مؤخراً، وخلال المؤتمر Cin-Con الذي تعقده شركات صالات السينما في لاس فيغاس، قام المخرج جيمس كاميرون بعرض مقتطفات من الفيلم الجديد «أفاتار 2» الذي انتهى من مراحل ما بعد التصوير قبل أسابيع قليلة، ما عرضه لم يزد على 12 دقيقة قابلها تصفيق حاد في النهاية من قبل السينمائيين والضيوف المشاركين في المؤتمر. أكثر من منتج ورئيس ستديو ردد كلمة واحدة: "مذهل".
الفيديو الترويجي الثاني من «أفاتار 2» أو Avatar: The Way of Water
كان كاميرون وقف قبل العرض وخطب قائلاً «يأتي هذا الفيلم بعد عامين على موعده السابق بسبب وباء كوفيد 19 الذي منعنا من العمل أشهراً كثيرة. لكنه يأتي أيضاً لكي يُثير الانتباه إلى أننا، هنا في السينما الأمريكية، بحاجة إلى أفلام خيالية ضخمة. أفلام تحقق مليارات الدولارات وتعرض على شاشات كبيرة من دون حدود زمنية يلزمها بالتوقف للتوجه إلى المنصّات الخاصة».
ذكر كذلك أن الجزء الثاني سيطرح مشكلة التلوّث البيئي «في الفيلم سنجد أن الآدميين ما زالوا غير مكترثين لما سيحل بالعالم حال تلوّث بيئته. سيمارسون فوق الكوكب البعيد ما مارسوه هنا على الأرض». وعندما سأله البعض، عما إذا كان سيقوم بتحقيق فيلم آخر تحت الماء (على غرارThe Abys_s سنة 1989 وDeep Sea Challane سنة 2014، قال: «لم يعد لدي الوقت لتحقيق أفلام تحت الماء، لذلك قمت بجلب الماء إلى «أفاتار 2». صنعنا مسبحاً عميقاً وكبيراً يعكس عمق وحجم المحيط وصوّرنا فيه أحداثاً كثيرة. العنوان بدوره يحمل كلمة ماء لأنه كل شيء في هذه الحياة».
في هذا الخصوص تكشف الأنباء الواردة من مكاتب الإنتاج (الفيلم من تمويل «تونتييث سنتشري فوكس» وتوزيع «ديزني ستديوز» التي كانت اشترت فوكس في صفقة بمليارات الدولارات قبل سنتين تقريباً) أن العديد من المشاهد التي تم تصويرها في ذلك الحوض الشاسع لم تفز برضى المخرج ما استوجب إعادة تصميم الحوض وإعادة استخدام الكومبيوتر غرافيكس للإيهام بأن وورنثينغتون وكايت ونسلت والآخرين يسبحون بلا أدوات تنفس ولمدد طويلة.
المشكلة هي أن التجارب الأولى لم تكن ناجحة وكاميرون أمر بإلغاء كل الترتيبات السابقة والعدول عن استخدام التكنولوجيا بنسبة كبيرة لصالح التصوير الحي. تفسيره لذلك أن المشاهد التي تم تصويرها باستخدام مناهج الكومبيوتر غرافيكس بدت له مصطنعة.
بعد مشاهدتها قال للمتواجدين حوله من فنيين وممثلين «لا شيء يضاهي التصوير الحي تحت الماء».
أرقام يعلن عنها المخرج جيمس كاميرون لأول مرة
في ذلك اللقاء في مؤتمر لاس فيغاس ذكر كاميرون بعض الأرقام الطريفة، فقال إن سيغورني ويفر استطاعت البقاء تحت سطح الماء لست دقائق (رقم ممتاز لممثلة تجاوزت السبعين). كايت وينسلت (46 سنة) بقيت تحت الماء لأكثر من 7 دقائق.
ما سبق ليس سوى جزء محدود مما يتوقع المرء مشاهدته على الشاشة. لم يتفاوض كاميرون مطلقاً بشأن متطلباته والكيفية التي يريد تحقيق كل مشهد عبرها مهما كانت غرابته. لم يتراجع عن قرار إلا بناءً على تجربة لم تفز برضاه ولم يذعن لكلمة «مستحيل» في الوقت ذاته.
قصة الفيلم
يحكي الجزء الجديد عن عائلة الآدمي صولي (وورثينغتون) الذي كان وقع في حب مخلوقة الفضاء نايتيري (سالدانا) حين تعارفا في الجزء السابق. الآن هما زوجان ولديهما أطفال ويعيشان سعيدين إلى أن يكتشفا أن أهل الأرض عادوا للتوسّع في السيطرة واحتلال أراضٍ جديدة فوق ذلك الكوكب الجميل.
الوجهة الوحيدة أمام العائلة هي الهرب صوب منابع ماء تلتقي عندها بآخرين من سكان الكوكب الذين سيتدارسون كيفية مواجهة أهل الأرض.
المخرج جيمس كاميرون
إعادة عرض «أفاتار» الأول في صالات العرض الأمريكية
التحديات لا تنتهي حتى بعد مراحل العمل. فالتحدي المقبل يكمن في عملية طرح الفيلم على شاشات السينما في الرابع عشر من ديسمبر، 2022. لكن العديدين ممن ظهروا في ذلك الجزء الأول يعاودون الإطلال في الجزء الثاني (والجزء الثالث أيضاً) ومنهم سيغورني ويفر وزووي سالدانا وسام وورثينغتوون وجيوفاني ريبيسي وستيفن لانغ. في المقابل ضم الجزء الجديد بضع ممثلين لم يشتركوا سابقاً ومن بينهم كايت ونسلت وميشيل يوه وأونا تشابلن.
تحسّباً لأي احتمال، قرر كاميرون وشركاؤه في الاستوديو إعادة عرض «أفاتار» الأول في صالات العرض الأمريكية قبل شهر وأسبوع من بدء عرض الجزء الثاني، وذلك لإتاحة عودة الذاكرة لمن شاهد الجزء الأول قبل 12 سنة ثم نسي تفاصيله... أو ربما لم يشاهده بعد.