22 أبريل 2021

أسرار لا تعرفونها عن علاقة ديانا بالأمير فيليب

كاتبة صحافية

أسرار لا تعرفونها عن علاقة ديانا بالأمير فيليب

ليس صحيحاً أنه كان عدوها ويترصد أخطاءها. جاءت وفاة دوق أدنبرة، زوج ملكة بريطانيا، لتكشف صفحات خفية من العلاقة الخاصة التي ربطت بين الأمير الذي رحل عن 99 عاماً وبين كنته الأميرة ديانا سبنسر التي سبقته في الرحيل وهي في عز شبابها بعد أن أودى بها حادث سيارة.

الأعمار بيد الله. هناك من يعمر طويلاً وهناك من ينقصف عمره بين ليلة وضحاها وهو في شرخ الشباب. كانت ديانا في السادسة والثلاثين حين غابت عن هذه الدنيا واستحقت لقب أميرة القلوب. وكان الأمير فيليب يكره فكرة الاحتفال ببلوغه المئة عام، فرحل عن الحياة قبل المئة بشهرين. وفي كلتا الحالتين، ستبقى حكايات الأمراء وبهرجة التيجان ودسائس القصور تغذي المخيلة الشعبية وتلهم المؤرخين وتملأ الكتب والمجلات المصورة.

الأميرة ديانا تحتمي بالأمير فيليب
الأميرة ديانا تحتمي بالأمير فيليب

كيف بدأت الحكاية؟

في صورة جميلة تجمع بين زوج ملكة بريطانيا وبين كنته ديانا، نلمح الكثير من التواطؤ. كان ذلك زمن الوئام الذي سبق الخصام. وهي صورة التقطت في عام 1994، أي بعد عامين من انفصال الأميرة عن زوجها ولي العهد الأمير تشارلز. إنها تقف بجواره في الصورة وكأنها تحتمي بقامته المديدة النحيلة.

 لقد سبقته في الرحيل بأكثر من 20 عاماً. لكن وفاته في 19 من الشهر الجاري أعادت فتح ملف العلاقة بينهما.

وهي علاقة لا يمكن وصفها سوى بأنها خاصة ومتفردة. لم تكن اتفاقاً على طول الخط ولا عداء دائماً.

بدأت الحكاية في «بالمورال». فقد سحرت الليدي ديانا سبنسر العائلة المالكة منذ زيارتها الأولى إلى ذلك القصر الملكي. كانت في التاسعة عشرة من العمر، جميلة وخجولة وسليلة أسرة أرستقراطية، تمتلك كل الصفات التي يمكن أن تجعل منها عروساً مثالية لولي العهد. هكذا كانت تفكر والدته الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب.

أراداها زوجة لابنهما تشارلز وتوسما فيها صورة الملكة المقبلة للعرش البريطاني. وكان ولي العهد في الثانية والثلاثين، وقد تأخر في الزواج دون أن يستقر قلبه على شابة معينة. لكن العائلة لم تكن ساهية عن علاقته القديمة والمتجددة مع سيدة من علية القوم تدعى كاميلا، متزوجة من الكابتن باركر بولز.

وقف إلى جانبها في عرسها
وقف إلى جانبها في عرسها

لماذا تأزمت العلاقة؟

سارت خطة الملكة وزوجها على السكة الصحيحة، وأبدى تشارلز موافقة على العروس المقترحة.

كيف كان له ألا يعجب ببراءتها الظاهرة ووجنتيها اللتين تحمران خجلاً عند أي انفعال، وكذلك نظرات عينيها اللتين لا ترفعهما تأدباً؟

 قرر تشارلز الزواج أخيراً، وبالتالي ضمان مستقبل العائلة المالكة. ويقول ريتشارد كاي، محرر شؤون العائلة المالكة في صحيفة «الديلي ميل» إن الأمير فيليب قام بكل ما يمكن القيام به ليجعل ديانا تضحك وتشعر بالترحيب والراحة.

ويضيف أن دوق أدنبرة كان شديد الارتباط بها، كما يتضح من الرسائل المتبادلة بين الأمير وزوجة ابنه. لقد تبادلا الإعجاب والود.

وكان زوج الملكة يوقع جميع رسائله إليها بعبارة: "مع كل حبي، با"، وبا هي اختصار لبابا، فقد كان يعتبرها ابنته، خصوصاً وأن علاقتها مع والدها الحقيقي لم تكن على ما يرام. وكانت ديانا في الجلسات العائلية تسمي حماها«با» مثلما تسمي حماتها «ما»، أي ماما.

ديانا والأمير فيليب يتبادلان الضحكات
ديانا والأمير فيليب يتبادلان الضحكات

اشتهر الأمير فيليب بصراحته. كما اشتهر بتعليقاته اللاذعة التي كانت تصل إلى حد الهفوات. وهو لم يكن دائماً رقيقاً مع زوجة ابنه. فهو كان يريد لها أن تكون في خدمة المؤسسة، أي العائلة المالكة، وتمنحها كل وقتها وجهدها. ومع مرور الوقت بات يشك في التزامها بالمؤسسة. ومن جهتها حاولت ديانا بذل الجهود للاندماج في العائلة المالكة، وسعت العروس الشابة دائماً إلى ملء الموقع المخصص لها كما يجب. لكن حفل «زفاف القرن» الذي تم الاحتفال به في 29 يوليو 1981 تحول إلى كابوس بالنسبة لها حين اكتشفت أن تشارلز ظل قريباً من صديقته السابقة كاميلا.

تحولت الشابة الساحرة المحبة لزوجها إلى أميرة سريعة الانفعال، مشغولة بهاجس وجود منافسة لها تقاسمها قلب عريسها، بل لعلها تستحوذ على النصيب الأكبر من عواطفه.

كانت زوجة مطعونة في شبابها وجمالها وجاذبيتها، لاسيما وأن منافستها لا تملك الشباب والجمال ولا الشهرة، فما الذي يشده إليها؟ لم تجد ديانا إجابات لسؤالها، كما لم تعثر على الاطمئنان المنشود، ولا حتى بعد ولادة طفلهما البكر الأمير وليم، عام 1982، ثم شقيقه هاري عام 1984.

أسرار لا تعرفونها عن علاقة ديانا بالأمير فيليب

كان نصيراً لها لأنها مثله حلت غريبة على أجواء القصر

بدأت تنتاب ديانا نوبات من مرض عصبي يتمثل في التهام الطعام حيناً وفقدان الشهية أحياناً. وتجاهلت الأسرة أطوار الكنة الشابة واشتبهت في أنها تعاني ما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة. وهنا يعود ريتشارد كاي ليعلق قائلاً: «مهما كان سبب سوء حظها، فقد كان فيليب كثير التعاطف معها». ولعل تعاطفه يأتي من تربيته الصارمة التي ترفض أهواء ولده البكر وخيانته لزوجته وعلاقته السرية بامرأة متزوجة. إن فيليب هو الشخص الوحيد في العائلة الذي اختبر الحياة الواقعية بعيداً عن القصر الملكي. وهو قد تحول في تلك الفترة إلى صدر حنون لديانا، تجد لديه أذناً صاغية. لقد كانت مثله، قطعة إضافية في المؤسسة، تزوجت بفرد من العائلة المالكة وعليها أن تواجه ضغوط دورها الجديد ومسؤولياته.

عزيزي با، لقد تأثرت بشكل خاص برسالتك الأخيرة والتي أثبتت لي أنك تهتم بي حقاً. أنت متواضع جداً ولست متفقة معك حين تقول أنك لا تمتلك مهارات الإرشاد الزوجي

كانت ديانا تعاني سوء فهم العائلة لها، وإهمال زوجها واستمرار علاقته بصديقته كاميلا. وهي الفترة التي وجدت فيها دعماً كاملاً من الأمير فيليب، والد زوجها. كتب لها في إحدى رسائله: «سأفعل كل ما يمكنني لمساعدتك أنت وتشارلز، لكن يجب أن أعترف بأنني لا أصلح للعمل كمستشار زواج!». وقد ردت عليه: «عزيزي با، لقد تأثرت بشكل خاص برسالتك الأخيرة والتي أثبتت لي أنك تهتم بي حقاً. أنت متواضع جداً ولست متفقة معك حين تقول أنك لا تمتلك مهارات الإرشاد الزوجي».

أب حنون لكنه صارم - أسرار لا تعرفونها عن علاقة ديانا بالأمير فيليب
أب حنون لكنه صارم

كانت تريد منه أن يتدخل بشكل حاسم لوضع حد لعلاقة تشارلز وكاميلا، وأن يدفع الملكة للتأثير في ابنها. لكن إليزابيث الثانية لم تكن تريد القيام بأي خطوة يمكن أن تضر العرش. فهي لو هددت ولدها بحرمانه من ولاية العهد فإنه قد يتمرد عليها ويتنازل عن ألقابه في سبيل قلبه. لقد فعلها من قبل عمها الملك إدوارد الثامن الذي تنازل عن العرش في سبيل الزواج من سيدة أمريكية مطلقة هي واليس سمبسون.

كان الأمير فيليب منزعجاً حقاً من سلوك ابنه وشائعات الخيانة بين الزوجين. وهو قد ألقى باللوم على تشارلز. نقل المقربون من العائلة قوله له: «نحن لا نوافق على أن يكون لأي منكم عشاق». وكان تشارلز ساذجاً في نظر والده لأنه يخاطر بكل شيء في سبيل كاميلا. كتب أبوه لديانا: «تصورنا أن رجلاً في مثل موقع ولي العهد يجب أن يدعس على قلبه ونزواته ويلتزم بواجباته الملكية، ولم نتخيل مطلقاً أنه قد يرغب في تخليه عنك ليبقى معها».

أسرار لا تعرفونها عن علاقة ديانا بالأمير فيليب

في عام 1992، بعد عشر سنوات من المغامرات الزوجية التي نقلتها عناوين الصحف الإنجليزية بالبنط العريض، صدر كتاب أنهى حالة الوئام الأمير فيليب والأميرة ديانا. ففي السيرة الذاتية لإدوارد مورتون، التي نشرت بعنوان «ديانا قصتها الحقيقية»، تناول المؤلف تفاصيل كثيرة عن علاقتها المؤلمة مع تشارلز وعن شعورها بافتقاد التعاطف من جانب العائلة المالكة. وهي عبارات أثارت غضب الأمير فيليب إلى أقصى حد، وفقاً لما نشرته «الديلي ميل» يومذاك. ففي ذلك الوقت، كان مجرد ذكر اسم ديانا كافياً لأن يخرج فيليب عن هدوئه. فإذا كانت مستاءة إلى تلك الدرجة من العائلة المالكة فإن كل ما عليها القيام به هو أن تذهب وتبقى في الخارج. هذا كان رأي زوج الملكة. وبالفعل، في أواخر 1992، انفصل تشارلز وديانا. وقد جرى إعلان طلاقهما بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ.

وحتى وفاتها في 31 أغسطس 1997، لم تنقطع علاقة ديانا بحماتها وحماها، وواصلت مخاطبتهما بـ «ما» و«با»، خصوصاً وأنهما جدا طفليها.