تبرز المواهب الفنية الإماراتية في معرض «آرت دبي» لهذا العام، وهو منصة دولية رائدة للفن والفنانين من الشرق الأوسط والجنوب العالمي، وسيقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مدينة جميرا بدبي، في الفترة من 1 إلى 3 مارس 2024.
سلطت «كل الأسرة» الضوء على المشاركات الفنية الإماراتية الشابة في الدورة السابعة عشرة للمعرض العام من «آرت دبي»، الذي سيشمل أكثر من 100 صالة عرض عبر أقسامه الأربعة: المعاصر، والحديث، والبوابة، و «آرت دبي ديجيتال»، وهو القسم الوحيد في أي معرض فني دولي كبير مخصص للفن الرقمي.
ويركز معرض «آرت دبي» هذا العام على توسيع مشاركة «الجنوب العالمي»، بما يتجاوز الحدود الجغرافية والاقتصادية التقليدية، مع التركيز أيضاً على التاريخ المشترك، والقصص المتميزة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، من دلهي والقاهرة، إلى بوغوتا وغواتيمالا، فضلاً عن تاريخ الجاليات والمهاجرين من المراكز العالمية، مثل لندن، وباريسن ونيويورك.
إعادة سياق الثقافة المادية والصور بطابع فكاهي
يشارك الفنان الإماراتي طلال النجار، الذي يقيم بين لوس أنجلوس ودبي. في غاليري «طبري آرت سبيس» في قسم «آرت دبي ديجيتال»، الذي تأسس عام 2022 بهدف تقديم لمحة شاملة عن مشهد الفن الرقمي، واستكشاف كيفية استخدام الفنانين للتكنولوجيا والتقنيات الجديدة ودراسة مدى تأثيرها، أو تكاملها مع الفن التقليدي، ويقول «حصلت على درجة الماجستير في الفنون من كلية التصميم آرت سنتر (2023)، ودرجة البكالوريوس في الفنون من مدرسة الفنون المعاصرة في شيكاغو (2021).
وشاركت في العديد من العروض الفنية في دبي، وأبوظبي، وشيكاغو، ولوس أنجلوس، وتعتمد ممارستي التشكيلية على إعادة سياق الثقافة المادية والصور بطابع فكاهي، وأنتج أعمالي في مجالات النحت، والفيديو، والصوت، والرسوم المتحركة بتقنية CGI والرسم والتركيب، إضافة إلى وسائط أخرى، كما أتناول قضايا رئيسية تشمل أفكار المحاكاة، وصور الفقراء، والآثار، ومكمن المستقبل، وصراع ظروف ما بعد الحداثة».
«آرت دبي» منصة يلتقي من خلالها الفن والسينما وصيحات الموضة
أما عالية حسين لوتاه، فهي شريكة مؤسسة في استوديو ميداف للفنون في دبي، وتشارك من خلال معرض «عائشة العبار آرت غاليري»، في قسم آرت دبي المعاصر، الذي يقدم أفضل الفنون المعاصرة، من جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على الفن والفنانين من الجنوب العالمي، وتبيّن «معرض «عائشة العبار آرت غاليري» هو منصة تتيح للفنانين العالميين، من الرواد والمعاصرين، عرض أعمالهم الفنية المميزة في معارض مشتركة، ومعارض فردية، فضلاً عن الترويج لأعمالهم وتعزيز مكانتهم العالمية.
وبالنسبة إلينا يمثل المعرض منصة يلتقي من خلالها الفن والسينما وأحدث صيحات الموضة، فهي وجهة تضم تخصصات متعددة، تتحدث جميعها لغة واحدة، وهي لغة الفن والثقافة. ومن جهتي، أركّز العمل على مواضيع فنية تتناول فهم العلاقة البينية بين الأم والطفل في العالم الحديث».
بين الحنين للماضي والشفافية والحيوية والسريالية
تشارك الفنانة ميثاء عبدالله كذلك في غاليري «طبري آرت سبيس»، آرت دبي المعاصر، وقد تخرجت في برنامج «منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين»، بالشراكة مع كلية رود آيلاند للتصميم، وتوضح «لقد شاركت في تأسيس استوديو «بيت 15»، وهو معرض واستوديو يديره فنانون في أبوظبي، ويلعب دوراً ناشطاً في حراك المشهد الفني المعاصر بالإمارات، وتتأرجح أعمالي بالوسائط المتعددة، بين الشفافية والحيوية والسريالية، و أحرص على أن تتسم أعمالي بطابع من الحنين والشوق لذكريات الماضي، وغالباً ما كانت تتحول لوحاتي وأعمال الأوساط المتعددة إلى سلسلة تحكي أجمل الروايات الثقافية المؤثرة، لتعبّر عن الذاكرة والترحال والعلاقات الإنسانية».
حوار حول مواضيع مادية وأنظمة وعلاقات متبادلة
أما الفنانة سارة المهيري، فلها مشاركة في معرض «كربون 12»، آرت دبي المعاصر، وهي خريجة جامعة نيويورك أبوظبي، وحاصلة على «زمالة سالمة بنت حمدان للفنانين الناشئين»، وتقول «من بين الخطوات الكبيرة التي اتخذتها مؤخراً، هي التوقيع مع معرض 12Carbon «السركال أفنيو»، أحد أبرز مراكز الفن المعاصر في دبي، كما يقدّم برنامجاً عالمياً وشاملاً للفنانين، والذي أتاح الكثير من الفرص، حيث يكشف عملي الفني عن حوار حول مواضيع مادية، وأنظمة وعلاقات متبادلة، والذاكرة واللغة، من خلال التدقيق الحدسي والشاعري للسرد والتجريد، كل ذلك من خلال الانخراط في الأشكال الهندسية، فأنا استخرج لغة بنيوية فتقرأها مراراً وتكراراً لاقتراح شكل آخر غير شكلها، في خريطة مثلاً، أو جملةن أو قطعة أحجية».
تصوير الطفولة في وسط الاستغلال
من جانبه، يبيّن الفنان الشاب ساهر نصّار، الذي يشارك في معرض فني زاوية غاليري / آرت دبي المعاصر «لقد انتقلت من مجال التصميم الغرافيكي إلى ممارسة الفن بشكل مستقل، إذ يتأثر عملي بالصراعات السياسية والاجتماعية المعاصرة، ويشمل مجموعة من وسائط الفن التصويري، وخلال مشاركتي في فعالية آرت دبي في معرض بعنوان «بقايا»، قدمت تجسيداً كوميدياً للاستبداد، وسوء الاستخدام للسلطة عبر تصوير الجنود، وهو عمل يعكس فعل الطفولة في وسط الاستغلال، حيث تتجلى البراءة المتبقية للطفولة كتضاد للعنف، أما معرض فني زاوية غاليري، فهي صالة عرض فنية بصرية مستقلة تأسست في رام الله، فلسطين في عام 2013، ومنذ مارس 2020 نظم المعرض العديد من المعارض الفردية والجماعية، وعرض الأعمال الفنية القائمة على مجموعة متنوعة من الوسائط، بما في ذلك الرسم، والنحت، والتركيب، والفيديو، والتصوير الفوتوغرافي.
وتهدف الزاوية إلى دعم الفنانين الشباب وعرض الفن المعاصر والحديث دولياً، من خلال المشاركة في المعارض والمشاريع الفنية، وقام المعرض بتوسيع نطاق عمله بافتتاح موقعه في السركال افنيو في دبي، بالإمارات العربية المتحدة».