أحلام البناي على غلاف مجلة كل الأسرة
لم تكتفِ بتوثيق اللحظات بل تميزت بأسلوبها القصصي المختلف، فالصورة بالنسبة لها رسالة تناقش قضية وتحيي تراثاً وتحفظ وتعيد ذكرى.
هي المصورة الفوتوغرافية أحلام البناي، أستاذ قسم الأعلام والاتصال بكليات التقنية العليا وصاحبة استوديو أحلام للتصوير، التي طورت من موهبتها من خلال ملازمة المعارض والمؤتمرات العالمية واختارت لنفسها أسلوباً مختلفاً في اختيار زوايا خاصة وتصوير مشاهد ترصدها عينها ولا يرصدها الآخرون.
التقتها وفاق سلمان لتحدثنا عن قصتها مع التصوير الفوتوغرافي ومجالات الفنون البصرية الأخرى:
اكتشفت شغفها بالفن منذ الطفولة، تميزت بخطها الجميل واهتمامها بمادة التربية الفنية والرسم، فحظيت باهتمام كبير من المدرسات والعائلة بحكم انتمائها لعائلة فنية محبة للرسم والفن التشكيلي، ومع مرور الوقت تطور هذا الشغف وتوسع اهتمامها بالفنون البصرية، تقول "بدأ اهتمامي في مجال التصوير الفوتوغرافي بعد أن تعرفت إلى مجموعة من المصورين في المواقع الإلكترونية قبل أن أبدأ دراستي الجامعية، حضرت عدداً كبيراً من الورش تبادلت فيها الخبرة مع مصورين مختلفين، انضممت بعدها لجمعية الإمارات للمصورين وعدة نوادٍ للتصوير الفوتوغرافي، ما دفعني للارتقاء بهواية التصوير الفوتوغرافي إلى مستوى ومسار آخر".
وتضيف" عندما قررت دراسة تخصص الإعلام كان هدفي التصوير الفوتوغرافي فقط، لكن دراسة الإعلام التطبيقي بشكل عام أتاح لي المجال لدراسة أعمق في أساسيات الفنون البصرية والتكوين وفهم عدة نظريات وربط التصوير الفوتوغرافي بمجالات الفنون البصرية الأخرى مما أدى في النهائية إلى تقديمي أعمالاً متطورة".
تحب من خلال عدستها أن تحكي قصصاً فهي تؤمن بأن التصوير الفوتوغرافي هو سرد حكاية، وتؤكد" صورتي ممكن أن توثق أو تعيد ذكرى لشخص ما، أن تحيي تراث بلادي، أن تناقش قضية يواجهها مجتمعي أو أن تزيد الوعي عن جوانب أهملها البعض، فالتصوير بالنسبة لي رسالة أحاول أن أنقلها عن طريق صوري".
أخذت استراحة من كاميرتي وبدأت أثقف نفسي بمشاهدة أعمال مصورين آخرين
تصف الفترة التي انضمت فيها للفريق المؤسس لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، بالنقلة النوعية في حياتها، وتضيف" هذه الفترة أطلق عليها اسم فترة التغذية البصرية، حيث إنني أخذت استراحة من كاميرتي وبدأت أثقف نفسي بمشاهدة أعمال مصورين آخرين وأيضاً حرصت على حضور عدة معارض ومؤتمرات عالمية بحضور وتواجد مصورين عالميين ، وأيضاً تنظيم المعارض والندوات الفوتوغرافية. في هذه الفترة التقيت أشهر المصورين العالميين وأكثرهم تأثيراً فكانت فرصة لأتحدث معهم عن قرب وأنتفع من خبرتهم في المجال".
في كلية دبي للطالبات خلال مشاركتها في فعالية "شيكونومي"
تطورت هوايتها مع السنوات إلى مادة زاخرة للتدريس، فعملت في كليات التقنية العليا، لتنقل تجربتها في مجال التصوير الإعلامي إلى الطلبة الشغوفين بالتصوير الفوتوغرافي، تقول "بما أن مجال التصوير الفوتوغرافي مجال متجدد، تطلب مني ذلك التعرف إلى تاريخ التصوير الفوتوغرافي وتطور التقنيات ومواكبة أحدث التقنيات في مجال التصوير الفوتوغرافي ومجال معالجة الصور، لأتمكن من الوصول للمرحلة الحالية والتعرف إلى المحافل الفوتوغرافية الموسمية وتشجيع الطلاب للمشاركة فيها".
نحرص في استوديو أحلام للتصوير على تثقيف الزبائن بأهمية الصورة ودور الصور في تخليد الذكريات
منطقة أبها - تصوير أحلام البناي
أسست أحلام البناي شركة استوديو أحلام للتصوير لتقديم كافة خدمات التصوير الفوتوغرافي التي تخدم الفرد والمجتمع الإماراتي بشكل عام، وتتسم أعمالها بالبساطة في التنسيق والمعالجة مع الحرص على الإبداع بالإضاءة وتأثيراتها في الرسم بالضوء، تقول عنها" نوفر خدمات تصوير حفلات الزفاف وحفلات أعياد الميلاد، والعائلة والمواليد وتصوير الأزياء والمكياج والتصوير المؤسسي بشكل عام في مقر الاستوديو أو أي موقع في الإمارات من اختيار الزبائن، كما نوفر خدمات طباعة شاملة في الاستوديو بإشراف وتنفيذ فريق نسائي متكامل".
وتكمل" نحرص في الاستوديو على اطلاع الزبائن بشكل عام على طريقة التصوير التي نعتمدها وتثقيفهم بأهمية الصورة ودور الصور في تخليد الذكريات باستخدام أحدث التقنيات كي لا يشعرون بالملل منها لأنهم سيحتفظون بها معهم لفترات طويلة، قبل كل جلسة تصوير نناقش الزبون عن طريقة التصوير التي يفضلها والذوق المفضل له للحصول على نتيجة ترضيه، حيث نقدم لهم نصائح ونستمع ونفهم ذوقهم لاعتماد هوية الجلسة".
وتؤكد"استوديو أحلام ما هو إلا بداية لشركة مستقبلية بإذن الله لتقديم كافة الخدمات والاستشارات الإعلامية التي تفيد الأفراد وتدعم عمل المؤسسات الأخرى، ولله الحمد نعمل على الهدف واقتربنا منه كثيراً، وعن قريب سنطلعكم على مخططاتنا المستقبلية عندما يحين وقت تنفيذها".
من وجهة نظرها المصور المؤثر ليس الشخص الذي يفقه في الإعدادات فقط أو فتحة العدسة وسرعة الغالق، وإنما هو الشخص الذي يتمكن من نقل مشهد معين للمشاهد بتكوينات مميزة ومختلفة أو يحمل هدفاً من المشهد الذي سينقله، وتنصح الهواة بضرورة التواصل مع الخبراء في هذا المجال لتثقيف أنفسهم، فتقول"أنصح المقبلين على أي عمل جديد بشكل عام بأهمية التواصل مع من سبقهم في المجال للاستفادة من خبراتهم، وألا يخجلوا من السؤال وأن يتذكروا أن البداية تعلم وليست منافسة وأن الجميع موجود ليساعد وأن يبقوا متعطشين للتعلم".
في مهرجان الشندغة
أما عن قدوتها في الحياة ، فتجيب"بعيداً عن التصوير الفوتوغرافي، في حياتي ومختلف المسارات الأخرى كانت أمي هي القدوة التي أتمنى أن أصل إلى ما وصلت إليه من حكمة، فهي في نظري المرأة المثالية الجبارة التي استطاعت أن تواجه كل تقلبات وتحديات الحياة وتتغلب عليها، تعلمت منها القوة والنجاح وأحاول أن أتعلم منها الصبر، أما في مجال العمل هناك مجموعة من المصورين الذين أتعلم منهم ومن خبراتهم، لكن لا يوجد مصور معين أرغب في أن أصل إلى ما هو عليه".
جلسة تصوير - استوديو أحلام
طموحاتها لا تعترف بالحدود فهي تعمل حاليًا على إكمال دراستها في مجال الدكتوراه التي ستساعدها على التطور في مجال عملها ما سينعكس إيجاباً على طلابها و طريقة تدريسها وعلى الجانب الشخصي ، تتمنى تطوير مشروعها التجاري «استوديو أحلام» وأن تكتمل خططها للمستقبل كما تأمل ، تقول" أحمد الله على تحقيق بعض أحلامي قبل الوقت المتوقع من خطتي الزمنية، و أسعى للتوسع في مجال ريادة الأعمال وتشجيع أبنائي على البدء بمشاريعهم التجارية".
* نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة (العدد 1435) بتاريخ 13 أبريل 2021