخير والشر، وأيضاً مفارقات عاطفية، وحقائق تتكشف خلال الأحداث.

وماذا عن دورك؟

أجسّد شخصية فتاة تعاني مرضاً نادراً ووراثياً، حيث إن اختي تعاني المرض نفسه، ولكن المرض لا يوقفني، بل يقوّيني، ومن خلال زيارتي للمشفى بقصد العلاج التقي بالطبيب صاحب المشفى الذي يساعدني كثيراً، ما يدفعني للوقوف بوجه أخي الشرير الذي كان سبباً في وفاة والد الطبيب.

أحببت الشخصية رغم مرضها وذبولها؟

أحببت الدور لأنه مركّب، وتماهيت مع الشخصية، في ضعفها وقوّتها، وفي إرادتها الصلبة، والرسالة التي تحملها، وقد شعرت بأن هذا الدور جاءني في وقت كنت بحاجة فيه لمتنفس كبير حققته باللعب المختلف عن أدواري السابقة، وذبولها كان جزءاً من التحدي.

رينيه غوش: سعيدة بعرض مسلسل

هل كنت تفضلين لو أن العمل لحق السّباق الدرامي الرمضاني؟

ليس بالضرورة أن نتزاحم للحضور الرمضاني، مع أنه أمر محبّب لديّ، لكن الأهم بالنسبة إلي أن يكون الدور متميزاً، واستمتع بأدائه، وبالنظر إلى شفافية العمل وكتابته المشوّقة من قبل الراحل مروان نجار، وإخراجه من قبل ليليان بستاني، فقد كنت على يقين بأنه سينجح، سواء عُرض في رمضان، أم خارجه.

قبل هذا العمل شاركت في «الثمن» فهل تخوفت من المشاركة فيه لكونه معرّباً؟

إطلاقاً، لم أتخوّف، العمل ناجح، وجميل، وكنت مرتاحة في التعامل مع مخرج العمل التركي، وفريقه، مضافاً إلى الممثلين من سوريا ولبنان الذين كانوا على كفّ واحدة للمضي في العمل صوب سكة النجاح، كما أن دوري كمربية، كان متميزاً جداً، حيث إني جسدت المربية الحنونة، اللطيفة، والواقعية، ورفضت أن أقدم الدور بطريقة «لايت»، فقدمت رسالتي حول المربية بصفتها الأم الثانية، أو الأم البديلة للطفل ولرزان الجمال أيضاً، حيث كنت داعمة لها.

وماذا عن الأصداء التي وصلتك؟

صراحة، كانت كلها إيجابية، والتعليقات التي وصلتني حول دوري أسعدتني كثيراً، وتمحورت حول البساطة، والعفوية، والواقعية التي ألعبها.

أنا مع كل ما يقدم من معرّب، ومشترَك، ومتنوّع، لكن بشرط ألا يتم على حساب تغييب المحلي

وكيف ترين المسلسلات المعرّبة في العموم؟

لا شك في أن المسلسلات المعربة أصبحت ظاهرة، وهي جزء من التجارب التي نعيشها، وتعزز الانتشار الفني، لكن بالتأكيد أخاف من سيطرتها على الأعمال المأخوذة من واقعنا، فأنا مع كل ما يقدم من معرّب، ومشترك، ومتنوّع، لكن بشرط ألا يتم على حساب تغييب المحلي، فكل دولة بحاجة إلى تحقيق حضورها من خلال أعمالها الفنية الخاصة بها، والبعض يقول إن قضايا المجتمعات العربية متشابهة، ويمكن معالجتها عبر «خلطة» ممثلين عرب لضمان تسويقها، لكن الحقيقة أن طرق المعالجة تختلف من بيئة إلى أخرى، وبناء عليه، أنا من الدعاة لتعزيز الأعمال المحلية أكثر.

رينيه غوش: سعيدة بعرض مسلسل

رغم تجاربك الكثيرة بالتمثيل في المسرح، والسينما، والتلفزيون، وأنتِ كاتبة ومخرجة أيضاً، فهل ترين أنك لا تأخذين حقك تلفزيونياً كما يجب؟

بالتأكيد لا آخذ حقي كفاية، أطمح إلى لعب أدوار أكثر، ووجود أوسع، ولكن أؤمن بأن كل إنسان يأخذ رزقه في الوقت المناسب، وربما ما يعوّقني هو أني غير «طحيشة»، بمعنى لا أطرق الأبواب، ورغم أنني قريبة ومتصالحة جداً مع كل الوسط الفني، وحاضرة، إلا أنني لا أطلب الأدوار بسبب كبريائي.

ربما السائد حولك أيضاً أنك ابنة المسرح أكثر من الشاشة الأرضية؟

هذا الأمر صحيح، صنّاع الدراما لديهم هذا الانطباع حولي، لأنني ابنة مسرح بامتياز، وكذلك ابنة السينما، خاصة بعد الدور الصعب الذي لعبته في فيلم «مورين»، حيث جسدت دور فتاة متخلفة عقلياً، تواجه صعوبات اجتماعية كثيرة، وتتعرض لمواقف بشعة استطعت لعبها بحرفية عالية، تحت إدارة المخرج طوني فرج الله، وقد حققنا جوائز متعددة أفرحتني، وغيّرت المعادلة الانتقائية بالنسبة إلي.

وكيف تنظرين إلى عرض الأعمال الفنية عبر المنصات الإلكترونية؟

المنصات سيف ذو حدين، فهي من جهة ساهمت في زيادة الإنتاج، وإتاحة فرص العمل، وفرض التنافس، حيث إن أغلبية الأعمال جيدة جداً، وتنتشر عربياً، وتسهم في شهرة الفنانين، لكن في المقابل المنصات غيبت الإنتاج اللبناني والمحلي، وأنا غيورة عليه، وأتطلع إلى الفن باعتباره واجهة البلد، ففي الإمارات، والسعودية، ومصر، والعراق، والكويت، وسوريا بالذات، بقي الفن مدعوماً من قبل الدولة وصنّاع الدراما، أما في لبنان فقد ضاعت سكة الورشة الفنية اللبنانية، وتم تغييب الدراما التي تعالج قصصنا.

لكن ألا ترين أن الدراما عموماً، صارت أكثر واقعية من ذي قبل، ونزلت من برجها العاجي إلى أرض الواقع؟

ما تعرضه الشاشات العربية عموماً، بات أكثر واقعية من ذي قبل، لكنه لم يصل إلى مرحلة تلامس الحقيقة تماماً، الدراما في الأساس هدفها البناء، ولو كان المسلسل خفيفاً أو دسماً، لا بدّ أن يحمل رسالة بنّاءة، ولكن برغم أن لدينا كتّاباً مبدعين إلا أن أهدافهم لا تنصب على بناء المجتمع وتغييره نحو الأفضل، أو ربما هم ينفذون ما يطلب منهم لغاية التسويق.

رينيه غوش: سعيدة بعرض مسلسل

خلال مشوارك الفني ما هو أكثر عمل أحببته، وعلى ماذا ندمت؟

أحببت كل ما قدمته، بخاصة في البدايات أيام شاشة تلفزيون لبنان، ومع نصوص منى طايع، ومسلسل «شباب وبنات» الذي كان أول عمل لي، وتضمن قصصاً وموضوعات دسمة وجميلة، وحظي بأعجاب الناس، كذلك أحببت «لعينيك»، و«أولاد آدم»، و«حكايتي»، أمّا بالنسبة إلى الندم فلم أشعر به تجاه عمل قدمته، لكن «تحسّست» من التقصير بحقي المادي من جهات معينة، لكن الإنسان يتعلم حتى من البشاعة، ويتغيّر نحو الأفضل.

من بين الذين تعاملت معهم، من أحببت تكرار التجربة معهم؟

أحبّ تكرار التعاون مع الكاتبة والممثلة فيفيان انطونيوس، وهي صديقتي، وكذلك الحال مع المخرجة ليليان بستاني، والمخرج جورج روكز، والمبدع طوني فرج الله، ومن بين الممثلين أحببت العمل مع رزان الجمال، لأنها على المستوى الشخصي شفافة، وحساسة جداً، وأيضاً باسل خياط، والتقينا في «الثمن»، وقبله في «الكاتب» للمبدعة ريم حنا، وأيضاً المخرج رامي حنا الذي يحمل الممثلين وشخصياتهم معه، وأيضاً الممثل نزيه يوسف، وهو أخي الشرير في مسلسل «لعينيك»، وأحب ندى بو فرحات، وغبريال يمين، وتقلا شمعون، وقد تشاركت معها فيلم «مورين»، وتطلب العمل تحدّيات كثيرة، وكنا على قدر التحدّي ونجحنا.

أخيراً، ماذا يشغلك حالياً؟

حالياً تشغلني الكتابة، وورش التدريب التي أقوم بها، واكتب فيلم عنوانه «الست سيدة»، وهو اجتماعي بطلته سيدة صلبة، وقوية، وطيبة القلب، في ذات الوقت، واحكي من خلالها أحداثاً اجتماعية وواقعية، وسيتم إنتاجه فور الانتهاء من كتابته، كما اكتب قصة فيلم «بورة تيان»، وهي بؤرة حقيقية موجودة في منطقة مار مخايل الجميزة في بيروت، وقد قضيت طفولتي في تلك المنطقة، وأحداث العمل تدور في بناء يشغله سكان من جنسيات مختلفة، من مصر، وسوريا، ولبنان، وهذه «الخلطة» واقعية، وغير مفتعلة، وسأجسد قصصهم وفق ذكريات أملكها، وأحكيها للناس.