4 يونيو 2024

ساشا دحدوح: لم يعد الإعلام مكاني والتمثيل بالنسبة إلي علاج

محررة متعاونة

محررة متعاونة

ساشا دحدوح: لم يعد الإعلام مكاني والتمثيل بالنسبة إلي علاج

في أولى تجاربها التمثيلية في الأعمال التركية المعرّبة، أطلت الممثلة ساشا دحدوح بدور جديد يحظى بإعجاب الجمهور والنقاد، على حد سواء، في مسلسل «لعبة حب»، بعد تميّزها العام الماضي بدور «قمر» في مسلسل «النار بالنار» الذي فازت عنه بجائزة أفضل ممثلة بدور مساند.. وتؤكد صعوبة التجربة الجديدة، وتشير إلى أنها راضية عنها، كما توضح في حوارنا معها أن التمثيل حرّرها، وهي تفضله اليوم على الإعلام وتركّز عليه، ومعقبة بأنه لا يمكن للإنسان أن يحقق نفسه في مشاريع عدة، في وقت واحد:

ساشا دحدوح: لم يعد الإعلام مكاني والتمثيل بالنسبة إلي علاج

هل أحببت تجربة المشاركة في عمل تركي معرّب؟

جداً، وقد مرّت بسلاسة، خصوصاً أنها كانت المرة الأولى التي أشارك فيها في مسلسل تركي معرّب من 90 حلقة، يستغرق تصويره 8 أو 9 أشهر، ويقدم فيه الممثل الشخصية نفسها، وهذا تحدّ كبير للممثل، وألفت الزملاء الممثلين الذين لم يخوضوا تجربة الدراما التركية المعربة أنها ليست تجربة سهلة ومجرد تسلية وإمضاء وقت جميل في إسطنبول، بل ترافقها الكثير من الصعوبات على الصعيدين، الشخصي والمهني، لأن على الممثل أن يقدم الشخصيّة نفسها خلال 90 حلقة، من دون أن يشعر بالملل أو كأنه يتسلى، أو يردّد درساً، وأنه فقد المتعة. أنا أهنئ نفسي كثيراً على تعبي، وجهدي، كما كل الممثلين وقناة «إم بي سي» و«O3 Media» والمخرج، لأننا بذلنا جهداً كبيراً لكي لا نملّ من الشخصيّات، وأن نخلق نوعاً من الإثارة للحلقات المقبلة. مسلسل «لعبة حب» ليس نسخة مطابقة للنسخة التركية «حب للإيجار»، بل إن الأحداث فيه سوف تكون مغايرة لها، إلى حدّ ما.

الساحة اللبنانية تحتاج إلى نجمات صف أول، والبعض توقع أن تكوني بطلة مسلسل «لعبة حب».. ألم تصلك عروض على مستوى البطولة الأولى مع أنك تمتلكين كل المقومات على مستوى الشكل والمضمون والأداء؟

قبل أن أذهب إلى تركيا، عُرض عليّ عمل من بطولتي للموسم الرمضاني الفائت، ولكن الممثل لا يمكنه أن يربح كل شيء، فاعتذرت عنه، لأنني كنت قد أعلنت موافقتي على مسلسل «لعبة حب»، وأنا أؤمن بأن كل شيء في الحياة مقدّر، ولذلك لم أزعل، ولم أشعر بالندم، بل أشتغل على نفسي كثيراً، والممثل الذي يطوّر نفسه لا يجلس وينتظر الفرصة لكي تأتي إليه، ولابد أن يصل إلى مبتغاه. ودور «قمر» في مسلسل «النار بالنار» كان أول عمل عرفّ الناس بي، وجعلهم يتعاملون معي بجدية، كما أنه أول دور أحصد عنه جائزة أفضل ممثلة بدور مساعد، وهذا الأمر يعني لي الكثير، والجائزة كانت مستحقة، والجهد الذي أبذله لا يتوقف عليّ وحدي، بل هو تضافر جهود فريق عمل متكامل يقف ورائي، ويؤمن بي، ويعرف مكنوّناتي وقدراتي.. أنا راضية بكل ما يكتبه الله لي.

ساشا دحدوح: لم يعد الإعلام مكاني والتمثيل بالنسبة إلي علاج

أيهما أفضل بالنسبة إلى الممثل.. التواجد في عمل يعرض خلال الموسم الرمضاني أم في عمل تركي معرّب؟

هناك أعمال كثيرة عرضت خارج السباق الرمضاني مؤلفة من 8 حلقات، أو 15 أو 20 حلقة، وحققت النجاح، ولا توجد قاعدة معينة تقول إن النجاح هو من نصيب العمل الذي يعرض داخل السباق الرمضاني. العمل الجيد يفرض نفسه، سواء داخل سباق الرمضاني، أو خارجه.. كلتا التجربتين ناجحة، مع أنني لم أشاهد كل الأعمال التي عرضت في الموسم الرمضاني الدرامي الفائت، بسبب انشغالي بتصوير مسلسل «لعبة حب»، ولكن من خلال الـ«سوشيال ميديا» لمست أصداء نجاح مسلسل «تاج» ومسلسل «ع أمل».

ساشا دحدوح: لم يعد الإعلام مكاني والتمثيل بالنسبة إلي علاج

هل تخلّيت عن الإعلام؟

أنا أشعر بأنه لم يعد هو مكاني.. وقد عرض عليّ قبل فترة وجيزة تقديم عمل تلفزيوني، ولكنني اعتذرت، لأن تركيزي أصبح في التمثيل. أنا لم أتخلّ عن التقديم، ولكن لا أعرف ماذا يمكن أن يستجد لاحقاً، وربما يأتيني عرض فكرة جميلة لتقديم برنامج موسمي، ولكنني حالياً أجد نفسي في التمثيل، وأنا أركّز عليه، ولا يمكن للإنسان أن يحقق نفسه في مشاريع عدة، في وقت واحد.

في التمثيل أنا أخرج من ذاتي في رحلة أكتشف من خلالها إلى أين أستطيع الوصول

وما الذي حققته في التمثيل ولم تحققيه من خلال التقديم؟

في التقديم كنت أطل دائماً بشخصيتي الحقيقية، ولم أتعمد دور المذيعة التي يفترض أن تكون مركّبة دائماً، والتي لا تشبهني أبداً، وما ساعدني على ذلك، هو أنني كنت أقدّم برامج صباحية، وكنت أطلّ على المشاهدين كما أنا في حياتي العادية، وبالطريقة نفسها التي أحتسي فيها قهوتي الصباحية، وبالأسلوب نفسه الذي أتحدث فيه مع أصدقائي، وأعبّر عن همومي، وفرحي عندما أكون سعيدة أو حزينة، وأسمع الموسيقى في الاستوديو.

أما التمثيل فهو حرّرني، ومن خلاله اكتشف شخصيات جديدة وأتبنّاها، حتى لو كانت بعيدة عن شخصيتي، ومن المستحيل، إلا أن أعطيها من روحي، ونفسي، وإحساسي، وأجبلها مع ذاتي حتى تصبح حقيقية، كما أنه «فشّة خلق»، وعلاج بالنسبة إلي، وأرمي فيه كل طاقتي، وعُقدي النفسية، وسلبيّاتي، وإيجابيّاتي، ومواقفي في الحياة، حتى في كل مشهد، وأشعر بأنني فيه أفرغ الكثير من إحساسي، وروحي، ونفسي، ولكن الشخصية التي ألعبها لا تكون أنا، مع أنني أحوّلها إلى لحم ودم.. في التمثيل أنا أخرج من ذاتي في رحلة أكتشف من خلالها إلى أين أستطيع الوصول في اللعبة، والجنون.

ساشا دحدوح: لم يعد الإعلام مكاني والتمثيل بالنسبة إلي علاج

هل توافقين على الرأي الذي يرى أن هناك محاولات لإبعاد للممثل اللبناني عن الأعمال المشتركة، سواء العربية أو الأعمال التركية المعرّبة؟

أنا لا ألمس هذا الأمر، وفي مسلسل «لعبة حب» يشارك إلى جانبي الممثل جو طراد، والممثلة التي تلعب دور مساعدتي فيه، وحتى مسلسل «ع أمل» ضم عدداً كبيراً من الممثلين اللبنانيين، كما يتم حالياً التحضير لعمل تركي معرّب بعنوان «امرأة»، من بطولة نيقولا معوض، ومرام علي.

ما هي مشاريعك الجديدة؟

بعد انتهاء السباق الرمضاني يعيش صناع الدراما فترة من الراحة، وحالياً يتم تحضير نصوص الأعمال المقبلة، ولكن لم يتم اختيار الممثلين الذين يشاركون فيها، وهناك أكثر من مشروع عرض عليّ ولكن لا يوجد شيء مؤكد عن تواجدي في عمل معيّن، أو عن تواجدي في رمضان، أو خارجه.

 

مقالات ذات صلة