23 أبريل 2024

الفارسة شما الطواش: والدتي هي مشجعتي الأولى وأول الداعمين

محررة في مجلة كل الأسرة

الفارسة شما الطواش: والدتي هي مشجعتي الأولى وأول الداعمين

القوة، الشجاعة والصبر.. صفات اكتسبتها الفارسة الإماراتية الشابة، شما عبد العزيز الطواش، التي انطلقت في ممارسة رياضة ركوب الخيل وهي في التاسعة من عمرها، وما زالت تمارسها حتى اليوم وهي في سن العشرين، لتحقق حلم والدتها التي كانت تطمح أن ترى ابنتها فارسة ماهرة، وكانت أول الداعمين لها في رحلة نجاح شاقة، كللتها شما أخيراً بأن تُوجت بكأس حتا للقدرة لمسافة 101 كيلومتر، والذي أقيم مؤخراً، في مدينة دبي الدولية للقدرة.

الفارسة شما الطواش: والدتي هي مشجعتي الأولى وأول الداعمين

حاورت «كل الأسرة»، الفارسة الشابة شما الطواش، من إسطبلات الجوارح، بعد حصولها على لقب سباق كأس حتا للقدرة، المخصص للإسطبلات الخاصة، والذي أقيم لمسافة 101 كلم في مدينة دبي الدولية للقدرة، بسيح السلم، بتنظيم نادي دبي للفروسية، بالتعاون مع اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، حيث حدثتنا شما عن الفخر الذي تشعر به لكونها بطلة فروسية في دولة الإمارات، خصوصاً في دبي، صاحبة أغلى كأس لرياضة الفروسية في العالم.

بدأت رياضة ركوب الخيل في سنّ مبكرة، من كان وراء ذلك؟

اكتسبت عشق الخيول من والدتي، التي آمنت بقدرتي على خوض تجربة الفروسية وأنا طفلة، ولم يسبقني أحد من عائلتي في ممارسة هذه الرياضة، فقد بدأت بالتدريب في إسطبل العاصفة، وكان عمري حينها 12 عاماً، وهناك، تأسست وتطوّرت في ممارسة ركوب الخيل، حينها استقبلني المدرب عبدالله الكعبي، بحماس، وقال لي «ستكون هذه الفتاة في يوم من الأيام بطلة»، بعدما لاحظ مشاعر السعادة التي غمرتني بمجرد أن ركبت الخيل، وأذكر أن الحصان كان اسمه الأبجر، ولم أخَف حينها، بل خضت التجربة بكل جرأة وشجاعة، وخلال سنتين حصلت على رخصة سباق القدرة، لأصبح أصغر فارسة إماراتية حاصلة على هذه الرخصة، قبل سن 14 عاماً، ومن خلالها تمكنت من دخول مسابقات وبطولات الخيل، لأحقق اليوم أول بطولة في حياتي».

الفارسة شما الطواش: والدتي هي مشجعتي الأولى وأول الداعمين

حدثينا عن مشاعر التتويج الأول في مسيرتك الرياضية؟ ولمن تهدين هذا الفوز؟

حفاظي على الصدارة طوال السباق، ولّد لدي شعوراً بأنني سأتمكن من الفوز باللقب، اتصلت بوالدتي التي كانت تتابع البث المباشر للسباق لأخبرها بهذا الشعور كي أحفز نفسي على الاستمرار، فقد سجلت زمناً قدره 3.28.10 ساعة، وعلى الرغم من هذه الثقة، يبقى للتتويج الأول مذاق خاص، يدفعني للمضي قدماً لخوض المزيد من المنافسات.

وأهدي أول ألقابي إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قدوتنا في رياضة الفروسية، وفي كل الميادين، وإلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، المثل الأعلى لجيل الشباب في ممارسة رياضة الفروسية.

بمناسبة الحديث عن الدعم، ما هي المميزات التي تحظين بها كفارسة في دبي صاحبة كأس دبي العالمي؟

لكوني فارسة في دولة الإمارات فهذا أمر يدعو للفخر، قبل أي شيء، فالدعم مستمر، الإمكانات المتوفرة لا تُعدّ، ولا تحصى، والبطولات مستمرة، والجوائز محفزة، فقد تطورت هذه الرياضة العريقة بفضل حرص الأجيال الجديدة على ممارستها، اقتداء بمَثلنا الأعلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فلا يمكن أن أصف شعوري بالفخر والقوة وأنا أركب الخيل في إسطبلات F3 العائدة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ولا شعوري وأنا أحقق نجاحات في دولة تشهد منافسات لأبطال، محليين وعالميين، في ميادين الفروسية.

ولا أحب أن أنهي حديثي من دون التطرق لدعم الأهل، وعلى رأسهم والدتي، ومدرّبي أحمد بالغيزي، صاحب الفضل في إعدادي لخوض السباق، بقوة واحتراف، والعديد من أفراد المجتمع الإماراتي ممّن يؤمنون بموهبتي، كما أن المتابعين على الـ«سوشيال ميديا» لا يتوقفون عن دعمي وتشجيعي للاستمرار في ممارسة هذه الرياضة، وإلهام فتيات أخريات لخوض التجربة.

الفارسة شما الطواش: والدتي هي مشجعتي الأولى وأول الداعمين

كيف تصفين علاقتك بالخيل؟

تنشأ العلاقة مع الخيل بالتفاهم فيما بيننا، وما أشعر به من حب تجاهها وتصل إليها، تعزز حالة التفاهم، فالخيل تشعر بالفارس، وهذه الكيمياء تنشأ مع الوقت، ومع اكتسابي الثقة بنفسي وبمهاراتي التي تطورت تدريجياً، خصوصاً أنني أواجه العديد من المواقف الصعبة، أنا وحصاني فقط، فيجب أن نخلق لغة مشتركة فيما بيننا، لنساعد بعضنا بعضاً للاستمرار، ولتحقيق الفوز في نهاية السباق، فأنا أتحدث مع الخيل، وأطمئن على نبضات قلبه بعد كل سباق، وأشاركه لحظات مهمة في حياته.

هل لديك نظام غذائي ورياضي معيّن؟

لا يوجد نظام غذائي معيّن، ولكن بشكل عام يجب أن أحافظ على وزن خفيف، فأحرص على المواظبة على التمرين في الإسطبل حيث أتدرب يومياً. والفروسية رياضة تساعد على تقوية العضلات، وهي من أفضل الرياضات للحفاظ على رشاقة الجسم.

ما خططك أحلامك في الفترة القادمة؟

حالياً أفكر في التركيز على دراستي الجامعية في تخصص اللغات في جامعة السوربون، فقد ساندتني الجامعة ودعمتني كثيراً، طوال الفترة الماضية، خصوصاً في وقت الاستعداد للسباق، والانشغال بالمنافسات في الفترة الأخيرة.

وفي المستقبل أطمح إلى المشاركة في سباقات دولية، خصوصاً بعدما حققت إنجازات في الموسم الحالي، التي تحفزني لتحقيق المزيد من البطولات في المستقبل.بين الفارس والخيل لغة تفاهم خاصة.