02 أكتوبر 2022

عازفة العود شمسة الجسمي: ساهمنا في نقل الموروث الثقافي الإماراتي

محررة في مجلة كل الأسرة

عازفة العود شمسة الجسمي: ساهمنا في نقل الموروث الثقافي الإماراتي

ساهمت مراكز الطفل في إمارة الشارقة في اكتشاف موهبة عازفة العود الإماراتية شمسة الجسمي، التي دخلت خلسة غرفة الموسيقى في المركز وهي في الرابعة من عمرها، وجربت العزف على آلة المثلث وكانت الوحيدة القادرة على حملها، والتي لم تكن تعلم حينها أنها من أهم الآلات الموسيقية في ضبط الإيقاع، وعندما أتيحت لها الفرصة لتجربة آلة العود الخاصة بشقيقها الأكبر، أبدعت في تعلمه وعزفه، وثابرت حتى صارت اليوم الاسم الأبرز في قائمة الفنانين الشباب الإماراتيين.

تحدثت شمسة الجسمي لـ«كل الأسرة» عن رحلتها بين دراستها لهندسة الإلكترونيات، وموهبتها الموسيقية التي عززتها بالمشاركة في مبادرات وفعاليات فنية، أبرزها أضواء شبابية في جناح الشباب في «إكسبو 2020 دبي»، عبر أمسيات موسيقية متنوعة.

عازفة العود شمسة الجسمي: ساهمنا في نقل الموروث الثقافي الإماراتي

أين بدأت وإلى أين وصلت في العزف الموسيقي؟

العود آلة موسيقية إماراتية عربية بحتة، وقد تعلقت بها منذ صغري لأنها تعبر عن واقعنا وتاريخنا ووجدت أنها مميزة ومختلفة، ولقد تعلمت أساسيات العزف عليها وأنا في الصف الخامس، وعززت موهبتي عن طريق الاستماع، ولا أتذكر أنني عزفت بطريقة عشوائية، لأنني تعلمت في البداية على آلة المثلث التي تضبط الإيقاع بدقة، كما تعلمت عزف آلة البيانو، فالموسيقى كانت في البداية بالنسبة لي متنفساً وكنت أصحب العود معي في كل مكان، ولحسن حظي زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بالعازفين الشباب في الإمارات، وأصبحت أعزف أمام الجمهور وأمثل جيل الشباب في هذا المجال.

كيف تصفين شعورك في لقائك الأول بالجمهور؟

تمت دعوتي للمشاركة في منتدى المرأة العالمي في عام 2019، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الشخصيات النسائية من المؤثرات عالمياً، وكنت أتمنى حينها أن أكون واحدة منهن، وسألت نفسي: ما الذي ينقصني لأجلس بينهن؟ وجاءت الإجابة سريعاً، فبعد الانتهاء من العزف لحقت بي سيدة أجنبية وأشادت بعزفي وقالت لي «لقد مسست روحي بعزفك»، حينها أيقنت أنني أستطيع التأثير في الناس بإحساسي، وليس بالخطب والأحاديث الحماسية، ومنذ تلك اللحظة قررت التركيز على صقل وتعزيز موهبتي بالدراسة الأكاديمية في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، وشاركت من خلالها في العديد من الفعاليات الفنية، خصوصاً الرسمية.

وفرت لنا وزارة الثقافة والشباب البيئة الفنية المناسبة لتعزيز هويتنا الوطنية، وتغيير المفاهيم الخطأ السائدة بما يتعلق بالعزف الموسيقي

حدثينا عن تمثيلك للعازفين الشباب في المناسبات المختلفة؟

فخورة وسعيدة جداً بمشاركتي في الحدث العالمي التاريخي «إكسبو 2020 دبي» من خلال المؤسسة الاتحادية للشباب واستضافتها لنا في أمسيات موسيقية بجناح الشباب، حيث شاركنا ما وصل إليه الشباب الإماراتي في العزف بمختلف أنواعه، وساهمنا في نقل الموروث الثقافي الإماراتي، وكذلك شاركت مع طلبة محترفين من أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، من خلال حفل موسيقي بعنوان «ليلة العود» في أول أوركسترا للعود بقيادة الموسيقية آمال أحمد ميناء، على مسرح غرفة التجارة والصناعة في الفجيرة، وسط الطلبة المحترفين في العزف على آلة العود، كما كان لي دور إيجابي خلال فترة جائحة «كورونا»، عبر مبادرات وحفلات موسيقية من خلال مواقع التواصل، في حفلات «عن بُعد» لدعم الناس وتحفيزهم على تخطي الأزمة.

شمسة الجسمي أثناء تقديم ورضة فنية للشابات
شمسة الجسمي أثناء تقديم ورشة فنية للشابات

كيف تدعم دولة الإمارات الموسيقيين الشباب؟

وزارة الثقافة والشباب لا تألو جهداً كي تساعدنا على أن نثبت أنفسنا، فقد تم ترشيحي كعضوة في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، وأنا اليوم ضمن قائمة الفنانين الشباب الإماراتيين. وأيضاً وفرت لنا البيئة الفنية المناسبة كفنانين من أجل تعزيز هويتنا الوطنية، وتغيير المفاهيم الخطأ السائدة في المجتمع بما يتعلق بالعزف الموسيقي خصوصاً لآلة العود، التي يرفض الكثيرون عزف المرأة عليها، ويصفونها بأنها ذكورية. وبدوري أحرص على رد الجميل للبلاد بداية من مراكز الطفل في إمارة الشارقة، التي ساهمت في الكشف عن موهبتي الفنية، فأنا أقدم ورشاً فنية لأطفال المراكز، كما أحفز العديد من الشباب على تعلم العزف واكتشاف أنفسهم من خلال الموسيقى.

*تصوير: السيد: رمضان