2 يونيو 2022

مهرجان فينيسيا السينمائي 2022 يستعد لدورة استثنائية.. وهذه أهم التوقعات

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مهرجان فينيسيا السينمائي 2022 يستعد لدورة استثنائية.. وهذه أهم التوقعات

تشير كل الدلائل هذا العام إلى أن الدورة المقبلة من مهرجان «فنيسيا» السينمائي الدولي ستعزز من القيمة الاستنائية لمهرجان يختلف عن منافسيه الأساسيين برلين و«كان».

مدير المهرجان ألبرتو باربيرا كتوم بشأن ما يقوم باختياره من أفلام وهو كان ذكر في العام الماضي أن العديد مما عرضه مهرجان «كان» السينمائي سبق وعرض عليه لكنه آثر عدم اختياره.

والناتج أن الدورة الماضية من المهرجان الإيطالي حفلت كالعادة بالأعمال المهمّة. ليس أن «كان» لم يحفل بها، لكن الحديث هنا عن تحرر المهرجان الإيطالي من القيود التي تقيد حركة المهرجان الفرنسي أكثر مما يجب.

ما هي هذه القيود أساساً؟ كيف تؤذي المهرجان الفرنسي؟ وإذا كانت مؤذية كيف يحافظ مهرجان «كان» على نجاحه سنة وراء سنة؟

مهرجان فينيسيا السينمائي 2022 يستعد لدورة استثنائية.. وهذه أهم التوقعات

يختلف كان عما سواه في أنه أكبر حجماً وأكثر استعراضاً لكل جوانب السينما فنية كانت أو تجارية. والمقصود في بال إدارة «كان» هو التحوّل من مجرد مهرجان إلى مناسبة تعمل على كل صعيد ممكن وتستفيد من الدفق الإعلامي الكبير الذي يصاحب نشاطاته وأفلامه. ليس هناك من خطأ في هذا الهدف، لكن الخطأ المستمر والذي ينجح «كان» في تجاوزه هو «كان» هو كل شيء، بما فيه الفن، لكن هذا ليس تماماً كما لو كان الفن في صلبه.

نعم أفلام كثيرة تعرض فيه وكلها تنتهج حالات وأساليب غير تجارية، لكن وجودها في هذا المحفل هو غرض تجاري بحد ذاته. غرض يفيد صانعي الأفلام إعلامياً سواء فازوا بالجوائز أم لا. يفيد الرغبة في التميّز وتسجيل حضور في التاريخ. يفيد المهرجان من حيث استعادة زبائنه المفضلين وإضافة جدد فوقهم.

وبما أن جل المعروض مرتبط تجارياً بصفقات الإنتاج والتوزيع فإن المرء يكتشف أن كل ما يراه هو فرنسي بطريقة أو بأخرى.

هو إما فرنسي مشترك أو فرنسي بالكامل.

تنافس شديد هذا الوضع لا يغيب عن المهرجانات المنافسة. أو- بالأحرى- عن المهرجانين المنافسين برلين وفنيسيا.

إذ هناك، بلا ريب، حرية أكبر من تلك المتوفرة في المهرجان الفرنسية. حرية الانتقاء تبعاً للجودة بصرف النظر عن منتجيها وبلدانها.

القيمة الفنية لأفلام مهرجان فنيسيا الدولي

مهرجان فينيسيا السينمائي 2022 يستعد لدورة استثنائية.. وهذه أهم التوقعات

المسألة، منذ سنوات عدة، أن مهرجان فنيسيا الإيطالي يمنح الناقد والمشاهد العادي قاعدة أعرض من العروض وحرية أكبر في الاختيارات. ليس هناك من رابط تسويق، لكن البزنس موجود على نحو فالت لا يعرقل المنحى الفني الكامل للمهرجان.

الأفلام تأتي بسبب قيمتها الفنية وليس تبعاً لعقود مسبقة. الإنتاجات ليست مشتركة دوماً بين إيطاليا وسواها. القادمون إلى هناك، وهم في ازدياد، يغرفون من شعبية السينما وليس من شعبية الاحتفال ذاته.

على هذا الأساس فإن الدورة المقبلة من مهرجان «فانيسيا» التي ستنطلق في الحادي والثلاثين من آب/ أغسطس وتنتهي في العاشر من أيلول/ سبتمبر تبدو من الآن حافلة بالإنتاجات الجديدة والمتميّزة.

على سبيل المثال، هناك اشتراك مؤكد للمخرج المكسيكي- الأميركي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو الذي كان فيلمه «روما» فاز بذهبية المهرجان الإيطالي سنة 2018 وتوجه بعد ذلك ليتلقف جوائز الأوسكار في العام التالي.

الفيلم الجديد عنوانه «باردو» الذي يجوب في المجتمع المكسيكي اليوم من جوانب شتى (كما يذكر السطر الوحيد المتوفر حوله حتى الآن).

فيلم «باردو» Bardo
فيلم «باردو» Bardo

سيجاوره على الأغلب الفيلم الجديد (للمكسيكي الآخر) غوليرمو دل تورو وعنوانه «بينكويو» مع كايت بلانشت وتيلدا سونتن وإيوان مكروغر.

الفيلم من نوع الأنيميشن مع تصوير حي وهو الثاني المأخوذ عن رواية كارلو كولودي الشهيرة. الثاني من إخراج روبرت زميكيس وما زال طي التصوير.

للممثلة كيت بلانشت فيلم آخر قد يرى النور على شاشة «فانيسيا» هو Tar، كذلك الحال بالنسبة لتيلدا سونتن التي شوهد لها في كان «ثلاثة آلف سنة من الشوق». فيلم سونتن الجديد عنوانه «الابنة الأبدية» لجوانا هوغ.

كيت بلانشت في برلين لتصوير فيلم Tar


أيضاً في الجعبة «السبّاحون» لسالي الحسيني (حول حكاية مهاجر سوري) وفيلمين أحدهما لنواه بامبوخ («ضوضاء بيضاء») والثاني لسباستيان ليلو تحت عنوان «المتجول».
هذا الأخير من بطولة الممثلة الجديدة فلورنس بوف التي سنراها في فيلم آخر متوجه إلى ڤنيسيا وهو «لا تقلق يا حبيبي» للمخرجة أوليفيا وايلد.

فيلم «السبّاحون» مأخوذ عن القصة الحقيقية للأخوات السابحات يسرا و سارة
فيلم «السبّاحون» مأخوذ عن القصة الحقيقية للأخوات السابحات يسرا و سارة

من بين الأفلام العديدة الأخرى الفيلم الجديد لوز أنرسن الذي اعتاد تفضيل مهرجان «كان» على سواه. ما يبدو ماثلاً أنه قرر نقل عتاده إلى المهرجان الإيطالي إذ يشارف الآن على الانتهاء من تصوير فيلمه الجديد «مدينة مذنبات». وهو إن لحق بموعد «فنيسيا» فسيحضر مصحوباً بعدد وفير من أبطال الفيلم منهم مارغوت روبي وسكارلت جوهانسن وأدريان برودي وبل موراي.

 

مقالات ذات صلة