16 أبريل 2023

في يوم التراث العالمي.. "صميم" قصة نجاح من "إكسبو 2020 دبي" تستعيدها الريم العامري

محررة في مجلة كل الأسرة

الريم العامري أمام جناح «صميم»
الريم العامري أمام جناح «صميم»

جسد جناح «صميم» في إكسبو دبي 2020 التراث الإماراتي بكل أصالته وروحه المفعمة بالحياة والقدرة على تجاوز التحديات.

شارك هذا الجناح تحت شعار «رواية تراثنا»وقدم منظومة شاملة للبيئات المختلفة من الصحراء إلى البحر والجبل وتفاصيل الماضي، بكل ما يحمله هذا الماضي من رونق الإبداع والقفز فوق الظروف للانطلاق نحو الحاضر وإرساء أسس المستقبل.

تستعيد الريم مبارك العامري، نائب مدير -عمليات الأجنحة والمعارض في «إكسبو 2020 دبي»ومدير الشراكات الاستراتيجية في المكتب الخاص للشيخ سعيد بن أحمد آل مكتوم، هذه المحطة الفاصلة التي لاقت تكريماً من جهات عدة.

في يوم التراث العالمي..

في يوم التراث العالمي، كيف تستعيد الريم العامري حضور التراث الإماراتي في «إكسبو 2020 دبي»؟

يوم التراث عند الإماراتيين ليس يوماً عادياً، بل يجسد روحاً تحتضن كل إماراتي وتذكره بأجداده وتحفظ له هويته وتحفزه لاستشراف للمستقبل. وقد كان لي الشرف أن أكون جزءاً من تظاهرة تاريخية في «إكسبو 2020» حيث أبدعت دولة الإمارات في عرض مهيب للعالم أجمع حول تراث الأجداد وما يشكله في ذاكرة كل إماراتي. أحمد الله أني كنت جزءاً من جناح «صميم» الذي روى تراث وماضي دولتنا وقدم رؤية لحاضرنا ومستقبلنا.

جناح «صميم» أعادني بالذاكرة إلى الطفولة واستعدت من خلاله صور البساطة والجمال وقدرة الإماراتي على تجاوز كل الصعوبات

هذا الجناح بكل ما حمله من صور الماضي من الرحى وأدوات صيد الأسماك قديماً والحرف التقليدية وغيرها قادني إلى التماهي مع صورة جدي رحمه الله وهو شاب على بعيره ويقود قبيلته عبر الصحراء. وتخيلت وجه جدتي وهي في خيمتها تقوم بتدبير شؤون البيت مع الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم قديماً والأزياء الإماراتية التي كانت تنسجها الجدات ورائحة الأكلات الشعبية التقليدية.

في هذا الجناح، وقفت أمام جزء من طفولتي ولو بالخيال وكأني كنت أرى أطفالاً صغاراً يلهون وكانت ضحكاتهم تدوي في الأرجاء، وكل تلك الصور رسخت داخلي مشاعر الحنين والشوق والحب لأفراد رحلوا واستعدتهم عبر هذه البقعة في جناح «صميم».

في يوم التراث العالمي..

جسد جناح «صميم» منصة للتعريف بالتراث الإماراتي، ماذا تستذكرين من رحلة رواد الجناح وما أبرز التعليقات التي سمعتها؟

في جناح «صميم»، تم إحياء التراث الإماراتي بشكل حي حيث يمكن للزائر رؤية من ينسج شباك الصيد وأخرى تنسج سعف النخيل وتصنع منه مفرشاً للأرض أو لحمل الأغذية، كما يمكنه الاطلاع على اللباس التقليدي بذوقه الرفيع والبسيط في آن حيث التناسق في الألوان والأشكال وارتداء ما يلائم البيئة والعادات والتقاليد وتذوق الأطباق الإماراتية التقليدية والقهوة الإماراتية وغيرها. فكل من زارنا كأنما فتح بوابة الماضي ودخل في أعماق المشهد وعاش لحظات جميلة من تراثنا. كنا نسمع الثناء والمديح وكل عبارات الشكر على هذه المحطات وخاصة أن جنسيات كثيرة زارت الجناح واطلعت على ملامح تراثنا وحتى أن البعض كان يوجه لنا كلمات الشكر على «هذا الوقت الذي ليس له مثيل» حسب تعبيره.

فقد كانت المشغولات اليدوية محطة كل زائر عربي وأجنبي، حيث كان كل منهم يتأمل في صناعة الإبداع والهندسة الفطرية التي كانت في زمن لم تتوافر فيه جامعات أكاديمية، ولكنه أبرز دور المناحي (يمكن أن أسميها الجامعات) الاجتماعية التقليدية التي توارثتها الأجيال مثل: السباكة والنجارة وصناعة السفن والخياطة والسف والبناء وغيرها الكثير.

في يوم التراث العالمي..

على الصعيد الشخصي، ما الذي يعني للريم العامري «رواية تراثنا» في حدث عالمي؟

يعني لي الكثير ويعيدني بالذاكرة إلى والدنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه. فأنا ابنة الإمارات ومن قلب الصحراء في العين من منطقة تسمى «الوقن»، ومنذ طفولتي كنت أحب مجالسة كبار السن والاطلاع منهم على الماضي وطريقة عيش الأجداد. ما وصلنا إليه اليوم هو بفضل الأجداد الذين أرست عطاءاتهم وتضحياتهم لكل هذا التحول، وثمة حلم يرافقني دوماً وهو أنه لو توافرت لي وسيلة أوصل بها رسالتي للشيخ زايد، طيب الله ثراه، أشكره فيها وأقول له إن الإمارات وصلت إلى الفضاء وقد حمل أبناؤك حلمك لأرض الواقع.

الريم العامري مع زائرات للجناح
الريم العامري مع زائرات للجناح

وماذا يعني لك نجاح هذا الجناح في إيصال الرسالة والتتويج بتكريمه؟

وصول جناح «صميم» للمركز الأول بمليون زائر في ستة أشهر يعني لي الكثير، فهو يعني لي التحدي والإصرار على النجاح كما يعني لي التكاتف مع إخواني وأخواتي في الجناح لأشهر طويلة للوصول إلى هذا المركز المتقدم. هذا التكريم يؤكد اسم الإمارات ورفعتها وتقدمها الدؤوب في تجسيد إبداعها للعالم وعمق تاريخها. فقد استطعنا إيصال صورة التراث الإماراتي لأكثر من مليون زائر على طبق من ذهب في هذا الحدث العالمي «إكسبو 2020».

الريم العامري مع مجموعة من الإماراتيات
الريم العامري مع مجموعة من الإماراتيات

في يوم التراث العالمي، ندرك تماماً أن المرأة الإماراتية هي الحارسة للتراث.. في تماسك مع هذا البعد، هل تعتبرين نفسك وصية على هذا الإرث؟

أنا ابنة التراث وتربيت في أرجائه. أعتبر نفسي جزءاً من هذا التراث الذي يستحضر «التلي» والدعون وصناعة الفخار والرسم بالحناء وصناعة خيام «بيت الشعر» وحرفة «السدو» وغيرها من ملامح تراث الأجداد. أعيد وأقول: أنا جزء من التراث ولا أستطيع فصل التراث عني، والمرأة الإماراتية هي جزء من هذا المجتمع الذي حافظ على التراث والهوية وكان سنداً للرجل في كل محطات قيام الدولة وكانت حاضرة دوماً في ماضيه وحاضره حتى وصل اليوم إلى الفضاء. لذلك، الريم وكل امرأة إماراتية مازال قلبها وسيبقى نابضاً بالماضي.