19 أكتوبر 2021

إنعام كجه جي تكتب: كم بلغ مهر ابنة بيل جيتس ؟

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

إنعام كجه جي تكتب: كم بلغ مهر ابنة بيل جيتس ؟

طاف السؤال في ذهني وأنا أتابع أخبار زواج ابنة الملياردير الأمريكي بيل جيتس والشاب المصري نائل نصار. إن جنيفر لا تحتاج مهراً. لكن الخبر يقول إن حفل العرس سبقه عقد للقران تم وفق الشريعة الإسلامية. وبهذا فإن العقد يتضمن مقدماً للصداق ومؤخراً.

كم مقدم العروس وكم مؤخرها؟ في زماننا، أي في سبعينات القرن الماضي، درجت بين الشباب في بغداد عادة الاقتران بزملاء الجامعة. كانت ساحات الكليات هي المكان المتاح لتعارف البنات والأولاد، ولم تكن النوادي الاجتماعية منتشرة في أوساط كثيرة، ولا كانت وسائل التواصل قد غزت العقول.

وبما أن خريج الجامعة لا يملك، في العادة، غير مرتبه البسيط، فقد تنازلت عرائس كثيرات عن مهورهن واكتفين بمبالغ رمزية تسجل في العقد.

وكان من زملائنا وزميلاتنا من اختار محابس بسيطة فضية اللون لتكون خواتم للزواج. وهي لم تكن من الفضة بل من معدن الطائرات الأمريكية التي أسقطها ثوار فيتنام.

ولم أعد أذكر كيف كانت تلك «المجوهرات» تصل إلى بلادنا. نعرف أن بيل جيتس، والد العروس، ليس بالرجل الطمّاع، فهو يتبرع بالملايين للمشاريع الإنسانية. كما أوصى بميراثه لمؤسسة خيرية وأعلن أنه لن يترك لكل واحد من أبنائه الثلاثة سوى عشرة ملايين دولار.

وفي أوساط جيتس وجماعته فإن الحديث يدور بالمليارات وما الملايين سوى «خردة». أما والدة العروس فقد قرأت عنها أنها امرأة تحب الخير وتمنح من وقتها الكثير لمساعدة من يحتاج للمساعدة. وإذا كانت جنيفر قد تربت على قيم مثل هذه فهي لن تكون مختلفة عن والديها. إن الجاه لديها يعني الكفاءة. ولهذا اختارت رياضياً أولمبياً سليل أب عصامي مثل أبيها، اشتغل واجتهد وكوّن نفسه بنفسه. وهي لم تلتفت لاختلاف الدين لأنها تؤمن بالحب الذي لا يفرّق بين البشر.

جاء في الأخبار أن العرس كان متواضعاً بالقياس لثروة العائلتين. وأن العروس لم تتزين بقلائد الألماس بل اكتفت بقرطين صغيرين. كان في إمكانها أن تطلب حجارة من القمر، أو سريراً من الذهب. لكن ما حاجة الفارسة المقدامة للمجوهرات وهي تبحث عن زوج يفهمها ويشاركها هواياتها، وفوق ذلك يتمتع بخفة الدم المصرية الأسطورية؟ أحب أن أتخيل صاحب ميكروسوفت، بيل جيتس، وهو يفرك يديه سعادة ويعلن لضيوفه بصوت طيب الذكر يوسف وهبي: «دي مش صفقة... أنا اشتريت راجل».