14 أغسطس 2023

أطفال ينجحون في كتابة القصص القصيرة.. ما هي أدواتهم؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

أطفال ينجحون في كتابة القصص القصيرة.. ما هي أدواتهم؟

تواصل مؤسسة الإمارات للآداب رحلة بحثها عن المواهب الواعدة في دولة الإمارات، مع انطلاقة الدورة الجديدة لمسابقة الكتابة الإبداعية للطلبة مسابقة كتابة القصة. وتعد مسابقة كتابة القصة من أهم البرامج الإبداعية التي تحظى بشعبية كبيرة، وتستهدف طلبة مدارس وكليات وجامعات دولة الإمارات الملتحقين بدوام كامل في الدراسة أو الدوام المنزلي.

حاورت «كل الأسرة» الطلبة الفائزين، فتحدثوا عن رحلتهم التي انطلقت بين صفحات الكتب، وعن مشاركتهم القراء أولى خطوات نجاحهم في هذه المسابقة التي تعد فرصة مثالية لهم للتفكر في تجاربهم الفريدة ومشاركة التفاصيل احتفاء برحلاتهم الشخصية:

أطفال ينجحون في كتابة القصص القصيرة.. ما هي أدواتهم؟

قصته لفتت انتباه الأطفال للحفاظ على المياه

من الفئة العمرية 11 عاماً فأقل، حاورنا محمد إياد أحمد الحكيمي، كاتب قصة «قطرة ألم في كتاب»، فحدثنا عن عشقه للأدب، يقول «أعشق القراءة منذ الصغر، وقد شاركت بمسابقة تحدي القراءة مرتين في السابق، ومن خلال القراءة أحببت كتابة القصص. كتبت قصة عن قطرات الماء حتى أثير انتباه الأطفال لأهمية الماء وأهمية القراءة في آن معاً، فقدوتي في عالم الأدب الكاتبة الإماراتية نسيبة العزيبي، التي تعلمت منها الأسلوب الشائق والممتع في كتابة وسرد القصص، ونصيحتي لمن يحب ويهوى الكتابة أن يخصص وقتاً للقراءة، فهي تعزز القدرة على الكتابة وتفتح آفاقاً عديدة في كل المجالات وليس في الكتابة فقط، وبالنهاية نحن أمة تقرأ».

أطفال ينجحون في كتابة القصص القصيرة.. ما هي أدواتهم؟

القراءة تعزز القدرة لكتابة القصص

أما سارة زيد قاسم، من الفئة العمرية 12-14 عاماً، فقد كتبت قصة بعنوان «هالي»، وهي تعشق الكتابة، وتنصح المواهب الواعدة بالقراءة المستمرة، ليتولد لديهم مخزون يساعدهم على الكتابة، «أحرص دائماً على أن أضع بجانبي قلماً ودفتراً عند قراءة أي كتاب جديد لتدوين المفردات الجديدة التي قد تساعدني فيما بعد في كتاباتي. وأنصح أترابي أن يطلقوا العنان لخيالهم ولأفكارهم، لأن ذلك يدفعهم للإبحار في دواخلهم ولاكتشاف قدراتهم في الكتابة والإبداع. وبالنسبة لقصتي «هالي»، فهي تتمحور حول بنت صغيرة تعيش مع جدتها بعد أن ابتلع البحر والدتها ووالدها، ولكنها رغم هذه المأساة تعتبر البحر خير جليس لها، لأنها تشعر أن جزءاً منها داخله، والمفاجأة تكمن في نهاية القصة عندما تعثر على القوقعة التي حفر عليها اسمها، وأخبرتها جدتها أن والدها كان يحفر اسمها على أي قوقعة يجدها ويرميها مرة أخرى داخل البحر، عل وعسى أن ترجعها أمواج البحر إلى الشاطئ، وهذا ما حدث فعلاً، فشعرت هالي أن القوقعة خير جليس لها، بالإضافة إلى البحر. وكان موضوع الدورة «خير جليس» وقد ألهمني هذا الموضوع بشكل كبير، لكتابة هذه القصة، لأن «خير جليس» هو الجليس الذي لا يتركك ولا يمل مجالستك مهما حصل».

قصتها ناقشت العديد من القضايا الإنسانية

كتبت ماريا هادي الدبس، من الفئة العمرية 15-17 عاماً، قصة «ألف ليلة وكتاب»، التي تناولت حياة شقيقتين تعيشان في القرن الثالث والعشرين، حيث تطورت الثورة الرقمية لحد كبير واندثرت الكتب الورقية، حتى أن المدارس أصبحت تتبع نظام تحميل المعلومات حسب العمر والفئة، لكن إحدى الأختين (واسمها راما) كانت مريضة بمرض لم يفهمه حتى أحسن الأطباء، فلم يمكنها ذلك من الدراسة كأختها ميساء، ولكنه مكنها من أن تحلم أحلاماً عفوية، وتقول ماريا: «قصة «ألف ليلة وكتاب» تذكر بأهمية الحفاظ على القراءة والشغف للمعرفة، هي قصة عن العلاقة بين أختين، وهي علاقة جميلة، حتى لو لم تكن مثالية دوماً، فأنا أعشق القصص الخيالية، أحب أن يكون هنالك عالم بقواعد مختلفة عن عالمنا، وقد يكون ذلك واضحاً لأن قصة «ألف ليلة وكتاب» احتوت على العديد من العناصر الخيالية كتطور التكنولوجيا الكبير، لقد قرأت العديد من الكتب الروائية للعديد من الكتاب، ولم يؤثر بي كتاب ككتاب «جزيرة الكنز» للكاتب روبرت لويس ستيڤنسون».

القصة لا تُكتب من أول محاولة

وبدورها، توجه ماريا نصيحة لمن يودون خوض مجال الكتابة، «لدي العديد من النصائح عن الكتابة، لكن مع كل تلك النصائح ما زال العديد من الكتّاب الجدد يقللون من أهمية الشخصيات في القصة، ويركزون على الأحداث وجماليتها، لكن الشخصية هي الجسد الذي يعيش به القارئ في القصة، وجعل الشخصية واقعية أمر ضروري وممتع كذلك، فلك أن تعطي شخصياتك نقاط قوة، ولكن أيضاً عليك أن تعطيهم نقاط ضعف، وعند كتابة أي قصة، اجعل القصة كرحلة تنقل شخصياتك من مرحلة إلى مرحلة أعلى، لكي تتطور الشخصيات وتتعلم شيئاً جديداً، في قصتي «ألف ليلة وكتاب» كانت رحلة التحول لميساء بأن تتعلم بأن الشهرة ليست كل شيء، وكان تحول ميساء أكبر من تحول راما، لكن راما أصبحت قريبة من أختها، وقدرت أهمية أسرتها أكثر من قبل. قد تحتاج القصة لإعادة الكتابة مرة بعد مرة حتى تصل لنسخة نشعر بالرضا عنها، وعلينا ألا نتوقع أن تكون القصة مثالية من أول محاولة، فلا نستسلم، فالكتابة بوابة لعوالم بلا حدود.»!

أطفال ينجحون في كتابة القصص القصيرة.. ما هي أدواتهم؟

نجيب محفوظ قدوتها

ومن الفئة العمرية 18-25 عاماً، تحدثت فاطمة محمود علي، كاتبة قصة «قصة حمد»، «تتحدث قصتي عن حمد بطلها الذي فقد والديه إثر حادث وعاش مع جده بعد ذلك طوال فترة مراهقته، إذ كان يعتني به جده كثيراً ويعامله وكأنه صديقه وليس فقط حفيده، وتوفي جده في نهاية القصة فكان جده خير جليس له في حضوره وغيابه. وقد استلهمت القصة من جدي، والد أبي حفظه الله، الذي يعيش معي في نفس المنزل، فرأيته خير جليس لي كلما جلست معه وتحدثت معه، فأنا أحب هذا النوع من القصص، خصوصاً أن قدوتي في الكتابة الكاتب نجيب محفوظ، وكتابي المفضل «فاتتني صلاة» للكاتب إسلام جمال. وأنصح الشباب أن يستمروا دائماً وإن كانت في طريقهم العثرات والمصاعب، وأن يطوروا مهاراتهم في الكتابة، وأن يستمروا بالقراءة والمطالعة لاكتساب مفردات جديدة».

 

مقالات ذات صلة