تصوير: محمد السمان
شخصية حيوية تؤمن بأن الإنسان لابد أن يعمل ما يحب حتى يجنب نفسه الشعور بانقضاء الحياة بلا متعة حقيقية، ترى أن الاستثمار الأمثل يكمن في التواجد ببيئة عمل تتناغم مع الميول والهوايات، اتخذت من مجال دراستها في الفن والتصميم جسراً تعبر به إلى قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، لتكمل مشوارها العلمي بنيل درجة الماجستير في دراسات المتاحف في عام 2014.
هي العنود الحمادي، رئيسة مشروع «فن أبوظبي» التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، التقيناها لنتعرف إلى طبيعة عملها ونكشف عن جانب من حياتها الشخصية:
تصوير: محمد السمان
نود التعرف إلى طبيعة المهام والمسؤوليات المنوطة بك كونك المسؤولة عن مشروع «فن أبوظبي»؟
يشكل «فن أبوظبي» جزءاً مهماً من البيئة الداعمة للثقافة والفنون في الدولة، فهو منصة لدعم الفنانين وصالات العرض من خلال برنامجه المتنوع، والذي تمتد فعالياته على مدار العام ويشمل معارض وفعاليات وحوارات وورش عمل، وكوني رئيسة هذا المشروع العملاق، فأنا وفريق عملي مسؤولون عن التسويق والإعلام وتطوير المنصة الرقمية، بالإضافة إلى متابعة العمليات اللوجستية المتعلقة بالزوار، وغيرها من الأمور التي تسهم في جعل الحدث يليق بإمارة أبوظبي.
خصصت حكومة أبوظبي في استراتيجيتها الاستثمارية ما قيمته 22 مليار درهم لدعم قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، كيف يسهم هذا في الارتقاء بمستوى الفرد والمجتمع؟
هناك توجه حكومي لدعم هذا القطاع المهم، فبجانب دوره الأساسي في الارتقاء بالوعي الفكري والإبداعي لأفراد المجتمع، يلعب دوراً رئيساً في الاقتصاد، فما يقدم له من دعم استثماري بالتأكيد يأتي ثماره فيما بعد، وهو ما ينعكس بالتبعية على تقدم المجتمع ككل، ويعد هذا توجهاً عالمياً تحسن فيه الدول جودة مجتمعاتها ومدى دعمها للثقافة والفنون.
منصة «فن أبوظبي» الإلكترونية لاقت إقبالاً كبيراً من قبل صالات العرض والجمهور على حد سواء
شهد «فن أبوظبي» هذا العام مشاركة 49 صالة عرض من 19 دولة، فكم عدد الأعمال الفنية المقدمة والفنانين المشاركين؟
شهد المعرض هذا العام مشاركة أكثر من 600 عمل فني، لـ 190 فناناً، قدموا أعمالاً مبدعة جاءت لتؤكد أن الحراك الثقافي يشهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
فيما يخص المشاركات، هل كانت المحلية أم العربية أم الأجنبية الأكثر حضوراً؟
كان هناك توازن في المشاركات المقدمة، وأكثر ما لفت انتباهي الإقبال الكبير من داخل الدولة سواء لفنانين إماراتيين أو مقيمين، وهو شيء نراه يتبلور عاماً بعد آخر، ليعكس مدى وعي المجتمع بهذا القطاع، كما سعدنا بانضمام دولة الأردن للمعرض لأول مرة هذا العام، ونأمل في الدورات القادمة إلى مزيد من المشاركات خاصة العربية.
معرض «فن أبوظبي»
بعدما اكتسب المعرض زخماً عالمياً باعتباره محوراً لمختلف المواهب الإبداعية، هل يشكل ذلك عبئاً عليكم يفرض إضافة كل ما هو جديد لدورته القادمة؟
نبحث دائماً عن التطور وإضافة كل ما يمكن أن يظهر عملنا بالشكل المتطور والجديد، وأود الحديث هنا عن المنصة الرقمية التي تلقى إقبالاً كبيراً من قبل صالات العرض والجمهور على حد سواء، فرغم حضورنا الفعلي في منارة السعديات هذا العام إلا أن المنصة أثبتت تواجدها بشكل ملفت، حتى أن هناك عمليات بيع وشراء للوحات والأعمال الفنية تتم من خلالها، وما يفرض علينا الاهتمام بها وتطويرها كونها نافذتنا إلى العالم.
من خلال تقييمكم للإيرادات ونسب الحضور الفعلي للمعرض، هل تأثر الفن بجائحة «كورونا»؟
لاحظنا من خلال متابعة بيع التذاكر تقارب نسب حضور الجمهور هذا العام مع ما سبقه في الدورات التي سبقت الجائحة وكأن هناك تعطشاً من قبل الجمهور لزيارة المعارض، وكذلك الإيرادات الخاصة بالمبيعات، بل على العكس وجدنا ارتفاع في نسبتها بعض الشيء، وهو ما يؤكد عدم تأثر الناحية الاقتصادية للفن والحمد لله.
مع المشاركين في المعرض
هل لك أن تكشفي عن أغلى لوحات «فن أبوظبي» في نسخته الـ 13؟
تجاوزت لوحة زيتية معلن عنها مبلغ 500 ألف دولار، وهذا كما أوضحت المعلن عنها، لأن هناك صالات عرض لا تكشف عن قيمة قطعها الفنية بشكل مباشر.
كيف ساهمت التقنيات الحديثة في جذب الزوار لبرامج «فن أبوظبي»؟
بلاشك ساهمت التقنيات الحديثة في جذب جمهور متنوع ومختلف، فبعد أن أصبح الاطلاع على كل ما يحدث في العالم يتم بمجرد كبسة زر، بات الفن أيضاً يحصد نصيبه من هذه التقنيات التي أزالت حواجز الزمان والمكان، فباتت الفعاليات والأنشطة والمعارض افتراضية يسهل الوصول إليها ومتابعة كل ما هو جديد فيها بل وأصبح اقتناء الأعمال وشراؤها أكثر سهولة ويسراً، فبكل تأكيد ساعد التطور التكنولوجي هذا المجال بشكل كبير.
أشرت من قبل إلى أهمية رد الجميل للوطن، فماذا تعنين بذلك؟
تحظى ابنة الدولة بدعم كبير من القيادة الرشيدة، وأتذكر كم الرحلات الثقافية والفنية التي قمت بها لعدة دول مثل إسبانيا وإيطاليا والصين وغيرها للاطلاع على ثقافتها والاستفادة من تجاربها، وكلها زيارات كانت أكثر من رائعة أفادتني كثيراً في حياتي العلمية والعملية، وهو ما يتحتم علي وغيري ممن حظي بهذه الفرص أن يرد ولو جزءاً من جميل الوطن عليه.
هل ينم اختيارك تخصصاً دراسياً وأكاديمياً مرتبطاً بالثقافة والفن عن جذور عائلية لديها حس فني؟
لدينا مواهب متعددة في العائلة، فهناك من يهوى الرسم ومن يتذوق الفنون المختلفة، ولكن في الحقيقة كنت أنا السباقة في اختيار هذا التخصص في المجال العملي، وفتحت الباب لجيل جديد في العائلة يبحث عن الاستمتاع بعمل يناسب هوايته، إذ أصبحت مرجعاً لمن هم أصغر مني، يأتون ليسألوني عن تجربتي.
تصوير: محمد السمان
ما رسالتك في الحياة؟
رسالتي الأساسية هي تربية أبنائي على حب الحياة وممارسة الشيء الذي يريدونه بشغف، وألا يختاروا مجال عمل يسرق أعمارهم دون جدوى، فالحياة جديرة بأن نعيشها ونحن سعداء في ظل العيش تحت سماء دولتنا الحبيبة.