بفستان أسود شفاف تمكنت الطالبة الجامعية كيت ميدلتون أن تصطاد زميلها الأمير الوسيم وليام، نجل ولي عهد بريطانيا يومذاك. وهي ما زالت بعد سنوات من اقترانها به واقترابها خطوة إضافية من العرش، تراهن على رشاقة قوامها وعلى الفساتين التي تتابعها أنظار الأنيقات في العالم كله.
الفستان هو كلمة السر في قاموس كاثرين ميدلتون، أميرة ويلز وزوجة ولي العهد البريطاني، إنه مفتاح أساسي من مفاتيح جاذبيتها، وهي تعرف كيف تستخدم هذا المفتاح باستمرار ويندر أن تخطئ في اختياراتها. لكن الضبة لا تحتوي مفتاحاً واحداً فحسب بل تلحق بالفستان مفاتيح جانبية صغيرة تتعلق بالقبعة والحذاء والحقيبة والخواتم وأقراط الأذنين.
أناقة حتى في ثياب الرياضة
قبل أيام، في 25 من حزيران، ولضرورة المناسبة، تخلت كيت عن فساتينها وارتدت ثوب الرياضة. كان ذلك على أرض ملعب ويمبلدون حيث تبادلت عدة ضربات مع بطل كرة المضرب السويسري العالمي روجيه فيديرير. وتناقلت وسائل الإعلام تسجيلاً مصوراً للأميرة وهي تقول له «من اللطيف أن أراك ثانية». لقد تشاركا في مباراة ثنائية وسألها اللاعب بلباقة من يبدأ الإرسال أولاً، وأجابت كيت وهي تضحك «أظن أن ضربة البداية لك». وهكذا جرت المباراة في جو ودي حيث تمكنت الأميرة من تحقيق عدة نقاط ناجحة على حساب البطل العالمي. ويمكن في التسجيل رؤيتها وهي تطبطب الكرة عدة مرات، مثل اللاعبين المحترفين، ثم تذهب إلى زاوية الساحة لكي ترسلها في اتجاه خصمها. وبعد ذلك توجه الاثنان لتحية الأولاد الذين كانوا يجمعون الكرات، وهم من المتدربين الذين يستعدون لدورة ويمبلدون القريبة.
ثياب الرياضة كانت فاصلة قصيرة في البرنامج المزدحم لزوجة ولي العهد. فهي كانت قد تألقت بفستان أحمر ناري عند حضورها افتتاح سباق الخيل السنوي الشهير «روايال أسكوت». كان اللون بمثابة الصنارة التي اصطادت كل الأنظار. إن للأميرة سحراً نابعاً من مركزها كملكة مقبلة لبريطانيا، وأيضاً من شبابها وجمالها. وهي حتى لو ارتدت كيساً من الخيش فإن العدسات ستلاحقها في كل خطوة.
ونظراً للشهرة العالمية للسباق فإن كل أفراد العائلة المالكة يحرصون على أن يكونوا حاضرين فيه، هذا بالإضافة إلى أمراء وشخصيات شهيرة من الشرق والغرب، سواء من مالكي خيول المنافسات أو من رواد لقاءات ما يسمى بالمجتمع المخملي. وبما أن العادة جرت أن يرتدي الحضور ثياباً رسمية، تنتهز السيدات الفرصة لاستعراض فساتينهن وقبعاتهن التي تحيل المكان إلى مرج من الأزهار والريش والشرائط الملونة. ورغم رحيل الملكة قبل أقل من عام، فإن الكل يتذكر ولعها بالأحصنة وبأنها كانت فارسة بارعة وصاحبة حظائر من أجود أنواع الخيول.
سفيرة العائلة المالكة
وصلت كيت مع زوجها الأمير وليام إلى موقع السباق على متن عربة يجرها حصان. وقد استقطب وصولهما كل الأنظار، ومعهما الأميرة بياتريس ابنة عم وليام وزوجها إدواردو موزي. وكان واضحاً أن الأميرة تحرص على تأدية المهمات المطلوبة منها كسفيرة للعائلة المالكة، تجدد شبابها وتجمل صورتها وتضمن استمراريتها من خلال إنجاب أطفال كي لا تنقطع السلالة. إنها أول دورة من السباق الشهير التي تغيب عنها إليزابيث الثانية.
كان فستان كيت بكمين طويلين، رغم حرارة الجو، ومن توقيع ألكسندر ماكوين، وهو واحد من مصمميها المفضلين. واكتملت الأناقة مع حذاء من جلد الشاموا الكابي وحقيبة صغيرة من توقيع دار «هيرميس» الفرنسية الفخمة. أما القبعة الكبيرة التي تناسقت مع لون الفستان فكانت من تصميم فيليب تريسي. وكان أكثر ما أثار التعليقات في مظهرها القرط الذهبي المتدلي والمزين بلآلئ كحلية من توقيع دار «سيزان» الباريسية. وهي ليست المرة الأولى التي تتزين فيها الأميرة بهذين القرطين الغجريين الذين يحملان اسم «إسميه». فقد انتبهت محررة «الديلي ميل» إلى أن كيت تحب هذه العلامة الفرنسية وسبق لها الظهور بقمصان وبلوزات قطنية من ذات العلامة. وأكدت الصحيفة أن زوجة ولي العهد تملك خمسة أزواج من أقراط «سيزار». وهي كانت قد تزينت في عيد الميلاد الماضي بقرط منها يحمل اسم «دينا» تلقته هدية من زوجها بمناسبة العيد. وقد أرسلت صحيفة «الصن» محررة لتتحرى عن سعر القرط وعادت لتقول إن سعره 95 يورو، لا غير.
كيت ميدلتون.. «انفلونسرز» تجاري وإعلامي
في اليوم التالي، وحال نشر الخبر، بيعت كل الأقراط المشابهة واضطر أصحاب متاجر «سيزار» إلى الاعتذار من الزبونات لنفاد الكمية من مخازنهم. وبهذا يمكن اعتبار كيت ميدلتون واحدة من أبرز «الانفلونسرز» في الفضاء التجاري والإعلامي. وهذا يعيد إلى الأذهان التأثير الذي كانت تملكه الأميرة الراحلة ديانا، حماة كيت، على محبيها في أرجاء بريطانيا والعالم. إذ كان يكفي ظهورها بفستان أو قرط من صناعة محلية حتى يختفي ما يشبهه من الأسواق أو يجري تقليده بسعر مناسب لعامة النساء.
تجيد كيت لعبة تقليد ديانا واستثمار شعبيتها. إنها تعرف كيف ترسل إشارات تعيد التذكير بأميرة القلوب، وذلك من خلال ارتداء أزياء قريبة مما كانت ترتديه ديانا. فقبل أسبوعين ظهرت كيت في مناسبة رسمية بفستان من قماش أبيض منقط بحبات سوداء، شبيه بفستان للأميرة التي لقيت مصرعها في حادث سيارة مفجع في باريس. وسرعان ما وصلت الإشارة إلى الصحافة وإلى الجمهور العريض. تريد زوجة الأمير وليام أن تقول إنها تأخذ من والدته المتوفاة أجمل ما تركته من ذكريات في نفوس الملايين من محبيها.