تستلهم ستانيسلافا بريانك شغفها بالفن من القمر وجمال الشمس بغروبها وشروقها وأحاسيس الإنسان بصفة عامة، فلطالما كانت ستانيسلافا مفتونة بجمال سماء الليل، ليتحول هذا العشق للفن، إلى شكل من أشكال العلاج بالنسبة لها، فقد وجدت الراحة في الإبداع وساعدها الفن على تركيز مشاعرها وإيجاد الكلمات للتعبير عنها.
حاورنا ستانيسلافا وهي واحدة من أبرز الفنانات الصاعدات في دولة الإمارات، التي ترى أن الصحة النفسية موضوع مهم في أعمالها الفنية، وهي شغوفة باستخدام الفن لمعالجة نفسية الشخص وتعزيز الرعاية الذاتية والتعبير عن الذات. أقيم أول معرض فني لستانيسلافا في يناير 2023 في مسرح الفن الرقمي في دبي وهي حاصلة على شهادة معتمدة للعلاج بالفن.
حدثينا عن وجهة نظرك العلاجية من خلال الفن؟
لدي ابن مصاب بالتوحد، وأرى أنه أحد أكبر مصادر إلهامي، فقد وجدت أن العمل في مشاريع فنية بمنظور طفولي يساعد على رؤية الأشياء بصورة جديدة وتقدير الأشياء الصغيرة في الحياة، فمن خلال الفن، يمكننا أن نتعلم فهم وقبول عواطفنا وإيجاد طرق للتعامل مع المشاعر الصعبة.
ماذا عن تجربتك في الإمارات، كيف انعكست الأجواء فيها على فنك وماذا قدمت من فنون هنا؟
منذ صغري، كنت أميل إلى الفن والرسم، لكن من حين استقراري في دولة الإمارات بدأت أنتقل إلى مستوى جديد من الإبداع، حيث ألهمتني ثقافة البلد وتراثه ومناظره الخلابة للمزيد من الإبداع فبدأت أيضاً في التعرف إلى الأحداث الفنية المختلفة في الدولة، ما شجعني على التعامل مع هوايتي بجدية أكبر.
لطالما ألهمني جمال الهندسة المعمارية في الإمارات، حيث إنه يتمتع بمناظر جميلة في الصحراء والبحر ويتميز بالخيول والجمال وأشجار النخيل والتقاليد الغنية، لدرجة أن بعض أعمالي السابقة تعكس الكثير من هذه المناظر. فقد تغير المشهد الفني في الدولة كثيراً منذ افتتاح متحف اللوفر ومتحف المستقبل، إضافة إلى العديد من المواقع الفنية والثقافية.
ما طبيعة الأحداث المؤلمة التي أثرت في فنك؟ وكيف عالجت نفسك بالفن؟
واجهت فترة صعبة عندما اكتشفت أن ابني عيسى مصاباً بالتوحد، فقد تأخر تطوره، واستغرق وقتاً طويلاً لبدء المشي والتحدث، بينما كان يعاني أيضاً اضطراب المعالجة الحسية، لكن مع الكثير من العمل والعلاجات المختلفة، ساعدنا عيسى على التحسن في جميع المجالات، لكن التجربة هذه أثرت في وفي عائلتي بصورة كبيرة. وهنا كان الفن هو مهربي، ومكاني الآمن، وملاذي الذي ساعدني في العثور على السلام والهدوء.
أعتقد بأن أي شكل من أشكال الفن أو الموسيقى يمكن أن يكون أداة رائعة للتهدئة الذاتية والعلاج الذاتي، بغض النظر عن النتيجة، طالما أنك تستمتع.
ما قوة الفن على معالجة قضايا المجتمع؟
يمكن للفن أن يوفر منفذاً إبداعياً وعاطفياً للتعبير عن القضايا المجتمعية. يمكن للفن أن يلهم الأفراد والمجتمعات لاتخاذ الإجراءات، وتحدي المواقف السائدة، وإحداث التغيير أيضاً.
ومع ذلك، أعتقد بأن الفن وحده لا يكفي «لإصلاح» القضايا المجتمعية. يتطلب التغيير الحقيقي عملاً جماعياً وحلولاً منهجية، لكن يمكن للفن أن يلعب دوراً في بدء المحادثة، وإلهام التعاطف والتفكير، وتحفيز التغيير. في أعمالي الفنية، أحاول رفع مستوى الوعي قدر الإمكان والتحدث حول تحديات الصحة النفسية لأفراد المجتمع.
كيف استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي أداةً لنشر أعمالك الفنية وأفكارك؟
بدأت مؤخراً، بنشر رسائلي من خلال الفن. والآن بعد أن أصبحت أكثر انفتاحاً على الجمهور، فإن أحد تطلعاتي هو زيادة الوعي بمرض التوحد وجماله وصراعاته، إضافة إلى مساعدة الآباء الذين لديهم أطفال مصابين بالتوحد على الشعور بمزيد من الدعم. إضافة إلى ذلك، أود الاستمرار في رفع مستوى الوعي حول أهمية معالجة والتعرف إلى تحديات الصحة النفسية في العصر الحديث. الآن بعد أن أصبحت مدربة معتمدة في العلاج الفني للحياة، أتطلع إلى استضافة ورش عمل وتجمعات صغيرة، حيث سيتمكن الناس من تعلم كيفية العثور على السلام والراحة من خلال الفن.