الصيف هو موسم الحكايات الخفيفة. هذا الصيف بالذات، حيث الشمس تشوي الرؤوس والقيظ يصرف البشر عن القراءات الجادة الرصينة. ما رأيكم بالعودة إلى النعل البلاستيك الذي سارت به الممثلة جنيفر لورنس على السجادة الحمراء في مهرجان «كان»؟
جنيفر ممثلة ومنتجة أميركية. تعدت الثلاثين بثلاث سنوات. حازت شهرة عالمية بعد أن قامت بدور كاتنيس في سلسلة أفلام الخيال العلمي The Hunger Games. وبعد ذلك في X-Men. وفي عام 2015 ظهر اسمها في مجلة «فوربس» باعتبارها أغلى الممثلات في العالم حيث بلغت عائداتها السنوية 52 مليون دولار. أي سبقت ميريل ستريب وجوليا روبرتس.
وفي ذلك العام قررت أن تصبح مخرجة. وأخرجت بالفعل فيلماً كوميدياً لكن مشاريعها لم تكسر شباك التذاكر. ولم يمنعها هذا من تأسيس شركة إنتاج خاصة بها.
وعودة إلى «كان» البلدة الساحلية الفرنسية الساحرة ومهرجانها السينمائي الدولي الذي يقام كل ربيع، فقد جرت العادة أن ترتدي الممثلات فساتين السهرة الفاخرة وهن يرتقين الأدراج المفروشة بالسجادة الحمراء صعوداً إلى صالة العرض، ولاكتمال الأناقة لابد من مجوهرات براقة وأحذية تتنافس في علو الكعب. لكن جنيفر لورنس سرقت الكاميرا من كل الجميلات حين رفعت طرف ثوبها الأحمر وكشفت عن قدمين تنتعلان خفاً مطاطياً رخيصاً من ذلك النوع المسمى «زنوبة».
هرع المصورون إليها وركزوا عدساتهم على نعلها. هل يعقل أن ترتدي الممثلة فستاناً رائعاً من تصميم دار «ديور» بدون حذاء ينسجم مع روعة الزي؟ احتلت الصورة صدارة صفحات النجوم في المجلات الشعبية ونشرات الأخبار، وتناقلها الملايين من رواد مواقع التواصل. صارت «زنوبة» جنيفر هي الحدث.
حاول بعض المعلقين تفسير ظهور جنيفر بأنه عمل سياسي. قالوا إنه اعتراض على تعليمات اللباس التي يفرضها منظمو مهرجان «كان» على السينمائيين الحاضرين، وعلى النساء بالذات. لكن الممثلة والمنتجة الأميركية ردت على تلك المزاعم وقالت في برنامج تلفزيوني شهير للمنوعات إن الأمر جاء بدون تخطيط، وهي كانت تجهل تعليمات اللباس المقررة في المهرجان والتي تمنع ارتداء الأحذية المسطحة، أي بدون كعب عال. وأضافت أنها فوجئت بأن «زنوبتها» صارت حديث المجالس.
الحقيقة التي كشفت عنها جنيفر لورنس هي أن حذاءها كان أكبر من مقاسها، وهي قد تعرضت للتعثر واختل توازنها وسقطت أمام الجمهور في مناسبات عامة سابقة، منها سقوطها الشهير وهي تعتلي المسرح لتسلم جائزة «الأوسكار» عام 2013. لذلك قررت أن تمضي إلى الحفل بنعل الحمام، وليكن ما يكون. من يجرؤ على منع النجمة الشهيرة من السير على سجادة المهرجان؟
في إحدى دورات «كان» فاجأت الممثلة الأميركية كريستن ستيوارت المصورين حين وقفت في منتصف الدرج وخلعت حذاءها وأكملت المسيرة وهي تحمله بيدها. إنه موقف تعرفه كل نساء الكون. فكم من أحذية خلعت في السوق بسبب ضيقها أو بسبب التعب، أو في حلبات الرقص لمزيد من حرية الحركة؟
وإذا كانت «زنوبة» جنيفر بريئة من السياسة، فإن زميلتها الممثلة جوليا روبرتس كانت تقصد ما قامت به. ففي دورة العام 2016 صعدت جوليا أدراج قصر مهرجان «كان» حافية القدمين. وكانت تلك فعلة مقصودة اعتراضاً على تقييد راحة النساء بتعليمات تفرض عليهن وليست من اختيارهن. فقد ترتدي جوليا أعلى كعب حين تشاء، بإرادتها، وتخلعه حين تشاء و«ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني».