02 أبريل 2023

ما حكم المجاهرة بالفطر في رمضان؟ وما هي الأعذار المقبولة؟.. علماء المسلمين يجيبون

محرر متعاون

ما حكم المجاهرة بالفطر في رمضان؟ وما هي الأعذار المقبولة؟.. علماء المسلمين يجيبون

الصوم كباقي العبادات المفروضة له شروط وجوب، وهناك أعذار شرعية تبيح للإنسان أن يفطر.. فما هي شروط وجوب الصوم؟ وما هي الأعذار المقبولة شرعاً والتي تبيح للإنسان عدم الصوم؟ وما حكم الشرع فيمن يجاهر بالفطر في نهار رمضان سواء أكان من أصحاب الأعذار الشرعية أو كان غير ملتزم بفريضة الصوم؟

تساؤلات عديدة عرضناها على نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف.. وهنا خلاصة ما قالوه ونصحوا به:

ما حكم المجاهرة بالفطر في رمضان؟ وما هي الأعذار المقبولة؟.. علماء المسلمين يجيبون

شروط وجوب الصوم

في البداية يؤكد العالم الأزهري د. علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي مصر السابق، أن شروط وجوب الصوم خمسة، وهي:

  • الإسلام
  • البلوغ
  • العقل
  • القدرة على الصوم
  • السلامة من الأعذار المبيحة للفطر

فكل من تتوفر فيه هذه الشروط وجب عليه أن يلتزم بالصوم ويؤدى العبادة، لأنها ركن من أركان الإسلام، ولا يجوز لأحد إهمالها أو عدم الالتزام بها إلا لعذر شرعي.

ويضيف «علينا جميعاً أن نعلم أن الصوم لا يكون مقبولاً إلا إذا صام الإنسان صوماً حقيقياً وتاماً، بأن يكف جوارحه وشهواته، ويمتنع عن المفطرات، وعن المعاصي ما ظهر منها وما بطن، ويمتنع عن الزور وعن العمل به.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، والمراد بقول الزور: الكذب، والذي يكف عن الطعام والشراب فيجوع ويعطش، لكنه لا يكف عن الغيبة والنميمة، أو قول الزور، أو العمل به، ولا يحفظ جوارحه عن الآثام لا يجني من صيامه إلا الجوع والعطش، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش»، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما قبله»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك ويدك».

ما حكم المجاهرة بالفطر في رمضان؟ وما هي الأعذار المقبولة؟.. علماء المسلمين يجيبون

من يرخص لهم في الفطر؟

ويوضح د. جمعة، أن الصوم مثل باقي العبادات هناك أعذار تبيح للمسلم عدم الالتزام به، وهي درجات أو أنواع، وعلى الوجه التالي:

  • الأول: صنف من الناس (يرخص لهم في الفطر، ويجب عليهم فدية) وهم الذين لا يستطيعون الصيام أداء ولا قضاء كالكبير العاجز عن الصيام وعقله معه، والمريض الذي لا يرجى برؤه، فهذا الصنف خفف الله عنهم فأوجب عليهم بدل الصيام إطعام مسكين عن كل يوم.
  • الثاني: صنف (يرخص لهم في الفطر ويجب عليهم القضاء) وهم كل من أفطر لعذر يزول كالمسافر والمريض مرضاً يرجى زواله، والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على ولديهما.. فكل من هؤلاء يتحتم عليه القضاء بأن يصوم من أيام أخر بعدد الأيام التي أفطرها خلال رمضان.
  • الثالث: صنف (يجب عليهم الفطر، ويجب عليهم القضاء) وهما: الحائض والنفساء، فيحرم عليهما الصوم ويجب عليهما القضاء، وقد قالت السيدة عائشة رضى الله عنها «كنا نحيض على عهد رسول الله ﷺ، فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة».
  • الرابع: صنف (لا يجب عليه الصوم ولا القضاء ولا الفدية) وهو فاقد العقل كالكبير الذي أصابه الخرف، والمجنون.

المجاهرة بالفطر في شهر رمضان

وعن سلوك الذين يجاهرون بالفطر في نهار رمضان دون عذر شرعي، يقول د. عباس شومان أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث بالأزهر «من يفعل هذا السلوك المشين مستهتر وعابث بشعيرة مهمة من شعائر الإسلام، ولا يمكن تصنيف هذا السلوك المستفز لمشاعر المسلمين بأنه من الحريات الشخصية؛ بل هو نوع من الفوضى والاستهانة بعبادات الإسلام، لأن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهذا سلوك محرم، فضلاً عن أنه خروج عن الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع، وحقه في احترام مقدساته.

وعلى المسلم إذا ابتلي بهذه القسوة أن يتوارى حتى لا يكون ذنبه ذنبين، وجريمته جريمتين. حتى أصحاب الأعذار الشرعية ينبغي أن يستتروا وهم يتناولون طعامهم وشرابهم احتراماً لمشاعر الصائمين، كثير من غير المسلمين يجاملون المسلمين في نهار رمضان ولا يؤذون مشاعرهم بتناول الطعام أمامهم، ولذلك فالأولى بالمسلم المفطر أن يكون على نفس المستوى من الذوق العام، واحترام مشاعر الصائمين في الشوارع والمواصلات ومكاتب العمل والأماكن العامة».

كيف نواجه من يجاهر بالفطر في الشهر الفضيل؟

لكن د. شومان، يؤكد ضرورة مواجهة هذا السلوك المنبوذ شرعاً بعيداً عن العنف.. ويوضح «الوسيلة المثلى لمواجهة من يجهر بإفطاره في شهر رمضان هي توجيه النصح له بالحكمة والموعظة الحسنة. ولا بأس هنا أن تسن الهيئات التشريعية من الضوابط ما يكفل منع المجاهرين بالإفطار في الشوارع والميادين وكافة الأماكن العامة. كما ننصح أصحاب المحال العامة بعدم فتح أبوابها لمساعدة المجاهرين بالفطر في رمضان».