تبقى أيام الشارقة التراثية الحدث الأبرز على مستوى الفعاليات الثقافية والتراثية التي توثق التاريخ للأجيال، وتحافظ على العادات والتقاليد، عبر مجموعة من الفعاليات، الثقافية والفنية والتراثية، التي تجسّد تراث الإمارات، وتمنح عشاق التراث الفرصة للاستمتاع بجوهر الماضي، وجماله، في منطقة قلب الشارقة.
في نسخته الـ21، وتحت شعار «تواصل»، يعكس المهرجان توجهات إمارة الشارقة، نحو تعزيز الروابط الثقافية والتراثية مع شعوب العالم، والتأكيد على الدور المهم للتراث في الانفتاح والتبادل الثقافي بين الثقافات، بمشاركة 12 دولة، عربية وأجنبية.
يستحضر المهرجان الكثير من تفاصيل حياة الفريج، حيث يشكل المهرجان فرصة للتعرف إلى التقاليد والاحتفاء بالثقافة الإماراتية، بدءاً من الأزياء الشعبية التراثية، بتصاميمها المختلفة، وألوانها البرّاقة، حيث ميزت المظهر الأغلب للأطفال، وحتى «فانوس رمضان» رمز الشهر الكريم، وركن توزيعات «حق الليلة»، العادة الشعبية التي لا يزال يتمسك بها المجتمع بقوة، ومنطقة ألعاب الأطفال الشعبية التراثية مثل لعبة «المريحانة»، أو الأرجوحة، ولعبة الميزان، وغيرها من الألعاب التي تمنح الأطفال فرصة للاستمتاع والتعرف إلى جزء من تراثهم.. إلى جانب الكثير من الفعاليات التي تقدمها واحة المعرفة للأطفال واليافعين، وركن والورش التدريبية، كالرسم، والتطريز، والتلوين.
لا تزال البيئات الجغرافية للمجتمع الإماراتي جزءاً من هوية وشخصية المهرجان، بحِرفها وعاداتها، فمن البيئة الجبلية وبيوتها الحجرية، ينقل المهرجان صورة عن واقع الحياة في تلك المناطق، وأهم الحِرف والصناعات المرتبطة بها، مثل طريقة غزل الصوف، إلى البيئة البدوية التي تتجسد في خيمة الشَّعر، وركن القهوة المكان الذي يعكس ثقافة الضيافة العربية، بكامل وأبهى صورها.
بينما تستحضر البيئة الزراعية العديد من الأدوات التقليدية التي تعكس تاريخ البلاد، وثقافتها الزراعية، مثل المزماة التي تصنع من سعف النخل لحمل الرطب، والفواكه، والخضروات، وصناعة «الحابول»، وهي حبال النخل المصنوعة من ليف النخل، التي تسند ظهر المزارع لتسهيل عملية صعود النخيل، وطريقة حفظ التمر وصناعة الدبس، وهي بين أبرز الموروثات الشعبية في الإمارات، وبئر الماء التي تمثل جوهر الحياة للمواطن الإماراتي قديماً. بينما تعكس البيئة البحرية الجوانب المهمة من حياة أهل البحر، التي أضافت أجواء مميزة للمهرجان، بعرض طرق صناعة شِباك الصيد التقليدية، وصناعة السفن، وغيرها من الحِرف والصناعات المرتبطة بها.
توفر تجربة «أيام الشارقة التراثية» للزوار لمحة من التراث الشعبي، وتشجّع على الاحتفاظ بتقاليد الماضي من خلال التعريف بالأطباق والحلويات الإماراتية التقليدية، التي يتم تحضيرها وتقديمها على الفور، حيث يمكن للزوار مشاهدة نساء يرتدين الزي التقليدي وهنّ يقمن بإعداد الأطعمة البسيطة، مثل اللقيمات، وخبز الرقاق، مع البيض والجبن، إلى جانب ركن المشاريع الشبابية التي توفر تجربة فريدة للتعرف إلى البرياني، والمعكرونة، والهريس، والكثير من الأصناف الأخرى.
كما يركّز المهرجان على إبراز جمالية الفنون التقليدية التي تعكس تراث الإمارات، وتاريخها الغني، من خلال 10 فنون شعبية، بضمنها العيالة، والأنديما، والحربية، والليوا، والرواح، والدان، والهبان، والرزيف، والندبة، التي تحظى باهتمام الزوار.
يشهد المهرجان مشاركة 12 دولة عربية وعالمية، هي: الكويت، والمغرب، وفلسطين، والعراق، ومصر، واليمن، وسوريا، وتركيا، وسلوفاكيا، والجبل الأسود، والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى ضيف الشرف محافظة جيجو من كوريا الجنوبية، المشاركة بمعرض من ثلاثة أقسام يسلط الضوء على التراث الكوري، بينما تتفرد دولة الكويت بمشاركة نوعية يقدمها فريق «إكسبو 965» من خلال ركن تراثي نوعي يستعرض التراث الثقافي الكويتي، وجوانب من الأعمال اليدوية والحِرفية.
* تصوير: السيد رمضان