مجلة كل الأسرة
12 سبتمبر 2022

من يرث الملكة إليزابيث الثانية؟

كاتبة صحافية

من يرث الملكة إليزابيث الثانية؟

ماتت الملكة، عاش الملك. عبارة تتوارثها الشعوب منذ أيام العائلات الملكة في أوروبا، القارة التي توصف بالعجوز.

كانوا يهتفون: مات لويس الثالث عشر، عاش لويس الرابع عشر. واليوم تنشر الصحف البريطانية على صدر صفحاتها الأولى عنوان: ماتت الملكة إليزابيث الثانية، عاش الملك تشارلز الثالث.

هل ورث ولي العهد تاجاً وعرشاً فحسب أم ثروات أخرى؟

من يرث الملكة إليزابيث الثانية؟

نهار السبت، في العاشر من الشهر الجاري، تمت تسمية الأمير تشارلز ملكاً لبريطانيا باعتباره ولي العهد العتيد لوالدته الملكة إليزابيث التي جلست على عرش البلاد لفترة قياسية بلغت سبعة عقود. إنه لقب جديد للنجل الأكبر الذي كان يحمل لقب «أمير ويلز» ثم تخلى عنه لولده وولي عهده الأمير الشاب وليام.

وباستثناء اللقب الملوكي، ماذا أخذ الملك العاهل الجديد عن والدته الراحلة؟

عقارات ومزارع

قصر باكنغهام
قصر باكنغهام

من المتداول أن ملكة بريطانيا كانت من أغنى النساء في العالم. وبحسب صحيفة «الصنداي تايمس» فإن ثروتها تقدر بـ 370 مليون جنيه استرليني، أي حوالي 436 مليون دولار.

فهي كانت تملك 315 عقاراً سكنياً، وممتلكات تجارية من أرقى المراتب والآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية. إن ثمن قصر «بالمورال»، الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة في اسكتلندا، يبلغ 100 مليون جنيه استرليني، وسعر منزلها الريفي «ساندرينجهام» يبلغ 50 مليوناً.

تسلسل ورثة الأسرة المالكة البريطانية
تسلسل ورثة الأسرة المالكة البريطانية

توضح الصحفية الفرنسية ماريون برودوم، المحررة في مجلة «بوان دو فو» المتخصصة في شؤون العائلات المالكة، أن ثروة الملكة ستنتقل إلى عدة أفراد من ورثتها. وطبعاً القسم الأكبر من التركة سيذهب إلى نجلها البكر الملك تشارلز.

وبحسب القانون البريطاني فإن هذا الإرث سيكون معفياً من ضريبة التركات. وتم سن هذا القانون للحيلولة دون تبعثر الممتلكات الملكية وتبخرها مع مرور الزمن وتعاقب الملوك. ويرجح ديفيد ماكلور، مؤلف كتاب «الثروة الحقيقية للملكة»، أن تكون الملكة قد تركت وصية تخص فيها عدداً من العاملين معها بمكافآت معينة ومعقولة، دون أن تكون كبيرة.

مجوهرات التاج

مجوهرات التاج

ورغم عدم وجود ما يفرض على أفراد العائلة الكشف عن حجوم ثرواتهم، فإن إليزابيث الثانية تملك، أيضاً، محفظة مهمة من الأسهم المالية ومجموعة ثمينة من الطوابع التي يقدر سعرها بأكثر من 100 مليون جنيه استرليني. وقد وردت هذه المعلومة في «القائمة الغنية» التي نشرتها صحيفة «التايمز» في العام الماضي.

أما مجوهرات التاج البريطاني ذات الشهرة العالمية فإنها تساوي ما مجموعه 3 مليارات جنيه، وهي تعود للملكة بشكل رمزي وتنتقل من بعدها لولي عهدها. ولكن هل يحق للملوك والملكات التصرف بها، أي بيعها أو إهدائها لغريب عن العائلة؟ ذلك ما لم يحدث من قبل.

القصور الملكية

قصر هوليرود
قصر هوليرود

من المنتظر أن يبقى الملك الجديد في لندن، وهو كان يقيم في «كلارنس هاوس»، فهل سينتقل إلى قصر «بيكنجهام» المملوك للدولة؟

تجيب ماريون برودوم أن ذلك ليس أكيداً. فهناك أعمال ترميم وصيانة كثيرة يحتاجها القصر الملكي. وبسبب تلك التصليحات فإن الملكة كانت تمضي غالبية وقتها في قصر «وندسور»، وتضيف «ليس هناك ترابط بين اللقب الملكي وبين القصور.
فقد جرت العادة أن يستخدم الملك عدة قصور توضع تحت تصرفه، ومن حقه الاحتفاظ بها».

إن قصر «بالمورال» الذي اعتادت العائلة المالكة قضاء الصيف فيه سينتقل إلى الملك تشارلز، وكذلك قصر «ساندرينجهام» الذي تستقبل العائلة فيه أعياد رأس السنة.

منحة ملكية

تشارلز أول الورثة
تشارلز أول الورثة

يستفيد تشارلز أيضاً من منحة سنوية تسمى «المنحة السيادية» من الخزانة العامة، حُددت بنسبة 15 في المئة من عائدات إرث التاج، وتشمل خصوصاً ممتلكات عقارية وأيضاً مزرعة ضخمة لطاقة الرياح، وتصب إيراداتها في الخزانة العامة منذ قانون صادر عام 1760.

وبلغت هذه المخصصات 86,3 مليون جنيه استرليني للفترة 2021-2022، بما في ذلك أموال طائلة خُصصت لتجديد قصر بيكنجهام لمدة عشر سنوات (34,5 مليون جنيه لعام 2021-2022).
كما تتيح المنحة السيادية تمويل النفقات المتعلقة بالأنشطة الرسمية لتمثيل الملك أو أفراد أسرته، ولا سيما رواتب الموظفين وصيانة القصور وتنظيفها، والرحلات الرسمية وكذلك حفلات الاستقبال.

دوقية فخمة لوليام

منطقة كورنوايل
منطقة كورنوايل

ماذا عن الأمير وليام، نجل الملك وولي عهده؟ لقد انتقل مؤخراً إلى «إديلاييد كوتيج»، غير بعيد عن «وندسور» وعلى مسافة 40 كيلومتراً عن لندن، وكان هدفه أن يكون قريباً من جدته الملكة.

وقد ذهب أطفاله إلى مدارس في المنطقة مع حلول السنة الدراسية الجديدة. لهذا فإن من المستبعد أن ينتقلوا قريباً إلى مدارس في مناطق أخرى. لكن وليام سيحوز دوقية كورنوايل التي تبلغ عائدياتها 21 مليون جنيه استرليني في السنة. وكانت هذه المنطقة الملكية عائدة لأبيه حتى الآن، وهي تتضمن أراضي زراعية وعقارات سكنية ومزرعة للمحاصيل الطبيعية غير المسمدة. وبالتأكيد فإن عائدات هذه المنطقة ستؤمن لولي العهد ولعائلته حياة رخية جداً.

بالمقابل، فإن الملك الجديد، الذي تقدر ثروته بـ 87 مليون جنيه استرليني، سيرث دوقية لانكستر، وهي منطقة بلغت عائداتها في العام الماضي 24 مليون جنيه استرليني.

أما كاميلا، زوجة الملك التي كانت تحمل لقب دوقة كورنوايل، فإنها أصبحت تحمل لقب الملكة المرافقة. وبهذا فإن كل واحد من الأفراد المقربين من إليزابيث الثانية ارتقى مرتبة في الألقاب بعد وفاتها.

تشارلز صار ملكاً، والأمير وليام صار ولياً للعهد، ومن بعده أبنائه ثم شقيقه هاري. فهل يكون هذا الأخير الخاسر الوحيد في كل هذه التنقلات؟

تبادل ألقاب

كيت ميدلتون ارتقت في اللقب
كيت ميدلتون ارتقت في اللقب

لقد ارتقى وليام وزوجته كيت ميدلتون في لقبيهما. ففي عام 2011 حملا لقب دوق ودوقة كامبريج. وها هما يصبحان دوق ودوقة كورنوايل وكامبريج. هذا بالإضافة إلى أن وليام نال أيضاً لقب أمير ويلز. وهو ما أعلنه والده الملك تشارلز الثالث عند تنصيبه.

من جهته، ترك الأمير فيليب، زوج إليزابيث، إرثاً أكثر تواضعاً بقيمة 30 مليون جنيه استرليني عند وفاته في أبريل 2021، بحسب «سيليبريتي نت وورث». إذ كان يمتلك بالأخص مجموعة من اللوحات وثلاثة آلاف عمل فني، تم توريث معظمها للأصدقاء والعائلة.