شيماء سليمان، ممثلة ومغنية كويتية، صقلت الموهبة بالدراسة، واعتلت خشبة المسرح الغنائي، كما وقفت أمام الكاميرا، وصادقتها، وتقول إنها شغوفة بالفن، وتريد تحقيق المزيد من الشهرة والانتشار في الطريق الذي اختارته لنفسها..
التقتها زميلتنا هناء توبي وكان لنا معها هذا الحوار الشيق الذي نسلط فيه الضوء على أعمالها الفنية الموزعة بين التمثيل والغناء وتفاصيل عن حياتها ومشاريعها الجديدة:
بدأنا مع المتألقة شيماء من آخر أعمالها الفنية «منت رايق» الذي حقق نجاحاً كبيراً، لنعرف منها ماذا يعني لها المشاركة في هذا العمل، فأجابت « مشاركتي في مسلسل «منت رايق»، الذي عرض في رمضان، أسعدتني، وقد نجح بامتياز، وشكّلت فيه ثنائياً ناجحاً مع الفنان عبد العزيز النصار، وتعكس مشاركة العديد من الفنانين الشباب لي أهمية روح التعاون لخدمة العمل، فقد عملنا جميعاً بروح واحدة، وكانت كواليس التصوير رائعة، وقد تم تصويره تحت إدارة المخرجة الكبيرة نهلة الفهد، وهو من إنتاج يوسف الغيث، وكتابة منى النوفل».
وكشفت شيماء بعض التفاصيل عن عملها الجديد الذي باشرت بتصويره، قائلة «انتهيت من تصوير عمل جديد يحمل عنوان «فرعون موسى»، وهذا العمل يحمل طابعاً مختلفاً عن الأعمال التي قدمتها سابقاً، فهو يحمل طابع الغموض، والرعب، والدراما. يشاركني في هذا العمل الفنان عبدالله التركماني، والفنان عبدالله بهمن، والفنانة روان الطويرقي، من السعودية، وغيرهم».
وبينت أن الدور الذي تجسده في هذا العمل غير عادي «دوري من الأدوار المركّبة، والمتعبة، التي مرت بحالات مختلفة خلال حقب زمنية يطالعها العمل، وكل حقبة لها تأثير خاص في سياق أحداث العمل المشوّق، وتأثير خاص في الشخصية التي ألعبها، وتجسيدها للحب والانتقام».
شاهدنا شيماء سليمان خلال مشوارها الفني في أدوار متنوعة، فيا ترى كيف تختار أدوارها في العادة؟ أوضحت «اختار أدواراً تكون مختلفة عن التي قدمتها في أعمال سابقة، أبحث عن الجديد المختلف، وأتطلع إلى خط سير الشخصية التي يجب أن تكون مؤثرة في سياق القصة، وأحداثها المفصلية».
وفي هذا السياق، تؤكد شيماء سليمان أنها لا تخاف من المحظورات في الدراما التلفزيونية وفي المنصّات، ولا ترفض عملاً، لأن الأعمال التي تختارها وما يعرض عليها يتناسب مع رسالتها «في ما خص المحظورات، أحمد الله أنه لم يعرض عليّ يوماً أيّ دور يطال المحظورات، بحكم أن أغلب المخرجين عارفين ما الذي أقبل به، وما الذي ارفضه، فأنا اختار أدواري بعناية شديدة، وأحب أن تحمل رسالة رقيّ وترفّع».
بعض الفنانين يشعرون بالرهبة أمام الكاميرا رغم سنوات العمل في المجال الفني، إلا أن شيماء عقدت صداقة مع هذه الكاميرا ، كما قالت «الحمد لله، تربطني صداقة مع الكاميرا، أنا صديقة جداً معها، ولا أخافها، وأحب التعامل معها».
غبت عن الغناء بسبب انشغالي بأعمال مسرحية، ودرامية، وانشغلت أيضاً بدراسة تخصص بعيد كل البعد عن الفن
من المعروف عن شيماء سليمان أيضاً أنها مغنية وليست فقط ممثلة، وأردنا في حوارنا معها أن نعرف أين تجد نفسها أكثر، ولماذا غابت عن الغناء لفترة امتدت إلى سنة ونصف ، وكيف تصف عودتها، فقالت «أجد نفسي في المجالين، أكيد، لكن الأمتع بالنسبة إلي هو الغناء، ولا شك في أن الموسيقى والغناء هما عشقي منذ الطفولة. غبت عن الغناء بسبب انشغالي بأعمال مسرحية، ودرامية، وانشغلت أيضاً بدراسة تخصص بعيد كل البعد عن الفن، ومن الجيد أن عودتي جاءت وفق المخطط لها، والمدروس بعناية لأجلي».
من مسلسل «منت رايق»
من الملاحظ من خلال ما أطلقته مؤخراً «بل هذا الحب»، و«ما نسيتك»، انها اختارت التعامل مع أسماء لامعة وكبيرة، وتعترف شيماء بأن التعامل مع الكبار يضمن النجاح في عالم المنافسة القوية «صحيح، التعامل مع الكبار يحقق جزءاً كبيراً من النجاح الفني، ومن المهم جداً بالنسبة إلي أن أتعاون مع أسماء ذات وزن لأقدم أعمالاً مغايرة للمألوف، وقد حرصت على التعامل مع أسماء لامعة في الخليج، والوطن العربي، لنقدم معاً ما تعشقه الأذن، وتكامل الكلام مع اللحن، والصوت، وكل تفاصيل الأغنية.. أغنيتي «بل هذا الحب» من ألحان سفير الألحان الفنان فايز السعيد، وكلمات خالد الغامدي، وتوزيع الفنان حسام كامل، أما أغنيتي «ما نسيتك»، فهي من ألحان المبدع أدهم، وتوزيع نور هاشم، وكلمات مشرف العتابي، وسعيدة بكل الذين أتعامل معهم لتقديم الأفضل».
ولدت شيماء في عائلة فنية، لذلك ترى أنها فنانة بالفطرة والموهبة، ولكن مع الحرص على دعمهما أيضاً بالدراسة والخبرة «للأمانة الفن كان موهبة وفطرة لديّ، لكن أنا طورت من قدراتي الفنية، الموسيقية والغنائية، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في الغناء الأوبرالي، من المعهد العالي للفنون الموسيقية، وأظلّ اشتغل على نفسي لكي أتعلّم، وأزيد من خبرتي الفنية».
كما حدثتنا عن رأيها بمشوارها الفني بين البدايات واليوم، وفيما إذا وصلت إلى الشهرة التي يريدها الفنان أم تحلم بالمزيد «الحمد لله أنني منذ بداياتي كانت خطواتي مصاحبة للنجاح، بفضل رب العالمين، وبفضل دعم الأهل، والأصدقاء، سواء في الغناء، أو التمثيل، وبالنسبة إلي أطمح إلى المزيد من النجاح والشهرة، وهذا الطموح أكيد، لأن الغناء والتمثيل شكّلا طريقي الذي اخترته، وشغوفة به».
أنا في صدد تحضير عمل غنائي بمصاحبة زوجي الفنان جاسم محمد، فقد كانت لي أعمال ناجحة معه في الدويتوهات
واتجهنا نحو مسار آخر في حوارنا مع شيماء سليمان ، حيث استطلعنا رأيها حول عدد من القضايا الفنية، وبدأنا بالسؤال عن أحب المخرجين إليها ممن تعاملت معهم في الدراما والكليبات «من ناحية الدراما الأحب لديّ أكيد الأستاذ المخرج الكبير محمد دحام، فمنذ بدايتي وقفت قبالة كاميرته، وهو يعتبر مدرسة بالدراما، كما أحب العمل مع المبدعة الأستاذة نهلة الفهد، فهي تذكّرني بالعمل مع الأستاذ محمد دحام، ولديها نفس الدقة في النظر إلى التفاصيل، وقد تعاملت معها في الدراما، والكليبات، والعمل معها متعة لا استطيع وصفها».
أما عن رأيها في خوض تجربة الغناء الثنائي، خاصة بعد انتشار الدويتّو الغنائي، أم أنها تفضل الغناء منفردة، أجابت «الدويتّو فكرة ناجحة جداً، وأنا في صدد تحضير عمل غنائي بمصاحبة زوجي الفنان جاسم محمد، فقد كانت لي أعمال ناجحة معه في الدويتوهات، ونحضّر لعمل جديد، ومختلف».
شيماء سليمان ناشطة عبر الـ«سوشيال ميديا» ولديها جمهور متابع، فكيف تنظر اليوم إلى مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل تشارك رواد مواقع التواصل تفاصيل حياتها أم تعتمد الحذر، ولماذا؟.. ردت بالقول وبصراحة «السوشيال ميديا عالم متجدد، ويحتاج إلى مواكبة وأحاول أن أكون فعّالة، ونشيطة بعض الشي، وكنت أحرص على مشاركة يومياتي مع رواد المواقع، لكن أخيراً أصبحت حذرة أكثر».
وأخيراً، كشفت لنا شيماء عن مشاريع قادمة تنوي الاختيار من بينها وانتقاء الأفضل الذي يناسبها «حالياً في مرحلة الاستماع إلى مجموعة من الأعمال لشعراء وملحنين، وبالتأكيد سوف اختار الأفضل، أما بالنسبة إلى النصوص الدرامية فقد قرأت بعض النصوص ولم أجد نفسي فيها، لأنني أبحث عن الجديد، وأنتظره، فأنا اهتم بالنوعية، وليس بالكمية».