نجحت الفنانة بانه البحرينية، ذات الأصول الفلسطينية، في حجز مكانة فنية مميّزة لنفسها، حيث إنها مؤلفة موسيقيّة وكاتبة أغانٍ ومغنيّة بالعربي والأجنبي، كما أنها تعمل على إطلاق أغنيات منفردة لها بطريقة عصرية، وتقدّم ضمن فرقة جازيات وإلكترونيات الأغنيات القديمة بأسلوب متجدّد، مضافاً إلى ذلك أنها مقدّمة برامج إذاعيّة..
وبعد انقطاع عام عن إطلاق أغنياتها الخاصة، لانشغالها بالحفلات حول العالم والمهرجانات في لندن والسعوديّة، تعود بانه اليوم بقوة إلى الساحة الفنية من خلال أغنيتها الجديدة «قلبي ما ينام»، وهي من كلمات راؤول وألحانها وغنائها، وإخراج رامي نبها:
تعودين اليوم من خلال «قلبي ما ينام»، هل تحكين من خلالها تجربة خاصة؟
لا شك أن هذه الأغنية تشبهني كثيراً ولكنها لا تعبّر عن تجربة أمر بها، أما كوني كنت غائبة عن إطلاق أغنيّاتي الخاصة فقد كان لانشغالي بالحفلات التي أقمتها ضمن فرقة جازيات وإلكترونيات، حيث كان لنا جولة في لندن وأوروبا والشرق الأوسط..
فقد اشتقت لإطلاق أغنيّاتي الخاصة، واخترت العودة من خلال «قلبي ما ينام» التي دمجت فيها اللهجة البدوية البيضاء مع البوب ميوزك، وجدّدت من خلالها انطلاقتي بطريقة مغايرة لما قدمته سابقاً.
مع من تعاملت في أغنيتّك الجديدة؟
هذه الأغنية من كلمات راؤول وألحاني ورؤيتي الموسيقيّة وتوزيع «إم دي جبر»، وقد كتبت موسيقاها خلال دقائق لأنها لامستني بعمق، أفتخر بها لأنها تجربة مميّزة لي ولفريق العمل الذي يؤمن بهذا النوع من الأعمال، والفيديو كليب الخاص بها تحت إدارة المخرج رامي نبها.
تمّ تصويره في منطقة فاريا اللبنانيّة بطريقة عصريّة ومشاهده جميلة و«لوك» جديد لي، لذا حصدت النجاح بسرعة وأصداؤها تفرحني، وأعمالي المقبلة سوف تكون ضمن هذا الأسلوب المميّز.
هل تعتبرينها أغنية مبهجة وصيفيّة إن صح التعبير؟
أؤمن أن هناك أغنيات صيفيّة وأخرى شتويّة، وللصراحة كنت أنوي إطلاق «قلبي ما ينام» في الشتاء لأنها عميقة وتخاطب المشاعر الإنسانيّة، لكن شعرت أنها مناسبة لكل الفصول وقرّرت إطلاقها في هذا التوقيت الصيفي؛ لأنها توحي بالأمل والتفاؤل، ونحن في هذا الوقت بحاجة للمسة أمل وتجدّد، سأطلق قريباً أغنيتين مبهجتين جداً و«سوبر صيف».
شاركتِ في عدة مهرجانات كان آخرها في السعوديّة ولندن، فكيف كان اللقاء بالجمهور؟
اللقاء بالجمهور مهمّ جداً بالنسبة لي، وازدادت أهميتّه في المهرجانات لأنه كان شديد الحفاوة، وقدّمت جازيات وإلكترونيّات ضمن فرق عمل متنوعّة، ومفهوم جازيات الذي نقدمه يعتمد على اختيارنا لأغنيّات قديمة لعمالقة الفن العربي وبخاصة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ؛ لنقدّمها اعتماداً على الجاز.
وقد اشتغلت مع فريق موسيقى أجنبي يستمع للشرقي ويقدّمه بطريقة مبتكرة، وفي إلكترونيّات نستلهم أيضاً من القديم ونمزجه مع الموسيقى الإلكترونيّة ويتفاعل معنا الناس بطريقة فريدة من نوعها وجمهورنا كثيف جداً..
وأنا شغوفة ومولعة بالأغنيات القديمة ورسالتي أن أحييها، يسعدني كثيراً أني أنجح بأدائها، حتى إنني عندما قدّمتها ضمن جازيات في مهرجان لندن للجاز ونجحت شعرت بالفخر خاصة أنني أول فلسطينيّة تكون جزءاً من هذا المهرجان الضخم.
أنا متحمّسة لكل مشروع جديد يضيف إلى تجربتي الفنية ويزيدها عمقاً.
هل تنوين متابعة المشوار في جازيات وإلكترونيات أم ستنصرفين أكثر لأغنياتك الخاصة؟
أنا فنانة شاملة ومتنقّلة أعمل لوحدي وأعمل ضمن فرق موسيقيّة محترفة وضمن جازيات وإلكترونيات، ونحن مستمرون في إلكترونيات وجازيات ولدينا جولة شرق أوسطية، كما نحضّر لمشروع عرض فني ضخم يدمج بين الموسيقى المعاصرة والإلكترونية والطرب، وسيكون مدروساً جداً ومختلفاً عن السائد وفيه مفهوم موسيقي جديد..
كما أنني متحمّسة جداً لإطلاق أغنياتي الخاصة وأحضر لجملة من المشاريع وأعمل تحت إدارة «آرت فاكتوري» الرائدة لباسم عساف.. أنا متحمّسة لكل مشروع جديد يضيف إلى تجربتي الفنيّة ويزيدها عمقاً.
مشوارك الفني عمره 4 سنوات حقّقت خلاله النجاح، فهل تحقّق حلمك؟
خلال أربع سنوات وصلت إلى ما أحبّ، وأنا أقول إنني محظوظة جداً في اختياري للفن وتحديد هويتي، فقد كنت أعمل في مجال المصارف كما كان لدي شركة خاصة ناجحة، لكن تركت كل شيء واتجهت صوب حلمي، أنا سعيدة في هذا الطريق، ولدي طموح بأن أكبر أكثر، ولكن الأهم أن أظل أقدم ما أحبّه.
كونك شابة وتقدمين أغنيّات عصريّة، هل جمهورك من الجيل الجديد فقط؟
تصعب الإجابة على هذا السؤال لأن جمهوري يختلف حسب ما أقدمه، في جازيات يقصدني الجيل الجديد الذي يحب هذا النوع من الموسيقى، وفي إلكترونيات جمهوري أكبر سناً، وأكثر تنوّعاً، وفي أغنياتي الخاصة ولأن الأذن تعشق كل جميل، فالذين يقصدونني هم الذين يحبّون أعمالي وأسلوبي الدامج بين الشرق والغرب..
وللصراحة أقول إنني تعرّضت للنقد؛ كوني شموليّة وأحبّ التنويع، حيث اعتبر البعض أنه عليّ التركيز على خط واحد ولكن أنا قدّمت ما أحبّه، وأؤمن أنه من حق الفنان القادر على التنويع ألا يخاف ولا يتردّد فمن حقه عيش تجربته، وهو من يحصد النجاح أو الفشل.
بين الكتابة والتلحين والغناء وتقديم البرامج الإذاعيّة أيضاً.. أين تجدين نفسك أكثر؟
أحب الغناء وأقول أنا امرأة أفضل حين أغني، ومن خلال الصوت أقدم أفضل ما لدي وأطلق طاقتي الإيجابيّة، كما أنّني مسحورة بفعل الكتابة، وأسيرة اللحن الجميل، وأجد نفسي في كل ما أقدّمه والأغنيّة الناجحة برأيّي هي خلطة متكاملة.
ضمن معادلة: أن يكون لديك جمهور كبير وبخاصة عبر الـ«سوشيال ميديا»، أو تقديم ما تحبينه، أين ترين نفسك؟
هي معادلة صعبة وشائكة، في بدايتي كنت أتابع نسبة المتابعين وأتساءل عن المرتبة التي حققتها أغنية ما أطلقتها، خاصة وقد تعاونت مع أناس كبار في الفن ولكن لم تكن أغنياتي كلها «ضاربة» بالشكل الذي أريده، مع أن بعضها وصل إلى 30 مليون متابع..
ولكن بعد أن أصدرت 14 أغنية وبات لي جمهور، اكتشفت أني لن أكون أسيرة «الرايتنغ» بعد اليوم، قررت أن أفرح بما أقدمه وبالفن والموسيقى التي أتيت إليهما من حياة «البزنس».
من بين أغنياتك الـ14، أيها الأحبّ إليك؟
الأحبّ إليَّ «مجانين»، وهي من ألحاني أيضاً، موضوعها جديد وكلامها قريب، وكذلك أحب «عكس الشي» وهي من ألحان يحيا الحسن وكلمات بيار الحايك وأحب تميّزها.
الى أي درجة تعملين على التكامل بين الأغنية والكليب الخاص بها؟
أجتهد كثيراً لتحقيق الصورة المتكاملة مع الأغنية، فالصورة اليوم مهمة جداً، وصورتي أنا في الفيديوهات المصورة تعنيني بشكل كبير، ولا أخفي أن بعض الفيديوهات لم تكن بالصورة التي أريدها مثل «مسهرني الشوق»، لكن أتعلم من الخطأ.
تقولين إنك تختارين الكليب وفق الصورة التي تريدينها لنفسك، فما هي هذه الصورة؟
بالتأكيد الصورة يجب أن تشبه بانه، أنا امرأة ناضجة ولست فتاة في العشرين من عمرها، وأنا أم، وصورتي هي المرأة الكلاسيكيّة بطريقة عصريّة ومودرن، لا أرتدى أو أطل بما لا يليق بي.
ما هي مشاريعك القريبة وقد ذكرت نيتك في إطلاق أغنيات جديدة، فهل حدّدت موعدها؟
في المبدأ أنوي إطلاق أغنياتي منفردة كل ستة أسابيع، ولدي جولة جازيات في دبي وأبو ظبي وقطر، ثم في لندن وباريس، وأشارك في حدث فني ضخم في السعودية خلال العام المقبل، ولن أحكي عن تفاصيله حالياً، وهو حلم لي وسيتحقّق إن شاء الله.
وما هو حلمك الكبير؟
أن أظل أحب ما أقدمه، وأظل شغوفة بالفن، وأفتخر به، وأن تظل نظرتي إلى الموسيقى هي نظرة الأمل الذي يبعد الإحباط، وأن أسافر إلى كل بلاد العالم.