21 يوليو 2024

جو أشقر: أغنيتي "بيروت.. شتقتّلا" مبادرة ومحاولة لنقل الصورة الجميلة عن لبنان

متعاونة من مكتب بيروت

جو أشقر: أغنيتي

أطلق الفنّان اللبنانيّ جو أشقر أغنيته الجديدة «بيروت.. شتقتّلا»، المهداة لستّ الدنيا بيروت، برعاية وزارة السياحة اللبنانيّة، وقد أراد أشقر من خلال حفل إطلاق الأغنية أن يروّج لانطلاق موسم الصيف السياحيّ في لبنان من خلال أغنية بسيطة في كلماتها ولحنها، ومن خلال استعادة أجواء «النوستالجيا» والحنين إلى أيّام بيروت الجميلة.

وكان أشقر قد صوّر الأغنية على طريقة الفيديو كليب، تحت إدارة المخرج اللبنانيّ جيمي بو عيد، بعدما اختار للتصوير فكرة مميّزة نفّذها في أحد شوارع العاصمة، ناقلاً نبضها الشعبيّ من خلال مشاركته الغناء مع مجموعة من الشبّان، لينتقلوا جميعاً في نهاية الكليب للتجمّع في وسط بيروت التجاريّ ضمن أجواء مميّزة من الحماسة والحيويّة..

بعد الحفل التقينا الفنان جو أشقر وسألناه:

جو أشقر: أغنيتي

هل قصدت أن تكون هذه الأغنية مهداة إلى بيروت، أم أن الموضوع جاء صدفة؟ وما هو الحنين الذي تحدّثت عنه وأنت تعيش في بيروت؟

هل هناك من شيء جميل لم نفتقده؟ ما نعيشه في بيروت هو رواسب الأشياء الجميلة التي كنّا نعيشها ولكن طينتها الأساسيّة ليست موجودة، نحن نوهم أنفسنا أنّنا نعيش بسلام وسعادة بأقل الإمكانات المتاحة، لذلك كان لا بُدّ لنا كأفراد أن نتحرّك وأن نُطلق الصرخة، لأن الجهود الرسميّة غائبة.

فكان لا بدّ من تحريك المبادرات الفردية التي يُمكنها أن توصّل الصوت، فكانت هذه الأغنيّة واحدة من هذه المبادرات، ونتمنّى أن تُصيب العدوى الدولة لتتحرّك، وعلى أمل أن نصل لهذه المرحلة نحاول نقل الصورة الجميلة عن لبنان كلاً من منبره.

تحاولون نشر ثقافة الفرح في ظلّ أوضاع صعبة، فما هي الصعوبات التي تواجهونها؟

قد يقول البعض: إن الشعب اللبناني مجنون، لأنه يعيش تناقضات واضحة بين العسر واليُسر، بين الفرح والألم، بين الحياة والموت، التفاؤل والتشاؤم، ما يؤكّد بأنّنا شعب جبّار بكل ما في الكلمة من معنى.

الأغنية من نوع السهل الممتنع، في كلماتها ولحنها وتصويرها

الشاعر الذي كتب الأغنية شاعر «خطير»!! لأنه استطاع أن يوصّل رسالة هامّة من خلال كلمتين أساسيّتين كانتا عنوانها، في وقت كان قادراً على رسم صور شعريّة مختلفة، ولكنه تعمّد أن ترتكز الأغنيّة على كلمتين متداولتين يوميّاً؛ لتصل إلى الكبير والصغير، المثقّف والأمّي، لذلك اخترت التعامل معه فيها لأني كنت واثقاً أنه سيُصيب هدفي.

وجد البعض أن الاحتفال بإطلاق الأغنية كان مُبالغاً فيه؟

الفكرة لم تنحصر بإطلاق الأغنية، بل كان الهدف القول إننا لا نزال هنا، وإننا نحبّ الفرح ونعيشه، وإن الطائرات لا تطير باتجاه المغادرة فقط، فنحن بحاجة لعودة المغتربين والسيّاح العرب والأجانب.

جو أشقر: أغنيتي

كثير من الفنانين يئسوا وباتوا يلحقون رزقهم في الخارج، وأنت ممن يصرّون على البقاء؟

أنا أحييت كثيراً من الحفلات في الخارج، ولكن لبنان أولويّة بالنسبة لي، وكان بإمكاني أن أُطلق أكثر من أغنية أستثمرها في حفلات الصيف، ولكنّي أشعر بمسؤوليّة تجاه بلدي، لذلك حاولت أن تكون أغنيتي عنصر جذب للسيّاح والمغتربين.

هل لا يزال للأغنية مكان في السوق بعيداً عن الحفلات والمهرجانات؟

اللعبة اليوم اختلفت وأصبحت في مكان آخر، اليوم مواقع التواصل هي الغاية والهدف، والشباب الصاعد هم من يأخذون العالم إلى هذا الملعب، كل ما تربينا عليه في طريقه إلى الانقراض، وكل جيل يأتي يفرض الترند الخاص به، ونحن نحاول أن نمسك العصا من الوسط، بين المدرسة القديمة والمدرسة الحديثة.

كل رهاناتي كانت في لبنان الذي انطلقت منه، وأردت أن أردَّ جميله.

وهل الموضوع مربح إنتاجيّاً؟

أنا مُصاب بداء الوطن، لذلك لا أُفكّر في الناحية الماديّة، حين يكون الأمر متعلّقاً بعمل وطني، فأغنيتي تحمل رسالة هادفة وهي أغنية وطنيّة، لذلك فإن المردود المادي هو آخر شيء أُفكّر فيه في هذه الحال، بل أكثر أنا مستعدّ للخسارة.

المهم أن أبقى هنا، وأكبر دليل على ذلك أن كل رهاناتي كانت في لبنان، الذي انطلقتُ منه، وأردت أن أردَّ جميله، ولو كانت في الخارج كنت بالتأكيد سأكون في مكان آخر، ولكني مع ذلك سعيد جداً.

جو أشقر: أغنيتي

ربما يكون تفكيرك ناتجاً عن اكتفاء ماديّ سببه استثماراتك التجاريّة؟

معظم الاستثمارات في لبنان أصبحت غير مربحة في الآونة الأخيرة في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الخانقة؛ لذلك فإن معظم الصامدين في هذا القطاع هم عشّاق البلد وأنا واحد منهم.

ماذا بعد «بيروت.. شتقتلا»؟

أعمال كثيرة، أولها أغنية بعنوان «إغراء»، وهي أغنية إيقاعيّة صيفيّة خفيفة ومهضومة.

جو أشقر: أغنيتي

هل يمكن أن تجمع ما تغنّي في ألبوم؟

لن أتوانى عن إطلاق ألبوم إذا سمحت الظروف، مللنا الانتظار وعلينا أن ندير عجلة العمل.

طغت الدراما اليوم على الأعمال الغنائيّة، ألا تُفكّر بخوض المجال؟

أنا أُمثّل في أغنياتي المصوّرة ولا أبتغي أكثر من ذلك.