05 ديسمبر 2021

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

كاتبة صحافية

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

غابت تسعة أشهر عن أسرتها ثم عادت وقد ازدادت نحولاً.. إنها شارلين، أميرة موناكو، التي تعاني اضطرابات صحية ونفسية استدعت وضعها في مصحة خاصة، خارج الإمارة.

ما حقيقة الحالة التي تمر بها المرأة الشقراء التي كانت بطلة أولمبية في السباحة وشابة بكامل صحتها حين تزوجت الأمير في عرس رائع نقلته الشاشات إلى العالم أجمع؟

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

ليس هناك ما يبعث على الحزن مثل صورة وردية نراها تتحول أمام أعيننا إلى لقطة بالأسود والأبيض. هذا حال السعادة التي كانت تخيم على قصر الإمارة في موناكو وعلى تلك الأسرة الصغيرة التي اكتملت فرحتها بولادة طفلين توأم، ذكر وأنثى، هما الأميران الصغيران جاك وجابرييلا.

منذ أشهر والطفلان البالغان من العمر 7 أعوام يعيشان بعيداً عن والدتهما الأميرة شارلين. لقد سافرت في مهمة اجتماعية إلى موطنها الأصلي في دولة جنوب إفريقيا لحضور جنازة ملك قبائل الزولو، لكن غيابها طال وأثار التساؤلات. وهي تساؤلات ليست جديدة بل رافقت رحلة حياتها مع ألبير، أمير موناكو، منذ أن كانا خطيبين وحتى مشهد بكائها الغريب في حفل عرسها، أمام كاميرات العالم أجمع.

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

غابت عن احتفال إمارة موناكو بعيدها الوطني

بعد طول ترقب، فوجئنا بعودة الأميرة من رحلتها الطويلة، لكنها لم تعد إلى قصرها الرابض فوق صخرة تطل على البحر المتوسط من ضفته الشمالية، بل لتقيم في مكان مجهول لم يكشف عنه. كما غابت عن احتفال إمارة موناكو بعيدها الوطني في التاسع عشر من شهر نوفمبر.

وبسبب إلحاح الصحفيين اضطر زوجها الأمير، في مقابلة مع مجلة «بيبل» نشرت مؤخراً، إلى الاعتراف بأن أميرة موناكو نزيلة مصح خارج موناكو، للعلاج من تعب جسماني شديد ومن إرهاق نفساني يستدعي تدخلاً طبياً.

وأضاف أن القرار كان قرارها بالتشاور مع عائلتها، وبعد جلسة جمعتها بعمتها وباثنين من أشقائها وزوجة أحدهما. لقد اقتنعت بأن من الأفضل لشفائها أن تبتعد عن مهماتها الرسمية وعن البروتوكولات التي كانت ترتبط بها بحكم موقعها الرسمي. ووعد الأمير بأنه سيذهب مع طفليهما لزيارتها ولكن ليس في الوقت الحالي.

شارلين تكلم أطفالها عبر الهاتف
شارلين تكلم أطفالها عبر الهاتف

هل هو تعب نفسي أم أزمة زوجية؟

كتب معلقون كثيرون ينتقدون أمير موناكو وبروده في التعامل وتكرار خياناته لزوجته. فقبل سفرها إلى جنوب إفريقيا، فاجأت شارلين مواطني موناكو بظهورها بتسريحة لا تنسجم والشخصية الرصينة التي عرفت بها.

ظهرت بتسريحة شعر غريبة
ظهرت بتسريحة شعر غريبة

كان ذلك في الحفل السنوي لتوزيع هدايا عيد الميلاد على عدد من الأطفال. لقد حلقت جانب رأسها تماماً وتركت الجانب الثاني. وكان يمكن للأمر ألا يفسر بأكثر مما يحتمل لكن تلك التسريحة «الاحتجاجية» جاءت إثر تقدم إحدى النساء بدعوى إثبات نسب ضد أمير موناكو. وزعمت صاحبة الدعوى أنه أقام علاقة معها في ذات الفترة التي كان فيها يتودد لشارلين ويستعد لإعلان خطبتهما.

وعقب ذلك الاحتفال لم يعد أحد يشاهد شارلين في موناكو. أعاد غياب الأميرة إلى الأذهان ذلك المشهد المفاجئ لانخراطها في بكاء مرير أثناء مراسم عرسها. وكتبت الصحف الشعبية، يومذاك، أن العروس حاولت الهرب عبر مطار نيس قبل ساعات من بدء مراسم الاحتفال الذي نقله التلفزيون إلى ملايين المشاهدين في العالم. وبين كلام عن تدهور العلاقة بين الزوجين، وآخر عن شعور شارلين بأنها لم تأخذ الدور المناسب لها كأميرة.

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

تغاضت عن وجود طفلين للأمير قبل زواجهما لكن المزاعم الجديدة زعزعتها

بات واضحاً أن الصور التي كنا نراها في المجلات الملونة للأسرة السعيدة ليست سوى خدعة لحجب الحقيقة.

فمنذ تعرفها إلى الأمير ألبير عانت تردده في حسم طبيعة علاقته بها. كانت تعرف أن لديه ولداً وابنة غير شرعيين اعترف الأمير بانتسابهما إليه، وتعهد بالإنفاق عليهما دون أن يلزمه ذلك بمنحهما أي لقب أميري أو نصيب من تركته. ومن المعروف أن للأمير نجلاً غير شرعي يدعى بول ولد من علاقة سابقة مع مضيفة طيران إفريقية، ويبلغ الابن من العمر حالياً 18 عاماً. كما أن له ابنة شابة تدعى ياسمين هي ثمرة ليلة أمضاها مع سائحة أمريكية.

في مقابلة تقليدية أجرتها صحيفة محلية مع الأمير بمناسبة العيد الوطني لموناكو، أوضح ألبير أن زوجته قيد العلاج، كما كشف أن طفليه لم يعودا للدوام مع باقي رفاقهما في المدرسة بل تم تجهيز غرفة الرياضة في القصر الأميري لتكون صفاً يتلقيان فيه الدروس من ذات معلمتهما في المدرسة، وذلك لحمايتهما من تداعيات مرض «كورونا».

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

شائعات الطلاق لم تتوقف رغم النفي والصور السعيدة في الصحف

ولم تفلح تطمينات الأمير في وقف التكهنات. فقد أكدت رئيسة تحرير صحيفة «فواسي» الشعبية في تصريح لإذاعة «إر تي إل» أن صحة والدة الأميرين التوأم جاك وجابرييلا ليست على ما يرام منذ فترة طويلة، وهي قد أطالت المكوث في موطنها بجنوب إفريقيا لأنها كانت تخضع للعلاج من الإدمان على أنواع معينة من العقاقير وأدوية الأرق.

طفح الكأس بعد سفر شارلين وانتشار الشائعات، طوال الصيف الماضي، عن طلاق وشيك بينها وبين الأمير، قام ألبير الثاني باصطحاب طفليه في زيارة إلى جنوب إفريقيا للاطمئنان على صحة زوجته الموجودة «بسبب أزمة صحية» وفق الرواية الرسمية.

وكان منتظراً أن تنهي شارلين رحلتها وتعود إلى موناكو للمشاركة في رعاية سباق الجائزة الكبرى، لكن القصر الأميري أعلن أنها مضطرة للغياب بسبب إصابتها بالتهاب شديد في الأذن والحنجرة استدعي تدخلاً جراحياً يحرمها من ركوب الطائرة لعدة أسابيع. كان ذلك في يونيو الماضي.

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

خطبتهما طالت ست سنوات بسبب تردد الأمير في حسم موقفه

لكن الأزمة لم تكن عابرة، فقد دخلت شارلين إلى المستشفى وخضعت لجراحة طارئة. ولقطع دابر الشائعات زارها زوجها في رحلة قصيرة ونشرت صور عن لقاء الزوجين بعد فراق. ثم عاد ألبير إلى موناكو ولم تعد الأميرة. ليست الشائعات بظاهرة جديدة على تلك الإمارة الصغيرة الواقعة على الساحل الشمالي للمتوسط، إلى الجنوب الشرقي من فرنسا.

فقد كانت أخبار العائلة الأميرية ومغامرات أميراتها صيداً ثميناً للصحافة طوال العقود الخمسة الماضية، أي منذ أن اقترن الأمير السابق رينيه بنجمة هوليوود الممثلة الأمريكية جريس كيلي. ثم رحلت غريس في حادث سيارة، عام 1982 وتبعها رينيه. وتركزت الأضواء على أبنائهما: كارولين وستيفاني والنجل الوحيد ألبير ولي العهد.

لكن ألبير تأخر في الزواج ودخل في عدة علاقات عابرة قبل أن يلتقي بشارلين وتستوك، الرياضية الجنوب الإفريقية التي تزوجها بعد خطوبة طويلة دامت عدة سنوات. وبزواجه توقفت الشائعات عن ميول الأمير وطباعه المتكتمة. ومن جانبها أدت شارلين واجبها بتأمين ولاية العهد وأنجبت توأماً. لكن أميرة موناكو الجديدة والغريبة لم تعرف كيف تأخذ موقعها مثلما كان الحال مع الأميرتين جريس وكارولين.

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

هل هي بداية النهاية لزواج كان ملتبساً منذ البداية؟

نشرت صحيفة «بونت» الألمانية تقريراً عن طلاق وشيك في موناكو، وهو ما ردده موقع صحيفة «مدام فيجارو» الباريسية. وقال الصحفي ستيفان بيرن، المتخصص في شؤون العائلات النبيلة، إن أميرة موناكو كانت تبحث منذ فترة عن منزل في ضواحي جوهانسبورج، في جنوب إفريقيا. ونقل عن صديقتها كولين غلايسر، وهي ثرية ترتبط بصداقة قديمة مع شارلين، أنها ساعدتها في تأسيس شركة للنشاطات المالية في جنوب أفريقيا.

شارلين في جنوب أفريقيا
شارلين في جنوب أفريقيا

هل جاءت دعوى إثبات النسب التي تقدمت بها امرأة برازيلية ضد الأمير لتكون القطرة التي طفحت بها الكأس؟

لقد صفحت شارلين عن علاقات زوجها الماضية التي جرت قبل لقائهما. لكن الطفلة الجديدة المزعومة ولدت أثناء ارتباطها بالأمير، وهي لن تتقبل استمرار فضائح من هذا النوع.

تعرفت شارلين وتستوك، وهي سباحة محترفة تحمل ميدالية ذهبية أولمبية، إلى الأمير أثناء مسابقات رياضية في السباحة جرت في موناكو. كان قد بلغ من العمر 42 عاماً أما هي فكانت تبلغ 22 ربيعاً، ولم تتوقع أن يتقرب منها ويدعوها إلى العشاء، وهي لم تكن قد أحضرت معها ثوباً للسهرة، لكنه أهداها الفستان وملحقاته. كانت العائلة الأميرية قلقة بشأن تأخر ألبير في الزواج وظهرت تساؤلات عن حياته الخاصة وعلاقاته العابرة.

ومع ظهور شارلين في حياته صارت البطلة الأولمبية ضيفة دائمة على موناكو، تحضر الحفلات إلى جوار الأمير وترقص معه دون أن يتقدما خطوة. ست سنوات من الانتظار الممل والتكهنات حتى حانت لحظة الزواج.

أمير موناكو يعترف: زوجتي نزيلة مصحة نفسية

مشهد بكائها المرير في حفل عرسها ما زال ماثلاً في الأذهان

وشاهد الملايين العرس الجميل ولاحظوا أن العروس كانت شاردة تبكي بهدوء. فلم يكن من السهل على شابة من العامة اعتادت ارتداء الأحذية الرياضية والسراويل القطنية أن تتحول إلى أميرة ترتدي أفخم الثياب الممهورة بتواقيع كبار المصممين وأن تتحمل الضغوط البروتوكولية وتؤدي واجبات لا تناسب اهتماماتها.

وفي كتاب صدر عن منشورات «فايار» في باريس، يتضمن حواراً طويلاً مع الأمير، استعاد ألبير الثاني ذكرى اليوم الذي طلبها فيه للزواج، سنة 2010، قال «لم تكن لحظة رومانسية كما تتصورون، بل كنا في الجناح المخصص لشارلين في القصر، وكنت جالساً على طرف السرير بينما كانت هي تستعد لنخرج سوية، وقلت لها إن هناك ما أود أن أخبرها به قبل المغادرة... هكذا تم الأمر».

بعد ذلك اتصل بوالدها وطلب موافقته بالهاتف. إن التقاليد الأميرية تفرض عليه الحصول على مباركة الآباء. وهكذا، رنّ الهاتف في منزل مايكل وتستوك قبل عشر سنوات ليسمع الأب صوتاً خفيضاً مهذباً يطلب صاحبه أن يتزوج ابنته. وبحسب رواية الأب، فإن ذلك جرى أثناء كأس العالم بكرة القدم، وهو كان جالساً ينتظر بدء مباراة فرنسا ضد جنوب أفريقيا.

وفي اللحظة التي دخل فيها لاعبو الفريقين إلى الملعب وبدأوا ينشدون النشيد الوطني، اتصل به ألبير ليطلب يد ابنته، ويضيف الأب «وافقت وهنأته ثم سألته إن كان هناك أمر آخر يود قوله، لأنني كنت مستعجلاً لإنهاء المكالمة ومتابعة المباراة».