"3 شارع عزيز أباظة بالزمالك"، هو عنوان أحد أقدم وأعرق القصور التي بنيت على الطراز القوطي الأوروبي في مطلع القرن العشرين في حي الزمالك بالجيزة في مصر. فهنا، على ضفاف نهر النيل، تقبع فيلا "هوج" كما عرفها سكان الزمالك منذ قرابة الـ 120 عاماً.
فمن هو "الخواجة هوج" المالك الأصلي للقصر؟ ولم جاء إلى القاهرة وقام ببناء هذا القصر الفاخر؟
مالك القصر الأصلي هو السويسري "جان هوج"
كان "جان هوج" مصرفياً سويسرياً ناجحاً، جاء إلى القاهرة برفقة زوجته "مارسيل هوج" في مطلع القرن الماضي وقرر الاستقرار فيها، على غرار الكثير من الأوروبيين الذين كانوا يتوافدون على مصر في تلك الحقبة من تاريخها.
قام "هوج" بتأسيس "بنك هوج" الذي كان يقع في شارع شريف بوسط البلد، ويُقال إن الفضل يرجع إليه في تنمية العلاقات التجارية بين مصر وسويسرا في ذلك الوقت.
بني القصر في عام 1907
قام بتصميم الرسومات الأصلية لمباني القصر المهندس الفرنسي "راؤول براندون" (1878 - 1941)، وهو ذات المعماري الذي صمم المبنى الفخم لمتجر "عمر أفندي" الشهير في شارع عبد العزيز بوسط القاهرة. وقد صمم القصر على الطراز القوطي الذي اشتهرت به قصور أوروبا في العصر الباروكي، ولهذا يعتبرها الكثيرون خير مثال للطراز المعماري العريق الذي تميزت به القاهرة في العهد الملكي خلال النصف الأول من القرن العشرين.
شيد القصر من قبل الشركة التي بنت المتحف المصري
قامت ببناء القصر الشركة الإيطالية "جاروزو وفيجي"، وهي نفس الشركة التي أنجزت بناء المتحف المصري العريق عام 1900، والذي لا يزال يوجد حتى الآن في ميدان التحرير بالقاهرة. وتتميز واجهات القصر الخارجية بوجود العديد من الشرفات الكبيرة المطلة على شاطئ النيل، والنوافذ الزجاجية الأنيقة التي تم استيراد زجاجها الفاخر خصيصاً من فرنسا. ويمكن للزائر أن يُميز ، فور وقوفه عند مدخل القصر ، حرف الـ H - نسبة إلى الحرف الأول من اسم "هوج" بالإنجليزية - مرسوماً بالأعمدة الرخامية البيضاء على المدخل الرئيسي للقصر.
ماذا بعد وفاة "جان هوج"؟
بعد وفاة "هوج" تم تأجير الفيلا لتصبح معهداً لتعليم الفتيات من بنات العائلات الأرستقراطية، عُرف باسم مدرسة "الأميرة فوقية الجديدة" للبنات، وقد التحقت بتلك المدرسة ، في ذاك الوقت، صفوة بنات الطبقة المخملية في القاهرة.
بعد ذلك، تم بيع الفيلا إلى "محمد سامح موسى بك"، أحد رواد الحزب السعدي (نسبةً إلى سعد زغلول)، كما بيعت بعدها عدة مرات إلى مُلاك آخرين، حيث قام أحدهم بتأجيرها إلى حكومة فنزويلا في مرحلة السبعينات، ومن ثم اشترتها رائدة التعليم الخاص بمصر، السيدة نوال الدجوي ، والتي قامت بعد فترة بتأجيرها للسفارة الجزائرية التي استخدمتها بدورها سكناً للسفير الجزائري.