خاض المغامر سعيد المعمري مغامرات كثيرة، وكان أول إماراتي يصل إلى قمة افرست قبل عشر سنوات، واستمر في رفع علم دولة الإمارات فوق العديد من القمم حتى تمكن مؤخراً من تنفيذ مبادرة «قمة السلام» لنشر السلام من الإمارات العربية المتحدة، بلد السلام إلى كافة دول العالم، وتعزيز اسم وطنه في عالم تسلق الجبال والوصول إلى القمم، كما أصدر كتاب السلام الذي ينقل رسائل السلام من قادة الدول، وأنشأ صندوق «قمة السلام» لدعم المبادرات التي تخدم مبادئ السلام.
في حوار أجريناه مع سعيد المعمري، تحدث عن دوره في تعزيز قيم التسامح من خلال مشاركته في الفعاليات المجتمعية والإنسانية الداعمة للاجئين وأصدقاء مرضى السرطان، كما تناول في حديثه أهداف مبادرة «قمة السلام» التي انطلقت تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة:
حدثنا عن انطلاق رحلاتك ومبادراتك المجتمعية؟
تسلقت لسنوات طويلة العديد من القمم الجبلية حول العالم، ورفعت اسم دولتي الغالية عالياً كمبادرة فردية، إيماناً مني بدور دولة الإمارات المبادر في حب السلام والتسامح مع مختلف شعوب العالم، وعندما لاحظت الاهتمام الإعلامي في تلك الدول، شعرت بدوري كسفير يمثل وطنه وشعبه المتسامح والكريم، خصوصاً أنني أحرص دائماً على المشاركة في مبادرات تطوعية في وطني وفي الدول التي أتسلق فيها الجبال، فعلى سبيل المثال لا الحصر، رفعت شعار جمعية أصدقاء مرضى السرطان في أعلى قمة في القطب الجنوبي، وكذلك شعار مركز كبار السن على أعلى قمة في أستراليا في اليوم العالمي للمسنين، كذلك شاركت معنوياً في تعزيز المبادرات الإنسانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وكوادرها المتطوعة لتوفير سبل العيش ومتطلبات الحياة للنازحين السوريين، ومن هنا لمسنا أهمية تحول هذه المبادرة إلى مبادرة سامية وطنية، يجري تنظيمها ضمن إطار رسمي.
كيف انطلقت مبادرة «قمة السلام»؟
كانت رحلاتي تحمل رسائل مجتمعية من مواطن إمارتي، ومن خلال مبادرة «قمة السلام» بدأت العمل والانطلاق في إطار رسمي، برعاية ودعم من سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، ونحن نستهدف أهم القمم في العالم وأشهرها، حيث يتم استقبالي بشكل رسمي من جهات رسمية في الدول التي أزورها كمغامر إمارتي يحمل رسالة الإمارات الداعمة لنشر مبادئ السلام والتسامح، الأمر الذي يعزز مكانة دولتنا الرائدة في الدعم والمساندة في مختلف القضايا الإنسانية، ونستلم درع السلام رسمياً بحضور شخصيات وطنية.
ما القمم التي تستهدفها في رحلاتك المقبلة؟
لقد وصلت إلى 63 قمة عالمية حتى الآن، وأتطلع لتسلق المزيد من القمم حول العالم، لنشر هدف المبادرة عالمياً، وأهم ما أخطط له مستقبلاً تسلق ثاني أعلى قمة في القارات السبع، وستستمر المبادرة حتى أتمكن من رفع علم الإمارات في أعلى القمم وأشهرها بإذن الله.
رحلة تسلق الجبال ليست سهلة، وتحتاج إلى صبر وجهد بدني وذهني
ما التحديات والصعوبات التي تواجهك خلال رحلاتك؟
رحلة تسلق الجبال ليست سهلة، وتحتاج إلى صبر وجهد بدني وذهني، هذا إلى جانب القدرة على التأقلم مع تقلبات الطقس، والمتغيرات البيئية، وهذه الأمور تحدث للمغامرين بشكل عام. ولكن خلال مهمتي في مبادرة قمة السلام، هناك استعدادات يجب أن تتم في إطار رسمي، وبسبب جائحة كورونا كنا نحتاج إلى موافقات وإجراءات عديدة كي نتمكن من دخول بعض الدول، وكانت تقدم لنا التسهيلات لما تتضمنه المبادرة من أهداف سامية، أما بالنسبة للدول غير المستقرة والآمنة، فإننا نؤجل السفر إليها حتى تستقر الأوضاع.
ما نوع الدعم والتشجيع الذي يساعدك على الاستمرار في رحلاتك؟
في البداية أتوجه بالشكر إلى سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة على دعمه لي منذ بداياتي، ودعمه المستمر للرياضة والرياضيين، فله الفضل الكبير بعد الله عز وجل في مواصلتي لتحقيق العديد من الإنجازات في مجال رياضة تسلق الجبال، كما أن هنالك العديد من الشركات الخاصة الداعمة لمبادرة «قمة السلام». كما أتلقى الكثير من كلمات الدعم والشكر والتشجيع من سكان الدول والمناطق التي أتسلق فيها الجبال، ومن المسؤولين فيها الذين يقدمون لي كافة التسهيلات والإمكانات خلال الفترة التي أقضيها عندهم.