في العام 1978 توجه اثنان، هما المنتجة دبرا هِل والمخرج جون كاربنتر، إلى مكتب منتج عربي اسمه مصطفى العقاد في منتصف بوليفارد صنست الشهير. حملا معهما مشروع فيلم بعنوان Halloween الذي تتوسطه شخصية قاتل مقنّع ارتكب جرائمه الأولى حين كان طفلاً ثم، بعد نحو 20 سنة، ظهر من جديد ليتخلّص من الناجية الوحيدة من العائلة.
حكى لي الراحل مصطفى العقاد ملابسات تبنيه المشروع، قال «اتصل بي المنتج إرفينغ يابلانس وأخبرني أن المنتجة دبرا هِل والمخرج جون كاربنتر يريدان زيارتي في المكتب لعرض مشروع فيلم «هالوين».استقبلتهما واستمعت إلى شرح كاربنتر للمشروع. وبصراحة لم أشعر بالحماس ولم أعد بشيء. بعد الزيارة اتصل بي يابلانس مرّة أخرى وحثني على قبول تمويل الفيلم».
لم تزد تكلفة الفيلم على 325 ألف دولار لكن ما حققه كان أضعاف هذا المبلغ المتواضع إذ بلغت إيراداته في الولايات المتحدة أكثر من 47 مليون دولار بقليل.
النتيجة فاجأت الجميع بمن فيهم مصطفى العقاد فبرمج سريعاً إطلاق جزء ثانٍ وذكر تكراراً بأن شروعه في هذه السلسلة من الأفلام منتجاً يؤمّن له الاستقلالية التي يبحث عنها.
فيلم «هالوين» الأول
فيلم «هالوين» عُرض في مثل هذا الشهر سنة 1978 وبناء على نجاحه تم إنجاز أحد عشر جزءاً ما بين 1981 والسنة الحالية. في العديد منها قامت الممثلة جايمي لي كيرتس بالبطولة (بما في ذلك الفيلمين الأخيرين Halloween Kills الذي شوهد في العام الماضي وHalloweedn Ends الذي انطلق للعرض في الرابع عشر من هذا الشهر).
قصة الفيلم
مايكل مايرز هو قاتل متوحش يرتدي قناعاً خافياً ورداءً أسود ويحمل سكيناً يقتل به. في الجزء الأول، كما تقدّم، قام بقتل أفراد عائلته إلا واحدة عاد بعد سنوات عديدة لينجز عليها.
الأجزاء اللاحقة، حافظت في معظمها، على هذا الخط غير المفسّر وبنجاح.
لغز مايرز لم يتم الإفصاح عنه بل التعامل معه كما هو، والنتيجة سلسلة الأفلام التي أنجزت أكثر من 773 مليون دولار منها نحو 450 مليون دولار قبل أن يتوفى العقاد سنة 2005.
الباقي جناه ابنه مالك الذي أكمل السلسلة من العام 2007 إلى اليوم. 558 مليوناً و866 ألف دولار هي من إيرادات الولايات المتحدة وكندا وحديهما.
هل سينجح الفيلم الجديد؟
فيلم Halloween Ends
الفيلم الجديد سينهي السلسلة (هذا ما هو مؤكد إلى الآن) لا حسب عنوانه فقط (Halloween Ends) بل تبعاً لرغبة مالك العقاد الذي ينوي تحقيق أفلام أخرى بعيداً عن هذه السلسلة.
«هالوين ينتهي» من بطولة كيرتس وكايل رتشارد وول باتون، سيدخل منافسة شديدة مع أكثر من عشرة أفلام عرضت هذا الشهر بمناسبة عيد هالوين.
فيلم Halloween Ends
على سبيل المثال، محطة Hulu عرضت Grimcutty الذي يدور حول مخاوف ولدين صغيرين من أن والديهما تحوّلا إلى مخلوقين مخيفين بعدما أدمنا الإنترنت (أمر لم يعد مستغرباً كما كان من قبل!).
بدوره، يتعاطى Spirit Halloween ومسألة الأرواح الشريرة من خلال حكاية ثلاثة مراهقين يدخلون متجراً لبيع كل شيء «هالويني» من بعد إغلاق المتجر ليكتشفوا وجود تلك الأرواح التي سترغب في عقابهم.
رعب من نوع مختلف نراه في Frost من حيث إن امرأة (ديفاني بن) ووالدها (فرنون وَلز) يجدان نفسيهما في منطقة جبلية ثلجية منعزلة يدافعان عن نفسيهما ضد عصبة من الأشرار. ثم هناك The Curse of Bridge Hollow الذي تطلقه نتفلكس من بطولة ماريون وايانز.
هذا وسواه يأتي في أعقاب النجاح الجيد الذي حققه قبل أسبوعين فيلم رعب جديد عنوانه Smile على صعيد الإقبال الجماهيري. كتبه وأخرجه باركر فِن كأول فيلم له الذي استمدّه من فيلم قصير قام بإخراجه قبل فترة ليست بالبعيدة بعنوان Laura Hasn’t Slept. فحوى الفيلم وهو أن طبيبة نفسية تستقبل مريضة نفسية تحدّثها عن أستاذها في الجامعة الذي أقدم على الانتحار أمامها. فجأة ستبتسم المتحدّثة وتغادر العيادة بعدما حذّرت بطلة الفيلم (سوسي باكون) من مصير مشابه.
فيلم Smile
هذه التركيبة تتطوّر بنجاح مقبول وكاف لأن يجلب الفيلم في أسبوعيه 92 مليون دولار عالمياً بينما لم تزد تكلفته عن 17 مليوناً دفعتها شركة باراماونت مدركة أنها التقطت بيضة من ذهب تستحق الإنتاج.
هذا ما عرض في نطاق هذا الشهر وحده، لكن سينما الرعب انطلقت بغزارة منذ بداية هذه السنة وشملت عدداً كبيراً تقع أحداثها في أماكن مختلفة.
إنه بيت كبير في منطقة إنسينو في لوس أنجلوس في Studio 666 وقلعة قديمة في House of Darkness وشقة في عمارة سكنية في Bodies وفي قبو في «القبو» ومنزل شاسع تحيط به مزرعة واسعة فيNight’s End عند ضروريات التنويع نجد في Deadstream لجوزف وفنيسا وينتر حكاية حول الأرواح التي تبغي الانتقام من أبطال الفيلم (أحدهم المخرج جوزف وينتر نفسه في دور مساند)،