29 فبراير 2024

"تدريب الطهاة على الأطباق الشعبية الإماراتية".. مبادرة "سياحة عجمان" لشهر رمضان المبارك

محررة في مجلة كل الأسرة

في شهر رمضان المبارك، يتزايد الطلب على الأطعمة الإماراتية التقليدية، سواء في المنازل، أو الفنادق، أو حتى من قبل المقيمين، والسياح الذين يزورون الدولة ويرغبون في اكتشاف نكهات المطبخ الإماراتي.

هذا الملمح التراثي المتمثل في الأطباق الإماراتية تعمل عليه دائرة التنمية السياحية في إمارة عجمان، عبر مبادرة «تدريب طهاة المنشآت الفندقية على إعداد الأطباق الشعبية والتقليدية الإماراتية»، وتهدف إلى تحسين تجربة السيّاح وإغناء تجربتهم بتذوق النكهات الأصيلة للمطبخ الإماراتي، استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك 2024.

قادت الشيف الإماراتية خلود عتيق، وهي مدرّبة واستشارية فنادق وأخصائية تطوير تجربة الطهي، آليات التدريب على الأطباق الرئيسية الإماراتية التقليدية، بين شرح مفصل وتوضيح بعض مزايا المطبخ الإماراتي كجزء من التراث والهوية الإماراتية، وبين جلسات عملية لتعزيز مهارات الطهاة التطبيقية التي تتطلب بساطة وعمقاً، في آن معاً، والإلمام بالتوابل التقليدية، والمكوّنات المحلية، بما تعكسه هذه المعرفة من تنوع وتعدد في الأطباق تعّد انعكاساً لتنوع البيئات في الإمارات، من البيئة الصحراوية، إلى البيئة الجبلية، والبيئة البحرية.

ومن الأطباق الشهيرة في المطبخ الإماراتي: المجبوس، الثريد، الهريس، المضروبة، خبز الرقاق، اللقيمات، فطائر الجباب، خبز الخمير، البلاليط، وغيرها من حلويات ومعجنات إماراتية، تدرّب عدد من الطهاة على إعدادها على مدى أسبوعين، وتضمن تدريب الطهاة في فندق عجمان عدة خطوات ومنهجيات واكبت بعض التقنيات الخاصة بالطهو الإماراتي، ومكونات الأطباق، وكيفية تحضيرها وتقديمها بشكل لافت، إضافة إلى استخدام البهارات المحلية مثل الزعفران، والهيل، وغيرهما من التوابل التي تضفي نكهة فريدة على الأطعمة، وجرى في نهاية الدورة التدريبية تقييم للأطباق وفق معايير علمية ترصد الطعم، والشكل، وتقنيات إعداد الطبق.

وتتبدى أهمية هذه المبادرة التي استمرت على مدار أسبوعين، بالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك، بحيث تعتبر استثماراً لتقديم تجربة تذوّق مختلفة لنزلاء المنشآت الفندقية، سواء الأطباق الرئيسية، أو الحلويات الشعبية والتراثية.

وتندرج هذه المبادرة ضمن أهداف عدة، أهمها تعزيز جاذبية إمارة عجمان السياحية، تطوير شراكات استراتيجية متقدمة مع فنادق بفئة 4 و 5 نجوم في إمارة عجمان، وتعزيز المشهد السياحي والتفاعل الثقافي في إمارة عجمان.

يوازن محمود خليل الهاشمي، مدير عام دائرة التنمية السياحية في عجمان، أهمية دمج هذه النكهات الأصيلة في التجربة السياحية «من خلال هذا التعاون الفريد مع المنشآت الفندقية المرموقة وخبرة الطهاة الإماراتيين لدينا، فإننا لا نعزز تقاليد الطهي الإماراتية فحسب، بل نضع عجمان أيضاً كوجهة للطهي في حد ذاتها».

هذه المبادرة تطلّ بآفاقها على نظرة شاملة للثقافة الإماراتية، لكون تدريب الطهاة على المطبخ الإماراتي يساعد على تطوير مهارات الشريحة المستهدفة، وإكسابها خبرة ميدانية في إعداد الأطباق التقليدية، وتزويد الزوار بمذاقات محلية تعرّفهم إلى مطبخ يزاوج بين التقاليد ومواكبة التطور، ما يمنحهم فهماً عميقاً للأصول والتقاليد التي تميز المطبخ الإماراتي.

أعد الشيف حسن عبدالحميد، من مصر، الساقو، وهو نوع من الخبز إلى جانب أنواع أخرى، وتم اختباره مع إبداء بعض الملاحظات والثناء على إتقانه إعداد الأطباق الإماراتية، من المرة الأولى، بعد الدورة التدريبية.

يقول لـ«كل الأسرة»: «كانت تجربة إعداد الأطباق الإماراتية تجربة جميلة وجديدة. فقد درست مجال السياحة والفنادق، ودرست مجال الطهو، ولكنني تعرفت إلى عالم جديد من النكهات من قبل شيف خلود، التي تتميز بخبرة كبيرة وبمعرفة شاملة بتفاصيل المطبخ الإماراتي وتقنياته».

من جهته، خاض الشيف سوكيش، من الهند، التحدي، وأعدّ العصيدة، وخبز الخمير، حيث يؤكد أنها «تجربة ممتعة تعرفت فيها إلى تقنيات جديدة، وإلى نكهات جديدة، ولم أشعر بصعوبة بالغة في تعلّم المهارات اللازمة».

كما أعدّ الشيف كريشنا ريجيمي البلاليط والقرص المفروك، مستنداً إلى خبرته في الإمارات على مدى 15 عاماً، معرباً عن إعجابه بالتجربة، وبقدرات الشيف الإماراتية على توصيل المعلومة بشكل سلس، وإجابتها عن كل أسئلتهم.

وأخيراً، شكلّت هذه التجربة فرصة لاستكشاف تفاصيل وجماليات الأطباق الإماراتية المستمدة من التراث، والتي تجسد عناصر الثقافة، والماضي بعناصره الفريدة.

* تصوير: السيد رمضان ومن المصدر