مع بداية كل عام دراسي تتجدد المخاوف من حوادث حافلات نقل الطلاب التي أصبحت عامل قلقل تؤرق الأهل والمدارس والمعنين بسلامة الطفل، وبغرض تعزيز إجراءات سلامة الأطفال خلال رحلة الذهاب والعودة من المدرسة، وتحت شعار «سلامتهم أولاً»، نظمت «إدارة سلامة الطفل» بالشارقة دورتها الثانية من ورشة السلامة على متن الحافلات المدرسية بعنوان «القواعد الذهبية لركوب الحافلة المدرسية».
بعد أن شهد المجتمع العديد من حوادث نسيان الطلاب في الحافلات المدرسية، حرصت «إدارة سلامة الطفل» على تنظيم عدة ورش وعلى فترات مختلفة بحضور سائقين ومشرفين من مختلف مدارس إمارة الشارقة الحكومية والخاصة، بعد التجربة الاجتماعية التي نفذتها مطلع أغسطس تحت شعار «تفقدهم.. لكي لا تفقدهم» للتحذير من مخاطر ترك الأطفال في المركبات المغلقة، لا سيما تحت أشعة الشمس خلال الصيف، وتهديدها لسلامتهم البدنية والنفسية والذهنية والتي لربما تصل إلى الوفاة. وقد كشفت التجربة عن عدم معرفة 50% من الطلاب بإجراءات السلامة وكيفية التصرف في حال نسيانهم داخل الحافلة المدرسية وإنقاذ أنفسهم من الخطر.
تشير نهلة السعدي، نائب مدير «إدارة سلامة الطفل»، «هدفنا تعزيز ثقافة الوعي الكامل لجميع فئات المجتمع بما فيها سائقو حافلات المدارس لتأمين سلامة طلاب الحافلات وحماية الأطفال من جميع المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها، وهنا تبرز أهمية المشاركة والتنسيق بين أولياء الأمور وإدارات المدرسة وسائقيها ومشرفيها»، وعن أهم النتائج، توضح السعدي «أظهرت ورش الحافلات المدرسية ارتفاع مستوى الوعي لدى سائقي ومشرفي ومشرفات الحافلات واتباعهم إرشادات السلامة والوقاية وهذا ما يكشف الأثر الإيجابي لحملات التوعية المعنية بسلامة الأطفال خلال رحلتهم من وإلى المدرسة».
تعزيز الوعي بسلامة الأطفال في الحافلات المدرسية مسؤولية تتشارك فيها جهات مختلفة، من هذا المنطلق جاءت مشاركة القيادة العامة لشرطة الشارقة لمخاطر نسيان الأطفال داخل الحافلات، حيث حذر مساعد أول سعيد مرتضى الزرعوني «يتسبب ترك الأطفال في مركبات مغلقة تحت أشعة الشمس بمخاطر كبيرة تبدأ بضربة حرارة تصحبها أعراض خطيرة كالفشل العصبي، والغثيان، والارتباك، والتشنجات، وارتفاع حرارة الجسم، والتعرق والجفاف، واختلال التوازن الكهروعصبي الذي يمكن أن ينجم عنه عدم انتظام ضربات القلب، وصعوبة في التنفس وقد يصل الأمر للوفاة»، يكشف المزروعي دور أولياء الأمور بتوعية الأبناء بإرشادات السلامة في الحافلة والالتزام بها:
- يجب توجيه الأبناء إلى ضرورة تحديد مكان ثابت لانتظار الحافلة والوصول قبل الموعد المحدد لها بوقت كاف.
- يفضل مرافقة الأطفال خلال فترة انتظار الحافلة صباحاً للتأكد من صعودهم، وتوجيههم بالتزام قواعد السلامة بانتظار دورهم في صعود الحافلة تجنباً لتعرضهم للتدافع والتعرض للأذى، والالتزام بتعليمات وإرشادات مشرف أو مشرفة الباص.
- تمتع مشرفة الحافلة بالصبر والحفاظ على النظام في الحافلة وجلوس الأطفال ومنع وقوفهم وشدد على أهمية غلق النوافذ ومنع الأطفال من إخراج أيديهم ورؤوسهم أو أجسامهم من النوافذ والحفاظ على مسارات الحافلة فارغة استعداداً لأي أمر طارئ.
- التأكد من سلامة وصولهم لمنازلهم قبل مغادرة الحافلة، واتخاذ كافة إجراءات السلامة أثناء قطع الطرق واتباع السائقين التعليمات الخاصة بالسرعة المحددة وعدم الانشغال بغير الطريق.
- التأكد من إحكام غلق أبواب الحافلة وخلوها بعد توصيل جميع الأطفال للتأكد من عدم نسيان أو ترك أي طفل في الحافلة".
فيما أشار مساعد أول عبد العزيز عبد الله جابر، من هيئة الشارقة للدفاع المدني، إلى أن أكثر أسباب حرائق السيارات تعود «لحوادث التصادم التي تتسبب بتسرب الوقود ووصوله لأحد مصادر الحرارة، أو ترك أوعية البترول والزيوت أو العبوات المضغوطة بمواد سريعة الاشتعال عرضة للحرارة المرتفعة داخل المركبة، وعدم الالتزام بالصيانة الكهربائية والميكانيكية، أو احتكاك العادم بالأرض أو ارتفاع درجة حرارة المركبة مسبباً حريقاً».
ولحماية الأطفال من التعرض لهذه الحوادث يوصي جابر بأهمية «وجود مطفأة حريق مناسبة وحقيبة إسعافات أولية داخل الحافلة مع ضرورة التدرب على استخدامها، مراقبة وقياس معدلات مياه التبريد وزيت المحرك بشكل يومي، إجراء صيانة دورية للحافلة من قبل أشخاص مختصين، التأكد من إغلاق خزان الوقود بإحكام لتفادي خطر الاشتعال، والامتناع عن التدخين وإطفاء المحرك خلال تزويد المركبة بالوقود».
* تصوير: السيد رمضان