21 ديسمبر 2023

جوائز غولدن غلوبز الجديدة.. توقعات وخلفيات مهمّة لإحدى أعرق المناسبات الفنية

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

جوائز غولدن غلوبز الجديدة.. توقعات وخلفيات مهمّة لإحدى أعرق المناسبات الفنية

استقبل الإعلام الأمريكي ترشيحات «جمعية صحافة هوليوود الأجنبية» (Hollywood Foreign Press Association) لجوائز الغولدن غلوبز، بترحاب كبير، معتبراً أنها بمثابة ولادة جديدة للجمعية العريقة. وبالنظر إلى نوعية الترشيحات من أفلام وممثلين، وبوجود جوائز إضافية لم تكن معتمدة في السنوات السابقة، فإن الترحاب في مكانه، باستثناء أن المشكلة باتت أكثر تعقيداً مما كانت عليه من قبل.

جوائز غولدن غلوبز الجديدة.. توقعات وخلفيات مهمّة لإحدى أعرق المناسبات الفنية

وقائع وخلفيات جوائز غولدن غلوبز

بعد ما نُشر عن الجمعية من سلبيات خلال السنوات الأربع الماضية، من حيث غياب المقترعين الأفرو-أمريكيين، والحفلات المخصصة لها من قِبل الاستوديوهات، والتي اعتبرت (عن غير حق) نوعاً من الرشوة، تم نفض الجمعية من أساسها، فعممت مبدأ التصويت، ليس على أعضائها فقط، بل فتحت بابه لكل المعنيين بالكتابة النقدية والصحفية السينمائية، داخل وخارج الولايات المتحدة.

على أنها خسرت في المقابل ملكية جوائز «غولدن غلوبز» التي أنشأتها منذ الأربعينات (سنة 1943 تحديداً). هذه اشترتها شركة Eldridge Industies التي تشرف الآن عليها كاملة. دور «ذَ هوليوود فورين برس أسوشياشن» بذلك يتوقف على إجراء الاستفتاءات السنوية بين نحو 400 عضو رسمي، ومُنتخب، عوض ما كان عليه الوضع سابقاً، حيث كان التصويت حكراً على أعضاء الجمعية.

السنوات القريبة الماضية كانت قاسية، فخلالها وُوجهت الجمعية بامتناع الاستوديوهات، وممثليها، عن التعامل معها، وتوقفت إمكانية إجراء المقابلات، بل أعاد بعض الممثلين جوائزها إليها، (أشهرهم توم كروز).

الـ «غولدن غلوبز» الجديدة هي بالفعل ولادة مفصلية جديدة. تحوّلت في الواقع إلى «بزنس فوق أي اعتبار»، من دون أن تخسر بهجتها، كما تدل مقالات الترحيب التي سادت السوشال ميديا، بأنواعها.

هذا الوضع بات أفضل تلقائياً مما كانت عليه جوائز الغولدن غلوبز، في الأعوام الأخيرة، لكنه يماثل المستوى الحرفي الذي سادها في أواخر التسعينات، وحتى عام 2020. وما يأمل مالكو الجائزة الجدد تحقيقه هو رفع الهالة التي تتمتع بها الجائزة أكثر مما كانت عليه، وتعدد الأصوات هو اتجاه صحيح في ذلك، إضافة إلى اختيار محطة بث جديدة (CBS)، عوض تلك السابقة (NBC)، ضمن ما قيل إنها نقلة أفضل، تبعاً لصفقة سخية بين الطرفين.

جوائز غولدن غلوبز الجديدة.. توقعات وخلفيات مهمّة لإحدى أعرق المناسبات الفنية

جائزتان مضافتان إلى جوائز غولدن غلوبز

علاوة على ذلك، تم استنباط جائزتين إضافيّتين على الجوائز المتعددة السابقة، واحدة تلفزيونية باسم «أفضل ستاند-أب كوميدي»، والثانية سينمائية باسم «أفضل إنجاز سينماتِك أند بوكس أوفيس». هذه الأخيرة هي الأهم كتفعيل لدور الغولدن غلوبز، لأنها ستتيح لها التعامل مع مستوى أعلى من المعتاد، لكون الجائزة معنية لا بالنواحي الفنية وحدها، بل بمستوى نجاحها. والأفلام المرشّحة في هذا القسم الجديد شرطها واحد: أن تكون إيراداتها تجاوزت الـ 150 مليون دولار. بعد ذلك يأتي دور المصوّتين ليختاروا بين الأفلام المرشّحة أي منها سيفوز بهذه الجائزة، بناء على الجانب الفني والتقني.

الأفلام المرشّحة بالتالي، في هذا النطاق، ثمانية أفلام، حققت جميعها ذلك الشرط، وبعضها، مثل «باربي» و«أوبنهايمر» و«مهمة: مستحيلة اعتقاد مميت- الجزء الأول) (Mission‪: Impossible‪- Dead Reckoning‪- Part One) حققت أضعاف ذلك الحد الأدنى من النجاح.

لجانب الأفلام الثلاثة المذكورة هناك:

  • Spider Man‪: Across the Spider Verse
  • John Wick‪: Chapter 4
  • Guardans of the Galaxy 3
  • The Super Mario Bros‪. Movie
  • Taylor Swift‪: The Eras Tour

الجائزة الكبرى هنا ستكون من نصيب «باربي»، وإن لم تكن فالتوقع التالي هو لفيلم «أوبنهايمر».

جوائز غولدن غلوبز الجديدة.. توقعات وخلفيات مهمّة لإحدى أعرق المناسبات الفنية

ترشيحات جائزة غولدن غلوبز للفيلم الدرامي

ينبري لها خمسة أفلام هي:

  • «تشريح سقوط» (Anatomy of a Fall)، وهو فيلم فرنسي لجوستين ترييه خرج قبل أيام قليلة بجائزة «الاتحاد الأوروبي» الأولى.
  • «قتلة فلاور مون» (Killers of the Flower Moon) («فلاور مون» هو اسم علم وليس «قمر الورود»، أو «ورد القمر» كما تُرجمت في مواقع عدّة). هذا الفيلم أخرجه مارتن سكورسيزي، وفاز قبل نحو عشرة أيام بجائزة مؤسسة National Board of Review العريقة.
  • «مايسترو»، قصة حب بين الموسيقار ليونارد بيرستاين، والمرأة التي وقع في غرامها، أخرجها وقام ببطولتها برادلي كوبر.
  • «حيوات سابقة» (Past Lives) لسيلين سونغ، دراما عائلية لها حسناتها، وبعض السلبيات شبه القاضية.
  • «منطقة الاهتمام» (The Zone of Interst) دراما حول عائلة مسيحية تسكن قريباً من أحد معسكرات الأوشفيتز.
  • «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان حول سيرة حياة أبو الذرة النووية، جون روبرت أوبنهايمر.

توقعات الناقد هنا موزّعة بين منح «أوبنهايمر» الجائزة التي يستحقها بلا ريب، أو تفضيل فيلم «تشريح سقوط». «قتلة فلاور مون» يأتي ثالثاً.

جوائز غولدن غلوبز الجديدة.. توقعات وخلفيات مهمّة لإحدى أعرق المناسبات الفنية

جائزة غولدن غلوبز للفيلم الكوميدي والموسيقي

لا يوجد فيلم موسيقي في هذه القائمة لأنه لم يُنتج في العام الماضي فيلم جيد من النوع، باستثناء «الحورية الصغيرة» (The Little Mermaid)، الذي ينتمي في الواقع لسينما الأنيميشن (وهو غير مرشّح حتى في ذلك السباق)..

لذا فإن كل الأفلام المذكورة هنا هي كوميدية... أو حاولت أن تكون:

  • «هواء» (Air) علاقة هذا الفيلم الجديد لبن أفلك بالكوميديا، مثل علاقة حرف الألف بعمود الكهرباء. فيلم جيد في غير مكانه.
  • «رواية أمريكية» (American Fiction) من إخراج كورد جيفرسن وبطولة جيفري رايت، في أفضل أداء له منذ حين.
  • «باربي» Barbie لغريتا غاروِغ من تلك التي تشبه «البوب كورن»: تفرقع كثيراً، وتبقى خالية من الحسنات.
  • «المستمرون» (The Holdovers) أفضل كوميدي بين الأعمال المتسابقة في هذا النطاق، مع بول جياماتي في دور أستاذ يجد نفسه معزولاً في مكان ناء مع بعض تلامذته.
  • «ماي ديسمبر» May December ميلودراما مع جوليان مور ونتالي بورتمن.
  • «أشياء فقيرة» Poor Things فيلم آخر للمخرج اليوناني الذي يعتمد على منحاه السوريالي مع وليم دافو ورامي يوسف في عداد الممثلين.

الترشيح الخاص هو لفيلم «المستمرون» لألكسندر باين، ولو أن ذلك يبدو احتمالاً محدوداً إزاء «ماي ديسمبر» و«باربي».