في يوم المرأة الإماراتية: سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.. 48 عاماً من مسيرة "قائدة ملهمة" حلّقت بالإماراتية إلى العالم

«إن التنمية بمعناها الحقيقي هي النهوض بالمجتمع عن طريق الإنتاج وعدالة التوزيع، وتحقيق ذلك يتطلب ضمان المساواة، والمساواة بكل فخر مكفولة للمرأة في دولة الإمارات».

ترصد هذه المقولة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أهمية حضور المرأة في كافة الميادين، حيث أرفقت سموها هذه الرؤى بعمل ودعم تشريعي واجتماعي عبر استراتيجيات رسمت خريطة طريق المرأة وتقدمها.

في يوم المرأة الإماراتية لهذا العام، الذي يأتي تحت شعار «لنتشارك الغد»، نتوقف عند تاريخ 28 أغسطس /آب ودلالات يوم المرأة الإماراتية، حيث تحدثت كل من نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، ومريم الرميثي، المدير العام لمراكز التنمية الأسرية، لـ«كل الأسرة» عن أبعاد هذا اليوم والاحتفاء بمنجزات المرأة الإماراتية ومسيرتها الرائدة، في ظل الدور المركزي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، وبصماتها في دعم الإماراتية ونهضتها في كل الميادين.

نورة السويدي: 28 أغسطس.. محطة مفصلية في مسيرة ابنة الإمارات

تستذكر نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، مرحلة تحديد يوم 28 أغسطس يوماً للمرأة الإماراتية «تم الإعلان عن يوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس عام 2015 من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، وكانت مناسبة عظيمة للاحتفاء بإنجازات ونجاحات ابنة الإمارات.

ويمثل الثامن والعشرون من أغسطس محطة مفصلية في مسيرة المرأة الإماراتية، والذي شهد تنصيب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «حفظها الله ورعاها» كرئيسة للاتحاد النسائي العام، الذي تم إنشاؤه في 27 أغسطس عام 1975، بعدما حققت إنجازات استثنائية يشار إليها بالبنان في ظل الرؤية الثاقبة لقائدة ملهمة حققت نقلة نوعية وإنجازات ضخمة في ملف دعم وتمكين المرأة على الأصعدة الثقافية والاقتصادية والتنموية والتكنولوجية والمجتمعية والفضاء، وتمكنت خلال 48 عاماً من أن تصنع من ابنة الإمارات أيقونة تتطلع إليها أنظار نساء العالم أجمع، وتتأمل الملايين من كافة أقطار العالم تحقيق أحلامهن على أرضها».

أدوار تاريخية وإنجازات استثنائية لـ«أم الإمارات»

ثمة أدوار وإنجازات أرستها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في تعزيز مسيرة المرأة الإماراتية.

توضح الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام نورة السويدي «قامت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، بأدوار تاريخية، وإنجازات استثنائية، منذ تولي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبوظبي وتأسيس ورئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة واستكمال مسيرة الاتحاد، حيث انصبت جهود سموها على النهوض بقضايا المرأة وتمكينها، لتساهم مبادرات سموها الكريمة في تأسيس وإطلاق الكثير من البرامج والمشاريع والمبادرات لصالح تمكين المرأة في الدولة، لتصبح «أم الإمارات» صاحبة العطاء الاستثنائي ونموذجاً يحتذى في إظهار الوجه المشرق للطاقات الوطنية لتتألق ليس فقط على المستوى المحلي بل عالمياً أيضاً.

وقد ساهمت في إدراج دعم وتمكين المرأة في شتى المجالات لتصبح من الثوابت الوطنية منذ تأسيس الدولة، لتصبح حماية حقوقها ومصالحها هدفاً استراتيجياً، سنت الدولة من أجلها القوانين، ووضعت الأطر التشريعية والتنظيمية اللازمة لجعل مبدأ الشراكة بين الرجل والمرأة ممارسة حياتية فعلية».

«نتشارك للغد».. شعار يوم المرأة الإماراتية 2023

«نتشارك للغد» هو شعار يوم المرأة الإماراتية لهذا العام. فما دلالات هذا الشعار في مجال التنمية المستدامة أو على صعيد التوازن بين الجنسين؟

تجيب نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، «يأتي اختيار شعار هذا العام تأكيداً على النهج التشاركي الذي تعمل عليه الدولة منذ أن وضع لبناته الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع الآباء المؤسسين «رحمهم الله جميعاً»، عبر إشراك جميع فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات في تحقيق رؤية الدولة. وقد جاء شعار يوم المرأة الإماراتية تماشياً مع شعار الدولة لعام 2023 الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، ليكون عام 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار «اليوم للغد»، بهدف إبراز جهود دولة الإمارات العربية المتحدة المحلية ومساهمتها العالمية في معالجة تحديات الاستدامة.

ويؤكد شعار «نتشارك للغد» على ما يتطلبه تحقيق الاستدامة من تعاون جهود الجميع لتعزيز دور المرأة الإماراتية بصفتها شريكاً استراتيجياً في بناء جسور الاستدامة، بفضل أدوارها التنموية المتعددة سواء من خلال منظومة الأسرة عبر غرسها لسلوكيات وثقافة الاستدامة أو من خلال المنظومة المهنية والمجتمعية عبر تبوأها مناصب قيادية في مجالات البيئة والاستدامة ومشاركتها الفعالة في المبادرات المجتمعية».

COP28.. على خريطة طريق 2023

ثمة إنجازات تواكب خريطة طريق 2023، حيث تلفت السويدي «يصب اهتمام الدولة هذا العام على استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي COP28، الحدث الأبرز عالمياً في مجال العمل المناخي، وقيادتها عملية مناخية شفافة مبتكرة تضم الجميع وتحديداً المرأة، من خلال هذه الاستضافة المهمة، وذلك بتعيين شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، لتكون رائدة مناخ للشباب، و رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة «IUCN»، لتكون رائدة المناخ للمؤتمر، وبالتوازي مع ذلك، تواصل مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، متابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي، ليظهر جلياً اهتمام القيادة الرشيدة بدور المرأة وإيمانها بأن المساواة بين الجنسين إحدى الركائز الأساسية لبناء عالم يسوده السلام والازدهار والاستدامة البيئية».

فاطمة بنت مبارك للمرأة الإماراتية: أنت نور وضياء النهضة المباركة للإمارات

نسأل السويدي: ما أجمل عبارة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عن مسيرة المرأة الإماراتية تعانق ذاكرتك؟

تجيب «كلمة سموها في يوم المرأة الإماراتية عندما قالت: «إن هذه المناسبة التاريخية التي نحتفل بها اليوم تملأ قلوبنا بالفخر والاعتزاز بالنجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية.. فأنتِ نور وضياء النهضة المباركة للإمارات.. سعادتك غايتنا ورخاؤك محور اهتمامنا.. استمري في تسطير نجاح تلو الآخر في مختلف المجالات.. نحن نؤمن بكِ وندعمك وسنظل بجانبك لتحلقِ في آفاق التفوق والريادة»، في رسالة محبة وثقة تحفز الهمم لتحقيق الأفضل.

وتعقب السويدي «في هذه المناسبة، لا يسعني إلا أن أثمن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، المعطاءة على امتداد الإمارات، للارتقاء بمسيرة المرأة الإماراتية وبناء أجيال قادرة على حمل أمانة الوطن والمحافظة على مكتسباته، وتأهيلها لصياغة مستقبل ريادي لدولتنا الفتية، لتقابل ابنة الإمارات كل ذلك الدعم بالتفاني والإخلاص، فاجتهدت ونهلت من معين العلم والمعرفة، حتى أبدعت وتألقت وغدت قصة نجاحها تجوب العالم».

مريم الرميثي: ساهمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في ترسيخ حضور المرأة في جميع المحافل

لا يمكن إغفال دور المرأة في الحراك النسوي، بيد أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت الشخصية القيادية التي واكبت الحراك برؤى واضحة وثوابت لا تحيد غايتها تمكين المرأة والارتقاء بها إلى أعلى المراتب عبر إرساء قوانين تدعمها في تحقيق التوازن بين أمومتها وتحقيق طموحاتها.

تتوقف المدير العام لمراكز التنمية الأسرية مريم الرميثي عند هذا الدور الذي لا تتسع له الصفحات «إذا ما تحدثنا عن الدور الكبير الذي قامت وتقوم به «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، حفظها الله، لن تكفينا الصفحات، فهذه الشخصية القيادية الملهمة ذات أثر كبير في مسيرة المرأة الإماراتية ومسيرة الوطن كذلك، ولقد تحقق على يديها الكريمتين الكثير من المكاسب لابنة الإمارات وتم سن تشريعات وقوانين لتدعم تلك الحقوق وتؤكدها، ومن هنا اتسعت دائرة حضور المرأة الإماراتية في عديد من المحافل، وتبوأت مراكز متقدمة في العمل فأصبحت مؤثرة بما تملك من خبرات واسعة، ومسانِدة لشقيقها الرجل بما حباها الله تعالى به من قدرات على العمل والإنجاز والتميز».

ترصد الرميثي المقومات الأساسية التي أرست لتعزيز الدور النسوي «المرأة الإماراتية ومنذ عهد المؤسس الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ومنذ عهد قائد التمكين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، تحظى برعاية واهتمام ودعم وتشجيع ربما لم تحصل عليه مثيلاتها في دول كثيرة من حولنا سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، وتنامى هذا الاهتمام في ظل القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، حيث حصلت ابنة الإمارات على دعم حقيقي جعلها اليوم مسانداً حقيقياً لشقيقها الرجل في مواقع عدّة لا حصر لها».

الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة الإماراتية

وتعتبر التشريعات التي ساهمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في إرساء دعائمها كقوانين قابلة للتنفيذ المفتاح الحقيقي في وصول المرأة لهذه المكانة.

تعلّق الرميثي «أقرّ دستور الإمارات مبدأ المساواة بين المرأة والرجل بما يتناسب وطبيعتها، ونصّ على حقها في التعليم، وشغل الوظائف، والحصول على المساعدات والمزايا الاجتماعية والصحية وشغل الوظائف الحكومية، ولعل من أهم التشريعات التي صدرت وتحفظ حقوق المرأة في التمكين هي الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة 2015-2021، التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات»، حفظها الله، في 8 مارس عام 2015، والتي تتضمن محاور وأولويات مهمة تشمل الحفاظ على استدامة الإنجازات التي تحققت للمرأة الإماراتية، والاستمرار في تحقيق المزيد من المكتسبات لها، والحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتماسكه من خلال تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة وتوفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة، وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية».