لقاء مع د. أمينة الماجد.. مؤسس ورئيس جمعية «المرأة سند للوطن»
28 يونيو 2022

لقاء مع د. أمينة الماجد.. مؤسس ورئيس جمعية «المرأة سند للوطن»

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

لقاء مع د. أمينة الماجد.. مؤسس ورئيس جمعية «المرأة سند للوطن»
د. أمينة الماجد - تصوير: محمد السماني

في مسيرة الدكتورة أمينة عبد الله ماجد الماجد، مؤسس ورئيس جمعية «المرأة سند للوطن»، الكثير مما يستحق الوقوف عنده، كشفت عنه في حوارنا معها الذي أطلت به على أهم مراحل عملها في السلك التربوي وصولاً إلى قرارها باقتحام عالم الاستشارات والتدريب واهتمامها بالعمل التطوعي وحكايتها مع تأسيس الجمعية وشغفها للعلم الذي ما زال ينبض لليوم دون توقف، ونتلمس الخطوات التي شكلت شخصية حملت على عاتقها الكثير من القضايا المجتمعية.

د. أمينة الماجد - تصوير: محمد السماني
د. أمينة الماجد - تصوير: محمد السماني

كيف تستحضر د. أمينة الماجد طفولتها؟

ولدت في إمارة أبوظبي وتزوجت بعمر 14 عاماً حيث كان من الطبيعي زواج الفتيات في هذه السن، لكن الفارق بيني وبين غيري هو أن أحد شروط والدي كان أن أواصل تعليمي. شغفي للعلم والمعرفة والرغبة بأن أكون إنسانة إيجابية هي الدوافع التي ساعدتني على إنهاء الدراسة الثانوية، ومن ثم الحصول على دبلوم التأهيل التربوي وأنا في عمر الـ19، وأم لخمسة أبناء تواصل مسيرتها للحصول على شهادة البكلوريوس في العلوم الإدارية وتعمل بمنصب مساعد مدير مدرسة.

كيف ترصدين مسيرتك العملية بعد 33 عاماً من العمل في المجال التربوي؟

مع بداية تخرجي في المرحلة الجامعية بدأت مرحلة أخرى من مشواري العملي في مجال الإدارة الذي عملت على تطويره بشكل مستمر، خلال رحلة 23 عاماً من العمل كمديرة في مدرسة القادسية أفخر بأني قدمت كل ما تمكنت من تقديمه بكل أمانة وإخلاص، حققت الكثير من النجاحات كمديرة وإدارية تحمل جميع صفات القيادة أوجدت بيئة تشجع الجميع على العمل والنجاح، كنت الأخت والزميلة لمعلمات مدرستي والصدر الحاني والأم التي تمكنت من مساعدة بناتها من تحقيق النجاح في الكثير من الأنشطة والفعاليات على مستوى الدولة ومنطقة الخليج العربي، متواجدة معهم في جميع الأوقات نعقد اللقاءات وننظم المحاضرات لمناقشة القضايا المهمة، أبواب مكتبي مشرعة على مدار اليوم لاستقبال شكاواهم واستيعاب مشاكلهم.

د. أمينة الماجد مع أطفال مخيمات اللاجئين
د. أمينة الماجد مع أطفال مخيمات اللاجئين

ما الذي أطل بك على عالم التدريب والاستشارات؟

منذ دخولي ميدان التعليم الثانوي الذي كشف الكثير من الخلافات والقضايا الأسرية أخذت على عاتقي القيام بدور اجتماعي، حيث جاءت فكرة الدخول في مجال الاستشارات التربوية والأسرية الذي لامس تطلعاتي، حصلت على شهادة دبلوم الاستشارات الأسرية ومدرب دولي معتمد ودبلوم في البرمجة اللغوية والعصبية ودبلوم في لغة الجسد وتحليل الشخصية وشهادة في التخطيط الاستراتيجي، وبدأت بتطبيق جميع ما حصلت عليه من علوم ومعارف في حل الكثير من القضايا الأسرية والتربوية وترك بصمة مؤثرة في كل ورشة وبرنامج قدمته في التنمية البشرية والتخطيط الاستراتيجي والإدارة سواء في الإمارات أو في دول أخرى كالسعودية وقطر، والكويت، وقطر وعمان.

نتلمس من خلال مسيرتك اهتماماً كبيراً بالعلم، من أين تستقين ذلك؟

شغفي للعلم وإيماني بكونه ضرورة ملحة ما زال الإنسان على قيد الحياة، زاد من إصراري على المشاركة في الكثير من الدورات التدريبية والتطويرية، وكان عاملاً مهماً في تقدمي في المجال الأكاديمي عبر إكمال الدراسات العليا والحصول على الماجستير في الإدارة وشهادة الدكتوراه في إدارة الموارد البشرية، وأساسه حب الوطن والرغبة في رد جزء بسيط من جميله.

خدمتي في مجال التربية والتعليم وخاصةً في المدارس الثانوية أكسبتني مهارات مختلفة وإلماماً تاماً بجميع احتياجات العملية التعليمية

تحفل مسيرتك العملية بجملة من الجوائز والتكريمات، ما هي العوامل التي مكنتك من ذلك؟

خدمتي في مجال التربية والتعليم وخاصةً في المدارس الثانوية أكسبتني مهارات مختلفة وإلماماً تاماً بجميع احتياجات العملية التعليمية والتعامل مع الأفراد وإدارة الأساليب الحديثة والفعالة في التعليم، ما أهلني للحصول على جائزة الشيخ خليفة للتميز التربوي «فئة الإدارة المتميزة في دورتها الأولى»، وجائزة الشيخ حمدان للتميز الإداري «فئة الإدارة المتميزة»، هذه الجوائز كانت دافعاً قوياً للحفاظ على النجاح والتميز والبقاء في القمة، كما حصلت على جائزة الشيخ خليفة للتميز «أمناء جائزة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان» وجائزة خبراء العلاقات الدولية من برلمان الشباب العربي، والدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية لسنة 2020 من جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث، وتم منحي لقب سفيرة السلام الدولي لسنة 2020.

د. أمينة الماجد خلال تقديمها دورة للكوادر التدريسية في مخيمات اللاجئين
د. أمينة الماجد خلال تقديمها دورة للكوادر التدريسية في مخيمات اللاجئين

يبدو أن لعلاقتك بطالباتك أبعاداً أخرى، كيف تصفين هذه العلاقة؟

لم تكن علاقتي بهن علاقة مديرة بطالباتها، وإنما أم مع بناتها، فمن أجمل ذكريات المدرسة التفرغ للجلوس معهن ومناقشة قضاياهن ومشكلاتهن، أرفض أسلوب الفصل أو حرمان الطالبة من الحصص الدراسية، لكني في نفس الوقت كنت حازمة بوضع لائحة للعقاب على بعض السلوكيات المرفوضة بطريقة ابتكارية إيجابية وتكليفهن ببعض النشاطات وتقديم خدمات اجتماعية، قبل أن أنتقل للعمل كمسؤولة نطاق وأحال إلى التقاعد بشكل غير متوقع.

يبدو أن قرار التقاعد لم يكن متماشياً مع رغباتك؟

لا أنكر حزني وتأثير القرار في ذلك الوقت، فالموظف الذي يمتلك مؤشرات تميز في عمله لا يتوقع أن يكون قرار تقاعده بهذه السرعة، ومع كونه نهاية العمل في المجال التربوي لكنه كان بداية مرحلة العطاء اللامحدود وأجمل ما فيها تحرري من قيود الوظيفة.

ورشة مهارات الإبداع والابتكار في بيئة العمل


من متابعتنا لمسيرتكِ تلمسنا اهتمامك بالعمل التطوعي، ماذا تخبرنا د. أمينة عن ذلك؟

بعد التقاعد مباشرةً تطوعت مع جميع الهيئات والمؤسسات ذات النفع العام في مختلف إمارات الدولة، وانتسبت لمنظمة تربوييون بلا حدود التي ضافرت جهودها مع الهلال الأحمر الإماراتي للاستفادة من الخبرات الوطنية في تقديم خدمات ودورات في مجال التعليم وفنون الإدارة للهيئات التدريسية والإدارية في مخيمات اللاجئين، كما تطوعت لتقديم دورات تثقيفية في المؤسسات العقابية ومراكز الأحداث والمركز الوطني للتأهيل، فمن الجميل أن يكون الإنسان كريماً بعطائه لا ينتظر مقابل ويمتلك عقلية المنتج التي تبنى عليها الأوطان.

رصدت من خلال العمل في الاستشارات ارتفاع نسب الطلاق في السنة الأولى من الزواج ولكون الأسرة هي نواة تطور المجتمعات استشرفت كمستشارة بضرورة وجود برامج ومشاريع تمكن المرأة في قيادة أسرتها

أسست جمعية «المرأة سند للوطن»، ما الأسس التي تركزت عليها وما هي أهدافها؟

تبلورت فكرة تأسيس الجمعية وأنا أقرأ إحدى مقولات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة عام 2020، «إننا اليوم نتطلع أن نعمل يداً بيد لاستشراف مستقبل المرأة الإماراتية لخلق قيادات نسائية على أن تكون سنداً حقيقياً للوطن مع الرجل».. ورصدي من خلال العمل في الاستشارات ارتفاع نسب الطلاق في السنة الأولى من الزواج وعدم تهيئة الفتيات والشباب على إدارة وقيادة الأسرة وتركيزها على النجاح وظيفياً، ولكون الأسرة هي نواة تطور وتقدم المجتمعات أدركت واستشرفت كمستشارة بضرورة وجود برامج ومشاريع تمكن المرأة في قيادة أسرتها، وبعد كتابتي رسالة من 20 سطراً وجهتها لدائرة تنمية المجتمع جاء التواصل من قبل وزارة تنمية المجتمع بعد فترة من الزمن لتكشف عن اهتمامها بالفكرة حيث بدأت بكتابة أهداف الجمعية والإعلان عن إشهارها بتاريخ 2021/7/5.

في أي المجالات تركت د.أمينة الماجد بصمتها؟

لا يمكنني أن أحدد في أي جانب كانت بصمتي، ففي كل محطة من محطات حياتي تركت بصمة أعتز وأفتخر بها، ففي المجال التربوي وعلى مدى 23 عاماً في مجال العمل الإداري المدرسي و33 عاماً في السلك التربوي تلمست الأثر من رضا أولياء الأمور واستشعرت أثره في رضا الله، وفي مجال الاستشارات كان الأثر واضحاً في علاج القضايا الأسرية ومنع الكثير حالات الطلاق، أما على صعيد المجتمعي كان الأثر أكثر وضوحاً في تقديم الكثير من الدورات والورش، وجميعها محطات تأملت أن أخدم فيها مجتمعي ووطني.

من الشخصية التي أخذت دور القدوة في حياتك؟

بدأت حياتي وأنا أتطلع لوالدي ووالدتي وتضحياتها لأسرتها، بعد أن كبرت وجدت نفسي ضمن الجيل الذي أسس لتشكيل نواة مجتمع جديد قائده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» الذي ما زال صدى كلماته يترد على مسامعي خلال زيارته لنا في المدارس، يلتقي بنا في قصره يمسك بأيدينا ويمسح على رؤسنا، ونستشرف المستقبل بعد ذلك مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله».

 

مقالات ذات صلة