أن تستكشف الإمارات بمعالمها ذات البعد التاريخي والتراثي في عيد الاتحاد، هو تكريم لمسيرة ازدهار وتقدم على مدى 52 عاماً، مسيرة زاوجت بين الأصالة والحداثة، وجسّدت رؤية الوطن في أجمل ملامحه.
فما هي أهم المعالم التي يمكن للعائلة أن تزورها، وتخوض رحلة تراثية وثقافية؟وكيف يحاكي عيد الاتحاد إرثنا التاريخي، ويعانق الإنجازات العمرانية الحديثة؟
أحمد المنصوري أمام متحفه"معبر الحضارات"
يوضح لنا أحمد عبيد المنصوري، مؤسس «متحف معبر الحضارات»، أن زيارة المتاحف والمعالم ذات البعد الوطني والتاريخي، هي محطة أساسية في تعزيز التّماس مع تاريخ الدولة في عيد الاتحاد ال52، وأبعاد هذا التاريخ.
يركز المنصوري على أن متحفه «معبر الحضارات» يستقطب العديد من مدارس الدولة، وحتى العائلات والسيّاح في الدولة. ومن هذا المنطلق، يؤكد «ثمار» زيارة المتاحف، وبالأخص مع العائلة، ويورد أهمها:
رحلة .. مع «تاريخ وطن»
والآن، ما هي الأماكن التي يمكن ارتيادها في عيد الاتحاد لتخزين ذاكرة أصيلة، وذات أبعاد وطنية؟
إليكم أبرز المعالم التي يمكن أن تجعل من عيد الاتحاد الـ52 يوماً مميزاً، حيث التّماس مع ثلاثية التاريخ والتراث والأصالة:
متحف الاتحاد في دبي:
هو المعلم الأول الذي يمكن التماهي فيه مع قيام الاتحاد، حيث دار الاتحاد هي المكان الشاهد على توقيع اتفاقية اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وما شهدته من لحظات تاريخية ومفصلية في قيام دولة موحدّة أرسى أسسها الآباء المؤسسون، على قاعدة أن الوحدة والتلاحم هما منطلق نجاح الدولة وتقدمها.
فزيارة المتحف مع العائلة تشكّل بالطبع مناسبة لمعايشة هذه اللحظات عن قرب، حيث تواكب أقسامه الداخلية حكاية ما قبل قيام الاتحاد، ومرحلة تأسيس الاتحاد، ويبلور قسم الطريق إلى الاتحاد فترة الإمارات المتصالحة، وما تخللها من أحداث، ويتناول قسم غرس الاتحاد اللقاء الذي جمع المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما.
قصر الحصن في أبو ظبي:
يمكن للعائلة التجوال في أعرق صرح تاريخي في أبوظبي والشاهد الحي على تاريخ إمارة أبوظبي، خاصة أنه كان منزلاً للأسرة الحاكمة، ومقراً للحكومة في أبوظبي.
ويفتح المتحف أمام الزائر الباب للتماهي مع عبق سيرة المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وما يشكّله هذا المكان من رمز تاريخي، بما يضمه من معالم تراثية تتمثل في «بيت الحرفيين»، المجمع الثقافي، وبيت القهوة، وغيرها من زوايا، للتعرف إلى الموروث التاريخي والثقافي.
قصر المويجعي في العين:
يحمل هذا القصر التاريخ على كتفيه، إذ يعّد مقراً للحكم في أوائل القرن العشرين، حيث انتقل إليه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نائباً للحاكم في العين عام 1946، وبعد عامين شهد القصر ولادة نجله الأكبر، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حيث أمضى فيه أيام شبابه. وبزيارة قصر المويجعي، يمكن الإطلالة على تاريخه، وعلى بعض النبض المستمر في حياة مؤسس الاتحاد، وبانيه.
هذا المتحف يمثل ذاكرة خاصة لكل ما يمثله الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، من صورة قائد أعطى، وأسّس، وترك في قلب مواطنيه، والمقيمين في الدولة، أعمق وأطيب الأثر. أسس هذا المتحف عبدالله الكعبي من باب التكريم والحي والتقدير لمسيرة الشيخ زايد، حيث يحوي الكثير من المقتنيات المتعلقة بمسيرة قائد ارتبط الكعبي بحبه منذ الطفولة، وتعزز مع حضور الشيخ زايد تخرج دفعته عام 1976 في الكلية العسكرية. يفتح الكعبي أبواب متحفه أمام كل من يرغب في الاطلاع على بعض محطات من حياة زايد الخير.
يمكن تنظيم رحلة عائلية بين أقسام المتحف الـ26، للوقوف على جماليات تراثية تستحضر الحِرف النسائية وأصوات البائعين في السوق الشعبي، والتعرف إلى الأزياء الشعبية ورحلات الغوص على اللؤلؤ والعلاج بالأدوية الشعبية والكثير الكثير من صور الماضي الزاخر بالتقاليد، وحياة البادية، والمطوّع، وغيرها.
هذا الحصن الجميل الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر وكان مقر الحاكم حتى عام 1970، يقدم لزواره رحلة استثنائية يتنسمون فيها عبق التاريخ على إيقاع من التراث.
حصن الشارقة:
يوجز هذا المتحف، بقاعاته المتعددة ومقتنياته، تاريخ إمارة الشارقة، وبالأخص استراتيجيات الدفاع القديم، حيث يكشف ذلك وجود أسلحة من سيوف، وخناجر، ودروع، وأقواس، ورماح، وغيرها، توثق المعارك الدفاعية من خلال هذا الحصن، وحياة كاملة تختزن ذاكرة الماضي.
متحف دبي:
الزيارة مع العائلة إلى هذا المتحف كفيلة بتعريفك بنشأة إمارة دبي، وتاريخ دبي، وتراثها، وكل ما يتعلق بحياة الأجداد قبل التنقيب عن النفط. ففي أرجاء المتحف في خور دبي، تتعرف إلى أقدم مبنى في المدينة، وتخوض رحلة في الزمن، وتطور المدينة، وتاريخ صيد وتجارة اللؤلؤ، وغيرها، كما يمكن استكشاف حي الفهيدي التاريخي خلال الزيارة.
متحف الشارقة للحضارة الإسلامية:
زيارة هذا المتحف خلال عيد الاتحاد، والاحتفاء بقيام الاتحاد له رمزية خاصة، لكونه يعتبر معلماً حضارياً في قلب الشارقة، ويحتوي على مقتنيات الفنون والثقافة الإسلامية، بما يتجاوز خمسة آلاف قطعة، تبرز عظمة الحضارة الإسلامية من القرن الأول الهجري(7م) حتى القرن الرابع عشر الهجري(20م).
جولات تراثية في قلب الشارقة:
يشكّل قلب الشارقة جوهر وتاريخ الإمارة، حيث يمكن للعائلات، المواطنة والمقيمة، وحتى السياح الاستمتاع بتجربة ثقافية وتراثية، والتعرف إلى قلب الشارقة في رحلة عبر الزمن يكتشفون خلالها التقاليد الإماراتية الأصيلة بين أزقة سوق الشناصية، وسوق صقر، وأصالة المطبخ الإماراتي، واستعادة ذكريات الماضي الجميل.
متحف معبر الحضارات في دبي:
هذا المتحف كان منزل المغفور له الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، في الشندغة، وأسسه أحمد عبيد المنصوري، وهو يضم متحف معبر الحضارات، ومتحف المخطوطات، ومتحف الأسلحة القديمة، ويجسد دور الأجداد في الذود عن الوطن. ويعتبر المتحف كنزاً يبلور مساهمة العرب في تطوير العلم، ومجالات الطب، والجغرافيا، وعلم الفلك، والفلسفة، وغيرها، وكل قاعاته ومحتوياتها تجسد كنوزاً تاريخية ثمينة.
مركز «القطارة للفنون» في العين:
هو مركز للفن والتاريخ والتراث يواكب عيد الاتحاد سنوياً بفعاليات عدة، تستحضر الذاكرة، وتحفزها على المضي قدماً في مسيرة التقدم. وتشكّل زيارة هذا المكان حالة آسرة للاطلاع على نماذج مختلفة من تاريخنا، القديم والحديث، و«مركز القطارة للآثار» يعرض القطع الأثرية المكتشفة بالمنطقة، والدالة على توافد الحضارات عليها.
هذا البيت يحيي ذكرى المغفور له الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، ويواكب عيد الاتحاد الـ52 بأنشطة وفعاليات عدة، لكونه يعتبر مركزاً مجتمعياً ثقافياً وشاهداً على التحولات الاجتماعية والاقتصادية بين ثلاثينات وستينات القرن العشرين.
أنشطة مختلفة
كما يتخلل الاحتفال بعيد الاتحاد أنشطة عدة يمكنك القيام بها مع العائلة، سواء عبر زيارة متاحف أخرى، منها متاحف الفجيرة، متحف رأس الخيمة الوطني، متحف الشارقة للتراث، أو عبر التجوال في الأسواق التقليدية المنتشرة في إمارات الدولة، وحتى استكشاف المعالم الحديثة من متحف اللوفر أبوظبي، برج العرب، متحف المستقبل، وغيرها من معالم الإمارات الحديثة، والاستمتاع بالنكهات التقليدية في بعض المطاعم الإماراتية.