جاء تكليفها لإدارة محطة خارجية وهي شابة في مقتبل العمر بمثابة تحدٍ لإثبات قدرة المرأة الإماراتية على العمل في جميع الميادين، وفي نفس الوقت فرصة لانطلاقها لمناصب أعلى.
بالإصرار والثبات تمكنت مع فريق عملها من تحقيق أهداف ورؤية ورسالة الشركة وتحقيق أعلى مستويات الإنتاج.
هي فاطمة المهيري، نائب الرئيس لشؤون المبيعات بمجموعة الاتحاد للطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة:
ما العوامل التي واكبت اختيار التخصص الجامعي؟
شغفي للمواد العلمية وحصولي على تقدير ممتاز في الدراسة الثانوية أهلني للحصول على منحة لدراسة الطب في الخارج فكانت وجهتي فرنسا، خلال العام الأول حرصت على استغلال الفرصة لتقوية مهاراتي في اللغة الفرنسية واكتشاف ذاتي، عندها أدركت أن دراسة الطب لا تتناسب وشخصيتي وأعدت النظر في اختياري، فكان القرار في تغيير التخصص لدراسة إدارة الأعمال في جامعة مونبلييه جنوب فرنسا. وبعد التخرج انضممت لشركة الاتحاد للطيران عبر برنامج «المدراء الخريجين»، اخترت العمل في قسم المبيعات بعد أن أتيح لي الاطلاع على مختلف الاختصاصات لاختيار ما يتوافق مع رغبتي.
تشغلين منصب نائب الرئيس لشؤون المبيعات بمجموعة الاتحاد للطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما المهام والمسؤوليات المنوطة بك في هذا المنصب الحيوي؟
كوني مسؤولة عن إدارة فريق من 50 شخصاً في جميع إمارات الدولة، أتعامل مع جزء منهم بشكل يومي ومباشر لتسهيل وتيرة العمل وانسيابيتها، أحرص على تحقيق رؤية الشركة وأهدافها ورسالتها ووضع استراتيجيات واضحة ومبتكرة، التعاون مع كافة إدارات الشركة والعمل على قيادة وتحفيز فريق العمل والتكيف مع جميع المتغيرات لتحقيق الأهداف المنشودة وتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية التي تفوق النتائج المتوقعة والمخطط الوصول لها.
مشاركة يوم الباستيل الفرنسي
أول إماراتية تتقلد منصب مدير عام منطقة في الشركة، حدثينا عن مهام عملك في إدارة القسم التجاري لمكاتب الاتحاد في فرنسا ومن قبله قيادة محطة الشركة في كندا؟
في المحطات الخارجية حصلت على خبرة كبيرة لإدارة فريق العمل والقدرة على التعامل مع أقسام وإدارات فرعية للإدارات الرئيسية في الشركة تتبع إدارتها عملياً لمدير عام المحطة كالمبيعات والمالية، الترويج والرعاية، دراسة السوق وتحديد الأسعار، الموارد البشرية وتعميق العلاقة مع الشركاء وإبرام العقود، والاهتمام بأعضاء برامج الولاء للاتحاد، وبحكم طبيعة المساحات الشاسعة للدول التي عملت فيها والمقسمة لمدن وأقاليم لم يقتصر العمل على المقر الرئيسي، كان أمراً حتمياً القيام بالزيارات الدورية والتواصل مع الشركاء والشركات السياحية للاطلاع على سير عملية الطلب والشراء وتقديم الدعم اللازم وجذب المزيد من العملاء لبرنامج الولاء للاتحاد، والترويج من خلال حضور المناسبات الوطنية التي تنظمها سفارات الدولة في كندا وفرنسا لتقديم دعمها للشركة.
ما الذي اكتسبته على المستوى الثقافي والاجتماعي في البلدان التي عملت فيها؟
في كندا تعلمت بأن لا وجود للفروقات بين الأشخاص باختلاف البلدان أو الديانات التي ينحدرون منها، وهذا ما لم ألحظه في مكان آخر، في فرنسا تعرفت إلى تاريخها واكتسبت الكثير من ثقافتهم العظيمة.
على كل امرأة إماراتية اغتنام الفرص المتاحة في كافة المجالات للتمييز والإبداع والاستفادة من الدعم المتاح
من خلال عملك ما الرسالة التي حاولت أن تنقليها للمجتمع الدولي عن الإمارات؟
أثبتت المرأة الإماراتية وجودها في المحافل الإقليمية والدولية وتفوقت في مختلف المجالات، ونحن كفريق عمل في طيران الاتحاد نسعى ونعمل لبلوغ أهدافنا بقوة وإصرار وثبات مستلهمين العزيمة من قيادتنا الملهمة، رسالتي: على كل امرأة إماراتية اغتنام الفرص المتاحة في كافة المجالات للتمييز والإبداع والاستفادة من الدعم المتاح، بالعمل الدؤوب والمثابرة تتحقق جميع الأهداف.
مشاركتها الاحتفال باليوم الوطني للدولة في تورونتو
ترافق جميع البدايات تحديات وصعوبات، هل لكِ أن تطلعينا على أهم ما واجهته خلال مشوارك؟
من التحديات التي واجهتني العمل كامرأة مغتربة بعمر 27 عاماً تتولى منصب مدير عام لمحطة خارج الدولة، كيفية التعامل مع موظفين غالبيتهم العظمى يتفوق علي بالعمر والخبرة المكتسبة خلال سنوات طويلة من العمل، تجاوزتها بالتركيز على تبادل الخبرات معهم ووضع استراتيجية وأهداف مشتركة تمكنا من تحقيقها سويةً، كما رافقت تلك الفترة السعي للحصول على شهادة الماجستير ومواجهة تحدي الوقت والسعي لإيجاد طريقة مثلى للتنسيق بين استمرارية عمل المحطة وفق الخطط والاستراتيجيات التي اعتمدتها لتحقق أهدافها والتجهيز لإعداد رسالة الماجستير وحضور المحاضرات المطلوبة بين تولوز وهيوستن، تجاوزتها بفضلٍ من الله بالصبر والثقة بالنفس والعمل الدؤوب، أما صعوبات العمل في فرنسا تغلبت عليها بالحكمة والخبرة التي اكتسبتها من التجارب السابقة.
لماذا كانت أول محطة مهمة بالنسبة لك؟
إضافةً لتحقيق هدف الشركة، حرصت على أن أترك بصمة مميزة لإيماني أن المنصب الأول هو الاختبار الأول الذي يمكن للشخص الانطلاق منه لمناصب أعلى أو التوقف فيه، لذلك كنت مصممة وفريقي على اجتياز التحديات والوصول للأهداف لأتمكن من التوسع في مجالات العمل واكتساب ثقة الناقل الوطني.
كيف تنظرين لمسألة تمكين حكومة دولة الإمارات للمرأة الإماراتية، وكيف تلمست أبعاد هذا التمكين؟
تسعى حكومتنا الرشيدة لتمكين ودعم المرأة، وعلى قمة هرم مساعي تمكينها تأتي جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، لدعم المرأة في مختلف المجالات، وتلمست أبعاد هذا التمكين شخصياً من خلال الاهتمام الذي حظيت به من الدولة إيماناً بقدراتي التي لولاها لما تمكنت من الوصول لهذا المنصب كغيري من آلاف بنات الإمارات اللاتي كن نموذجاً حياً ومثالياً في العزيمة والإصرار على تحقيق النجاح.
ماهو طموحكِ، وأين تجد نفسها فاطمة المهيري في المستقبل؟
لا سقف لطموحاتي وأحلامي، كيف لا وأنا ابنة دولة الإمارات التي لا تعرف المستحيل ولا تؤمن به، أتمنى الاستفادة من كل الفرص الممكنة لخدمة الوطن، أن أكون ضمن القيادات المؤثرة إيجابياً في سير عملية البناء والابتكار في ظل حكومتنا الرشيدة.