تبذل الجهات، الحكومية والخاصة، جهوداً ملحوظة للتغلب على التحدّيات التي تواجه الشباب في العمل في القطاع الخاص، والعمل على تغيير المفاهيم السائدة بخصوص العمل في القطاع الخاص، من خلال حملات التوعية والإرشاد، ومن أبرزها حملة كانت بعنوان (نافس على طريقتك)، التي سلطت الضوء على 1001 قصة نجاح ملهمة لشباب إماراتيين في عملهم بالقطاع الخاص.
بدورها، حاورت «كل الأسرة» حمدة النجّار، شريكة أعمال الموارد البشرية لدى «جنرال موتورز أفريقيا والشرق الأوسط» منذ عام 2021، للتحدث عن جهود التوطين التي تبذلها في الشركة التي تعمل فيها، فهي تتمتّع بنظرة شبابية، وطريقة تفكير ابتكارية، لمدّ الجسور ما بين الموظفين والإدارة، لإيصال الرسائل المتعددة والمختلفة، بخصوص السياسات والإجراءات المتعلقة بالموارد البشرية.
فقد تولّت حمدة العديد من المناصب الأخرى ضمن عمليات الشرق الأوسط، وطوّرت مسيرتها المهنية، بدءاً من دورها في تنسيق عمليات التوطين والخدمات البشرية، مروراً بتولّي دور أخصائية استحواذ للمهارات، وصولاً إلى شريكة أعمال للموارد البشرية، في أقل من خمس سنوات. ويتمحور هدفها الشخصي في قطاع العمل على إلهام الشباب الإماراتي، مثلها تماماً، للعب دور بين القوى العاملة التي تدفع قدماً بمستقبل التنقل.
برأيكِ ما مدى نجاح عمليات التوطين؟
تم اتخاذ خطوات كبيرة على الصعيد الوطني بهدف التشجيع على تطوير المهارات الإماراتية، ضمن مختلف قطاعات الأعمال، وتعتبر منصّة «نافس» مثالاً رئيسياً بارزاً على هذا الأمر، وهي تشكل جزءاً من مبادرة «مشاريع الخمسين»، وتقدم العديد من الحوافز المختلفة للقطاع الخاص بهدف تعزيز آفاق التوظيف للخرّيجين الإماراتيين، وكذلك للمحترفين المتمرسين.
وبالتوازي مع هذا، يتم تشجيع المهارات المحلّية على استكشاف سبل العمل في القطاع الخاص، حيث تعد فرص النمو والمزايا المقدمة للموظّفين عوامل مساهمة في اتخاذ قرارات إيجابية في هذا الاتجاه، إلى جانب طبعاً ساعات العمل المرنة خلال فترة ما بعد الجائحة.
ما التحدّيات التي يواجهها الشباب في القطاع الخاص؟
منذ بداية المرحلة الراهنة التي أصبحت نمطية، نرى أن ديناميكيات العمل قد تغيّرت بالنسبة إلى الشباب، وهم يسعون لتذليل التحديات التي تواجههم من ناحية تحقيق التوازن بين الحياة المهنية، والشخصية. وتعتبر الدولة موطناً لجيل طموح من المهارات الجديدة، ما يجعلهم جزءاً أساسياً من القوى العاملة في المنطقة، وبالتالي من المهم للقطاع الخاص النظر في مختلف المسائل المرتبطة بهم.
وقد وجد استبيان أجرته المنصة المحلية للبحث عن الوظائف Bayt.com أن الشباب يسعون وراء الشركات التي تمنح الأولوية للتوازن بين العمل والحياة، وتتبنّى ثقافة عمل إيجابية. ومثال على أفضل الممارسات في هذا المجال هي بيئة العمل المرنة والهجينة لدى «جنرال موتورز»، والتي ترتكز على ثقافتنا المتمحورة حول تعزيز السلامة، البدنية والنفسية، معاً، ما يُمكِّن الموظّفين من التعبير عن أنفسهم بأفضل شكل، وتقديم أفضل ما لديهم في العمل، وفي الوقت ذاته تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
هل يمكنك إخبارنا المزيد حول تجربتك في القطاع الخاص كمواطنة إماراتية؟
قررت استكشاف الفرص ضمن القطاع الخاص بينما كنت في الجامعة. فقد كنا نسمع عادة، عن المواهب الوطنية العاملة في القطاع الخاص، ونتعرف إلى أدوارها وتجاربها في هذا المجال، ما ألهمني شخصياً لخوض المغامَرة في القطاع الخاص.
ويبدو أن المنافَسة ضمن القطاع الخاص تدفع الأشخاص لإظهار أفضل ما لديهم في العمل، وبالتالي التشجيع على التطوير السريع للمهارات الذاتية. وهذا يستمر في الظهور بشكل واضح، بين مختلف المهارات التي نراها في الشركات اليوم، ما شكّل عنصراً أساسياً دافعاً لاتخاذ القرار بالنسبة إليّ بخصوص الانطلاق بمسيرتي المهنية وتطويرها ضمن القطاع الخاص.
ما الفرص المتاحة للمهارات مثلك ضمن القطاع الخاص أو للمواطنين الإماراتيين بشكل عام؟
إن الفرص المتاحة متنوعة ومتعددة جداً، في ظل الطلب على المهارات الشابة من قبل شركات القطاع الخاص، وبالتحديد في مجالات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، بالنظر إلى الرؤى المستقبلية التي تتميّز بها الدولة.
وبينما تسعى الشركات الخاصّة للاستثمار في الأشخاص المستعدّين لخوض تحديات جديدة، والتعلّم أكثر، فإن من المهم للشباب تبنّي مبدأ التحفيز الذاتي، وتحديد النواحي ضمن مجالات عملهم التي يمكنهم عبرها التطور بشكل دائم، وعرض هذه النواحي أمام الشركات الموظِّفة كي تتمكن من التعامل معها بطريقة ملائمة وفعّالة.