"أيام الشارقة السينمائية".. حدث استثنائي لنقل الثقافة المحلية والمواهب إلى العالمية
الصعود إلى العالمية يبدأ بفعاليات ومبادرات محلية، هذه هي الرؤية التي دفعت مؤسسة فن – منصة الاكتشاف الإعلامي، إلى إطلاق مبادرة «أيام الشارقة السينمائية»، في بحيص – الحديقة الجيولوجية بالشارقة، بهدف توفير منصة مبتكرة قادرة على دعم المبدعين، وتمكين أصحاب المواهب الناشئة، فقد شملت المبادرة مجموعة من الأعمال والتركيبات الفنية الشابة، والمستلهمة من عالم السينما، إضافة إلى سلسلة ورش العمل، والجلسات النقاشية، لخلق بيئة إبداعية تمكّن المخرجين الإماراتيين من التواصل مع نظرائهم من حول العالم، للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم لتطوير أعمالهم وأفكارهم الإبداعية وإيصالها إلى العالم.
تحرص مؤسسة فن – منصة الاكتشاف الإعلامي على خلق بيئة داعمة لعشاق السينما، وبناء مجتمع خاص بهم، يشمل خبراء ومتخصصين في هذا المجال، يرتقون بأفكار الشباب المبدعين، ويسهمون في عرض أعمالهم كي تصل للعالمية، ففي كلمتها خلال حفل افتتاح «أيام الشارقة السينمائية»، أكدت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مدير عام مؤسسة فن – منصة الاكتشاف الإعلامي ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، أن المبادرة صُممت لتوفير منصة مبتكرة قادرة على دعم أعضاء المجتمع الإبداعي، وصنّاع الأفلام، وتمكينهم من المساهمة في إغناء المشهد الثقافي والفني المحلي، إلى جانب منح الجمهور تجربة ثقافية متكاملة، تبرز ثراء الثقافة المحلية والتنوع الثقافي العالمي، من خلال جمعها كل صنوف الفن تحت سماء الشارقة، وعبر تقديمها مزيجاً من التركيبات الفنية المستلهمة من عالم الأفلام، والعروض الفنية وورش العمل والجلسات النقاشية.
تسليط الضوء على المواهب المحلية
وخلال حوارها لـ«كل الأسرة» قالت الشيخة جواهر القاسمي «هذا الحدث ما هو إلا محاولة لنقل تجربة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، والأعمال التي خرجت للنور من خلاله، إلى دول عالمية، واستقطاب أعمال أجنبية للأطفال والشباب، لعرضها خلال المبادرة، وكذلك استقطاب المخرجين والكتاب والمبدعين كي نرتقي بالصناعة السينمائية في الدولة، وكي تجدد خريطة الفن انطلاقاً من إمارة الشارقة نحو العالم، واختيار الحديقة الجيولوجية في بحيص مقصود لتسليط الضوء على جمالها، كوجهة لتصوير الأفلام والمسلسلات العالمية، وقمنا بدعوة منتجين عالميين للتعرف إلى المكان بأنفسهم».
التطلّع إلى وصول الثقافة العربية للعالمية
وقد حاورت «كل الأسرة» عدداً من المبدعين المشاركين في «أيام الشارقة السينمائية» عبر مجموعة من الأعمال والتركيبات الفنية المستلهمة من عالم السينما، ومن بينها مجموعة «عرب وود» (Arabwood) للفنان الإماراتي علي مبارك السعدي، الذي استلهمها من ملصقات الأفلام الأكثر شعبية مثل «هاري بوتر»، و«علاء الدين» وغيرهما، ليبرز من خلالها ثراء المخزون الثقافي والمعرفي للمجتمع المحلي.. وحول سبب اختياره لهذه الفكرة، يوضح «أدرس تخصص «الغرافيك» في كليات التقنية العليا في دبي، وقد وظفت ما تعلمته لأشبع شغفي بعالم السينما، وأرى أن السينما العربية تحتاج إلى لمسة إبداعية لتضفي عليها سحر السينما الغربية، وقد صممت هذه «البوسترات» كي أوصل فكرتي من خلال هذه المبادرة التي تعمل على الارتقاء بالسينما محلياً، لدينا كل الإمكانات التي ستمكننا من المنافسة عالمياً، بإذن الله، فقدمت الثقافة العربية ممزوجة بأفلام شهيرة في هوليوود، حيث ألبست هاري بوتر غترة، وعقالاً، وكندورة، وصوّرت أبطال فيلم لالاند في خورفكان، بحيث أحفز الشباب في الوطن العربي على أن يكتبوا الأفلام بالمستوى العالمي نفسه، ولكن بثقافتنا العربية التي لا تمثل أيّ عائق في مجال السينما».
استدامة العقول من خلال التواصل
أما الفنانة البصرية أحلام البناي، فهي رئيسة قسم الإعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا، في دبي، وتشارك بعملها الفني «استدامة العقول» المستلهَم من أقوال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تتمحور حول الإنسان باعتباره الركيزة الأساسية للاستدامة والتنمية، وتبيّن «أفخر في البداية بأن الشباب المشاركين في المبادرة هم من طلبتي، وهم حقاً مبدعون، ويستحقون الفرصة المتوفرة لهم كي يطوّرا المشهد السينمائي من وجهة نظرهم. أما بالنسبة إلى العمل الذي أشارك به اليوم، فهو ترجمة لكلمات أبينا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي أضعها فلسفة في حياتي، وقدمت عملي وهو مجسم لشكل عقل الإنسان، تقترب منه يدين بشكل فيه رغبة للتواصل مع هذا العقل المنير والمبدع، وعملي يعزّز فكرة استدامة العقول التي تعلّمناها من صاحب السمو حاكم الشارقة، وإنارتها من خلال التواصل والرحمة والعمل الجماعي».
طرق إبداعية تحفّز الحنين إلى لماضي
من جهته، استعرض المصوّر الشاب حمد الجسمي، من خلال عمله الفني البصري «حنين الإمارات»، مجموعة من المعالم المعروفة في الإمارات في صورتها القديمة «عملي يستشرف المستقبل، ولكن بطريقة إبداعية تحفز الحنين بداخل كل من يقف أمامه، فهو عبارة عن شاشات تلفزيون قديمة تعرض معالم الإمارات التي صوّرتها اليوم، فهو يعيد الحالة التي كنا نعيشها في الماضي، وهي التعرف إلى العالم من خلال الصور التي نشاهدها في التلفزيون، وتخيّلت أننا في الماضي ونرى مستقبل دولتنا في تلك الشاشات، وهذا العمل يحفز على استشراف المستقبل بطريقة إبداعية ومختلفة».
التأمل في الطبيعة
الطالبة في كليات التقنية العليا في دبي، فاطمة عارف، وزميلتها حصة الشحي، صممتا مشروع «الدهر» المستوحى من الآية القرآنية من سورة الإنسان «هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً»، والذي يدعو إلى التأمل في هذه الآية، فقد استعرض المشروع صوت الأحجار من خلال تردّد في المسار الشمسي، تجعل الناس يعيشون صوت الحياة قبل وجود الإنسان، وتعكس حقيقة أن الإنسان عبارة عن لا شيء مع الزمن، وقد صممنا المشروع على الطراز الإسلامي، والذي تخلّلته زخارف إسلامية لكوننا مستشهدتين بآية قرانية، والتي ألهمتنا هذه الفكرة كي نتأمل في كل شيء موجود حولنا هنا في الحديقة الجيولوجية بالشارقة».