25 نوفمبر 2020

تعرفوا إلى إيمان السويدي مؤسسة نادي "الخامسة صباحًا"

محررة في مجلة كل الأسرة

تعرفوا إلى إيمان السويدي مؤسسة نادي

يقود الحوار معها إلى أماكن في القلب بدءاً من منطقة شعم التي نشأت وترعرعت في أرجائها إلى بيت جدتها لوالدتها حصة سيف حيث أمضت الكثير من مراحل طفولتها.

أسست إيمان محمد خلفان السويدي، رائدة أعمال اجتماعية، نادي سيدات الإمارات ونادي فتيات الإمارات كما أنها مدرب في القيادة والتأثير الفعال حيث تدرب مجموعات نسائية على مهارات القيادة، غير أن الإنجاز الأبرز يكمن في تأسيس نادي الخامسة صباحاً، وهي فكرة مستقاة من ناد يحمل التوجه نفسه بالنسخة الإنجليزية.

إيمان السويدي مؤسسة نادي

أكثر ما تتذكرينه من الطفولة هو صورة جدتك، ماذا تحدثيننا عن تلك المرحلة؟

نشأت في بيت جدتي حصة، رحمها الله، وهي جدة والدتي في منطقة شعم، وهي منطقة أتفاءل بها كثيراً وحتى أني أطلقت مبادرتي بتأسيس نادي الخامسة صباحاً منها.

جدتي كانت الملاذ الذي نهرب إليه عند أي مشكلة تواجهنا. كانت معطاءة بلا حدود، تروي لنا القصص وتبتاع كل ما نشتهيه من حلوى و«تشيبس» ومقرمشات وتبيعنا إياها بالخسارة لتتفادى ذهابنا للبقالة ولندرك قيمة المال في الوقت عينه حيث كانت تؤكد أن منتجاتها «أطيب وأكثر جودة»، رغم أنها مطابقة لما يباع في البقالة.

إن سألتني عن معنى الحب، أقول «جدتي حصة هي الحب كله». وللمصادفة، فإن اسمها يتشابه مع صديقتي الإعلامية حصة سيف التي ذكرتني بها في عيد ميلادي وكتبت لي رسالة مؤثرة لمست قلبي إلى حد بعيد ووقعتها باسم «جدتك حصة سيف» أوردت فيها «أنا معك إيمان. أشوف عطائي فيك. أنت امتدادي فكوني أنت».

ومن ملامح الطفولة، أذكر أن والدتي كانت تشجعني على طلب العلم. فقد كانت تستكمل دراستها في جامعة بيروت بلبنان وتستشيرني في الكثير من الأمور، ما عزز داخلي الكثير من الطموح وفي عام تخرجها، أذكر أننا سافرنا وعائلة خالي إلى لبنان براً مروراً بالأردن وسوريا يوم «كانت الدنيا بخير»، وهي فترة جميلة أثرت بي كثيراً وتؤثر بي أكثر عند التماهي مع الواقع الراهن لسوريا ولبنان.

نحاول تجسيد الثقافة العربية في نادي الخامسة صباحاً

هل من ذكريات تستعيدينها خلال تواجدك في بيروت؟

كانت ذكريات جميلة و«تغيير جو» حيث أقمت الكثير من الصداقات. أذكر «أم مصطفى» التي كانت تعمد إلى شواء أقراص الكبة كوننا لا نأكلها نيئة، إلى تنظيم رحلات على ضفاف النهر كما كنا نرتاد مركزاً صيفياً نتعلم فيه الأناشيد والمدائح الدينية وبعض الأشغال اليدوية كـ«الكانفا» وغيرها.

هذه القيم التي كانت تجمعنا كدول عربية من الأمن والسلام والأمان نحاول تجسيدها في نادي الخامسة صباحاً من خلال تنوع المجموعات والجنسيات من دول عدة تحت مظلة واحدة وتبعاً لمنظومة قيم سامية نستعيدها ونصنع الأمل في هذه الظروف الصعبة كما نزرع قيم أبينا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي دعا إلى الوحدة والحب والتسامح.

كنت بصدد المباشرة بمشروع ناد يوفر وقتاً للأمهات والأبناء في مكان واحد، أخبرينا عن مستجدات هذا المشروع؟

مشروعي يواكب ريادة الأعمال المجتمعية وهو «النور لايف ستايل كوتشينغ» مخصص لخدمات التوجيه. باشرت العمل به ووضعت الأهداف والرسالة والميزانية.ارتكزت رؤيتي على إقامة مكان للسيدات يطل على البحر يستطعن فيه قضاء وقت ممتع ويتخلله نشاط وتدريب وتعليم، ولكنه مشروع طويل الأمد.
وكان البديل البدء بتأسيس نادي السيدات الذي يشرع الأبواب أمام النساء لتعلم مهارات الخطابة والقيادة والتأثير الفعال من باب تمكين المرأة لتمكين الجيل القادم، كما أقمت نادي فتيات الإمارات للناشئة من عمر 10 إلى 17 عاماً.
وجاءت «كورونا» وغيرت الظروف وتم تحويل الناديين إلى نظام العمل«عن بعد» بانتظار جلاء الأوضاع، وكل هذه المشاريع تبني وتؤسس للمشروع القادم.

إيمان السويدي مؤسسة نادي

ماذا عن فكرة نادي الخامسة صباحاً؟

نادي الخامسة صباحاً مبادرة باشرتها بعد هذه المشاريع وأعتبرها من هدايا «كوفيد - 19» الذي وضعنا تحت الكثير من الاختبارات، حيث كانت فترة صعبة وشابتها الكثير من الضغوط.
ففي بداية تفشي «كورونا»، انصب شغفي على التعلم والانخراط في دورات جلها مجانية، في حين كنت أنتسب، قبل «كورونا»، إلى دورات تدريبية مدفوعة وحتى أسافر في سبيل تحصيلها والاشتراك بها.
خلال تلك الفترة، انخرطت في نادي الخامسة صباحاً - النسخة الانجليزية وصادف أن مدربة في البرمجة اللغوية بادرتني بعبارة أن «أفراداً كثيرين ينتظرونك صباحاً». بعد تلك العبارة، بدأت الأسئلة تراودني وحتى اتفقت مع صديقاتي على الاستيقاظ باكراً لحضور النادي الصباحي معاً. بصراحة، لم يكن الاستيقاظ باكراً من عاداتي.

ثمة إحساس بالمسؤولية كان يعتريني كوننا «أهل البكور» ومن الأجدى تطبيق هذه الفكرة بدءاً من نفسي. وبالتالي، اقترحت الفكرة وأعلنت أن تاريخ الأول من يوليو هو اليوم الأول لنادي الخامسة صباحاً، وكان الهدف الأساسي إيجاد بيئة محفزة وإيجابية لكل فرد يرغب بالتغيير واكتساب عادات جديدة حيث خصصنا فقرات تأمل ورياضة (20 دقيقة لكل منهما) وفقرة الحمد والامتنان (5 دقائق).

كانت المبادرة أشبه بكبسولة نجاح تلمست نتائجها منذ اليوم الأول، حيث كثيرون تحمسوا وبادروا إلى تقديم الفقرات أو موجز يومي لمجريات عمل النادي كما ضمت المبادرة نحو 10 مجموعات فوق 2500 شخص ومجموعة مخصصة للسيدات.
ويمكن الانضمام للنادي عبر إحدى مجموعات الواتساب التابعة للنادي ومتابعة حسابات النادي على منصات التواصل الاجتماعي.

ولا يمكنني سوى الإشادة بمسؤولة الجودة في نادي الخامسة صباحا ماي حلواني التي شكلت نقطة تحفيز بعطائها اللامحدود إذ تتحمل الكثير من المسؤوليات وتتابع دورياً عمل النادي وألجأ لها شخصياً عندما تضيق بي الدنيا.

تدربين النساء على مهارات القيادة، ألا تشعرين أن ثمة أصواتاً نسائية مكتومة داخل المنازل ؟

القانون في الدولة يدعم حقوق المرأة والطفل في آن حيث تم تخصيص كوتا نسائية ومنحت المرأة أدواراً قيادية وهناك اعتراف بحقوقها من قبل قادتنا الذين منحوها كل الثقة، بيد أن مفاهيم العيب والخطأ والحرام كلها أعراف مجتمعية تسيطر وتهيمن على منظومة التفكير، ما يمنع بعض النساء من الحديث عن معاناتهن. ويمكن القول إن المرأة تظلم نفسها إما لجهلها بحقوقها أو لعدم إلمامها بما عليها القيام به، وبالتالي تلعب دور الضحية وتتراجع عن المطالبة بحقها.

إيمان السويدي مؤسسة نادي

كمدربة حياة، ما أبرز القضايا التي تطرحينها خلال الدورات الموجهة للمرأة؟

الحاجة في هذا السياق تتمحور حول دورات حب الذات ونظرة المرأة لنفسها حيث الكثير من النساء لا يعبرن عن ذواتهن ويشعرن بالخجل من التطرق لمشكلاتهن. قد ينطبق هذا الأمر علي قبل سنوات حيث كنت اشعر أنه لا يحق لي الحديث عن نفسي إلى أن انخرطت في مشروع كسر الجمود في نادي الرواد (توستماسترز) للخطابة واستغرق الأمر مني عامين لأكسر الجمود وأشارك في مسابقات وأحصل على جوائز في مسابقة الخطب الارتجالية وخطب التقييم.استغرق الأمر عامين لكسر الجمود في حين أن تجربة نادي الخامسة صباحاً أطلت بي على تجارب لنساء تجاوزن معتقدات الخوف والخجل بعد جلستين لا أكثر. ثمة كبسولة عمل ونجاح أداوم عليها حيث أعطي مما أمتلكه من خبرة وتجارب حياتية والكثير من التحفيز وتذليل كل العقبات والعوائق التي توقف مسيرة الفرد.
شريك المساءلة

ما الذي غيرته تجربة نادي الخامسة صباحاً فيك؟

في البداية، كنت أشعر بصداع لاستيقاظي باكراً إلى أن دخلت في روتين التأمل وأخذ قيلولة خلال النهار. ضاعف النادي نسبة الالتزام عندي وإمكانية تحقيق الأهداف. في السابق، كنت أنام وأحلم، ومع النادي بت أستيقظ وأضع أهدافاً ومهام يومية وأسعى لتحقيقها ضمن فترة محددة مع وجود «شريك المساءلة» ومجموعة تتابع تحقيق الأهداف.
فالفرد الذي يلتزم على مدى 21 يوماً يدخل في «الماستر مايند» حيث يحدد شريك المساءلة مدى التزامه وتتبلور أوجه المساندة عبر العمل معه على وضع الأهداف وكيفية تحويلها من حلم إلى حقيقة ومناقشة التحديات التي يمكنه مواجهتها.

ما الأهداف التي حققتها في النادي؟

أشعر أننا استطعنا إرساء أثر على نطاق أوسع. ففي ريادة الأعمال المجتمعية، يمكن قياس هامش الربح والأثر، أما في مشروع مماثل، فالربح المادي غير قائم كونه عملاً يندرج ضمن الأعمال التطوعية التي يقاس أثرها عبر ردود الفعل وفعل التغيير الذي ترسيه لدى الأفراد.
أمتلك خيالاً واسعاً وأطمح للعمل في صناعة الأفلام للأطفال، أشعر أن ليس من محتوى يقدم للأطفال اليوم يغذي العقول. أدرب فتيات الناشئة من عمر 10 إلى 17 عاماً وأقدم لهن ما يتناسب مع أعمارهن. أشعر أنني أبني وأبلور شخصيات هذه الشريحة من خلال هذا التوجه كما أعطي دورات للنساء في القيادة. فقد التحقت بورش تدريبية حول مهارات القيادة والتواصل الفعال والتأثير لدى الدكتور جون ماكسويل في أمريكا وأعمل اليوم مع فئة الشباب ليكون لهم صوت للتعبير عن أنفسهم واتخاذ قرارات وانتهاج سلوكيات وخيارات كما النجاح في تنمية هذا الجانب لجهة تمكينهم وتعزيز قدراتهم الإبداعية.