26 أغسطس 2021

الريم الفلاسي: المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي

محررة في مجلة كل الأسرة

الريم الفلاسي: المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي

تعد من العيون الساهرة على تحقيق مستوى الرعاية والحماية والتمكين للمرأة، وتحقيق الكرامة الإنسانية لجميع الأطفال، تفتخر بكونها إماراتية تحقق طموحاتها بدعم لا سقف له من القيادة الرشيدة.

إنها الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التقينا بها لنتعرف إلى أهم القضايا التي تعكف عليها، واستعرضنا جانباً من حياتها الشخصية:

خلال مراسم توقيع إتفاقية التعاون بين دار زايد للرعاية الأسرية والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة
الريم في صورة مع المتطوع المصور الفوتوغرافي عبدالله في الأولمبياد الخاص

يعد «وديمة» انتصاراً كبيراً للطفل، برأيكم هل يضمن هذا القانون جميع الحقوق المقررة لهذه الفئة؟

تعمل حكومة الإمارات على جعل مصلحة الطفل ذات أولوية في تشريعاتها واستراتيجياتها وبرامجها، ويؤكد القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل، حقه في الحياة والبقاء والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك، إذ يعمل القانون أيضاً على حماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي.ومن وجهة نظري أرى أن هذا القانون لا يتهاون في كل ما يخص كرامة الأطفال.

يتولى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مسؤولية تعزيز حقوق أصحاب الهمم وتمكينهم في المجتمع، فما الخطط التي تعكفون على تنفيذها في هذا الملف؟

المجلس هو الحاضنة الرسمية لقضايا الأمومة والطفولة في الدولة، إذ يضع نصب عينيه الأطفال، ومن بينهم أبناؤنا أصحاب الهمم الأعزاء، لأنهم كيان لا يتجزأ من المجتمع، ومن حقهم الحصول على الفرص بالتساوي مع الجميع، ففيهم منجم من النفائس، ولابد أن يحصلوا على الدعم المناسب والكافي، ليجني المجتمع ثمارهم، وحالياً نمضي في المجلس لتحقيق أهداف «الخطة الاستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال من ذوي الإعاقة (أصحاب الهمم) وقد اعتمدت هذه الخطة من قبل مجلس الوزراء في 2017، وتهدف إلى دمج الأطفال أصحاب الهمم بشكل كامل في المجتمع، ومشاركتهم في كافة السياسات والبرامج، بما يضمن تعزيز حصولهم على كافة حقوق الإنسان والحريات الأساسية من دون تمييز، إلى جانب ذلك دعم «همة» لأمهات أصحاب الهمم، وهي جمعية ذات نفع عام،وتهدف إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأمهات، وتكثيف الجهود للنهوض بالخدمات الموجهة لأصحاب الهمم

من ضمن مبادرات دمج الأطفال أصحاب الهمم في المجتمع


تعد تربية النشء على ممارسة العمل البرلماني من الأمور التي توليها الدولة رعاية خاصة، ما الذي تأملونه من تجربة البرلمان الإماراتي للطفل؟

أُنشئ البرلمان لترسيخ مشاركة الأطفال في صنع القرار، عن طريق الحوار والتعبير عن آرائهم في إطار منظم، وإعداد جيل قادر على ممارسة أدواره المجتمعية، ومساهمته الفاعلة في البناء والتنمية المجتمعية.

في البرلمان الإماراتي للطفل الأطفال أنفسهم هم من يطرحون القضايا والأفكار التي تهمهم

وما أهم القضايا التي تضعونها أمام أعضائه، والآلية التي ستطبق من خلالها أفكارهم على أرض الواقع؟

نحن لا نضع المواضيع، هم الأطفال أنفسهم من يضع القضايا والأفكار التي تهمهم، وذلك لمناقشتها مع المسؤولين والوزراء وصنّاع القرار في الدولة، نحن في المجلس نتواجد لخدمة وتسهيل كل الأمور للأطفال لإيصال صوتهم وأفكارهم وقضاياهم، إذ نظمنا اجتماعاً منذ عام بمقر المجلس، وتم طرح فكرة إنشاء برلمان للطفل من سلامة الطنيجي، رئيسة المجلس الاستشاري للأطفال، على غرار المجلس الوطني الاتحادي، لمناقشة كل ما يهم الطفل وقضاياه، وعبر صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، عن إعجابه بالفكرة، ووعدهم بأخذ المقترح بعين الاعتبار، وأُعلن بعدها عن توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والمجلس الوطني الاتحادي، وتم الإعلان حينها عن إنشاء أول برلمان للطفل الإماراتي، والذي عقد أولى جلساته مؤخراً بالتزامن مع يوم الطفل الإماراتي.

ما الذي دفعكم لإطلاق مبادرة «دليل الوقاية من الإصابات»، وما الهدف منها؟

تأتي هذه المبادرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، والتي من شأنها توفير النصائح والمعلومات، للمساعدة على العناية بالطفل، والمحافظة على سلامته، حيث اختيرت أهم النصائح على الموقع الإلكتروني للمجلس، لمساعدة الآباء والأمهات والأطفال وجليسي الأطفال للاعتناء بهم وللمحافظة على سلامتهم، وحرصنا أيضاً على تنوع المعلومات والنصائح، وهذا ما تؤكده الدراسات بأن الإصابات هي أحد المسببات الرئيسية للوفاة بين الأطفال في الدولة، وتعود هذه الإصابات لأسباب يمكن التنبؤ بها والوقاية منها، عن طريق إجراءات وفحوص السلامة الدورية لتحديد المخاطر، وإجراء تعديلات على البيئة المحيطة بالطفل في المنازل للحد من المخاطر.

أثناء زيارة أعضاء المجلس الاستشاري للأطفال لمقر الاتحاد النسائي العام
أثناء زيارة أعضاء المجلس الاستشاري للأطفال لمقر الاتحاد النسائي العام

ما الخطط الاستراتيجية التي يعكف المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على طرح قوانين لها في المستقبل القريب؟

يسعى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة إلى تطوير «استراتيجية الإمارات صديقة للأمهات والأطفال واليافعين»، والتي تهدف إلى تحسين جميع جوانب حياة الأطفال واليافعين والأمهات بشكل مباشر أو غير مباشر لينموا ويعيشوا في بيئة آمنة ومستدامة. وتأخذ الاستراتيجية بعين الاعتبار المستشفيات والخدمات الصحية، والأماكن العامة، ومراكز التسوق، وبيئات العمل، والسياسات والبرامج الوطنية، والحضانات والمدارس، والبنى التحتية والأحياء السكنية وغيرها.

ما القانون الذي تأملين تطبيقه ويصب في مصلحة المرأة؟

أرى بأن القوانين في الإمارات جميعها تصب في مصلحة المرأة، ولا يوجد تمييز بين ذكر وأنثى، وأفتخر بأني امرأة إماراتية تعيش في عصرها الذهبي، وتحقق جميع طموحاتها بدعم لا سقف له من القيادة الرشيدة، واستذكر هنا مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال (نحن لا نمكن المرأة.. نحن نمكن المجتمع بالمرأة).

الريم الفلاسي تلتقي سعادة جاسلين كوينتانا سفيرة جمهورية الفلبين لتعزيز التعاون بين الطرفين


من خلال ملاحظاتكم، هل العنف الأسري هو أشد ما يُمارس ضد المرأة؟ ومن هو عدوها الحقيقي الذي يقهرها؟

أرفض العنف بكافة أشكاله، سواء كان ضد طفل أو رجل أو امرأة، فالعنف يولد عنفاً، ويدخلنا في دائرة مفرغة لا نهاية لها، والحمد لله تحظى المرأة بحصانة من قبل دولتنا الحبيبة، ورعاية خاصة من أمنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي لا تدخر جهداً في رعاية المرأة والاهتمام بها وبمصالحها، حتى تتطور وتزدهر. ولو كان للمرأة عدو فهو نفسها وما يصيبها من إحباط يقلل من عزيمتها، إذ يجب أن يكون الدافع نابعاً من داخلها، لتتمكن من تحقيق أحلامها، وهو ما ينعكس على أسرتها وأبنائها وأهلها وكل من يتعامل معها، حتى النساء اللاتي يعشن ظروفاً صعبة ويتعرضن للعنف الأسري على سبيل المثال، هناك دائماً فرصة للتغيير والتغلب على الواقع الصعب بالصبر والتفكير واتخاذ القرار بتغيير هذه الظروف التي تعيقها.

تحملين دائماً صورة الشيخ زايد، حدثينا عن سبب ذلك.

عند تخرجي في الثانوية العامة حصلت على مجموع 95.8%، وقدم لي مؤسس الدولة هدية عبارة عن قلادة تتضمن صورته، إلى جانب ساعة يد، وكانت هذه ولا تزال من أغلى الهدايا على قلبي وأفتخر وأعتز بها ولن أنساها ما حييت.

ماذا عن دور الأسرة في بلورة شخصيتك، وأكثر من يدعمك فيها.

لولا أسرتي لما وصلت إلى ما حققته الآن، فبدعم والداي وإخوتي وأخواتي أحظى دوماً بالنجاح، ولا أنسى الشخصيات التي ألهمتني وكان لها الأثر الكبير في نشأتي، وهما جدتي شيخة بنت خليفة، رحمها الله، وجدتي مريم بنت عبد الرحمن المهيري أطال الله في عمرها، إذ تعلمت منهما الكثير من تقدير العلم والدراسة والعادات والتقاليد، فجدتي شيخة كانت مثقفة في زمن يعاني الأمية وصعوبة التعلم، وكانت تقرأ وتكتب وتجيد أيضاً اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة، وتتقن فن الخط، وكل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في بناء شخصيتي. 

هل هناك تكريمات حصلت عليها، وما أقربها إلى قلبك؟

حصلت على العديد من التكريمات على مدى سنوات، وأقربها إلى قلبي من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، بوسام الخدمة المجتمعية، والذي أعتبره من أعز الأوسمة، وكُرمت أيضاً بجائزة المرأة العربية بالعاصمة البريطانية لندن في 2019 التي تمنحها مؤسسة لندن العربية وجامعة ريجنتس لندن، وكنت بين مجموعة من النساء اللواتي تمنيت سابقاً أن أصبح بينهن.

كيف تقيمين دور المرأة الإماراتية في المجتمع، وهل ما وصلت إليه يعد كافياً لتمكينهاأم لا يزال في جعبتها الكثير؟

«بالتأكيد تلعب المرأة دوراً محورياً في المجتمع، وهو ما تشير إليه الأرقام والإحصاءات، فنحن بنات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لا نكتفي من التقدم والنجاح، ولا يزال هناك المزيد مما يمكن أن نقدمه وأن نصل إليه».